الجيش الحر يهنىء الشعب السوري بتسلم مقعد بلاده بالجامعة العربية
أعربت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر، عن تهنئتها إلى الشعب السوري الذي تسلم مقعد سوريا في الجامعة العربية.
وذكرت القيادة المشتركة فى بيان وزعته اليوم، إدارتها للإعلام المركزي ومقرها باريس أن "هذا الإنجاز الذي تلقاه السوريون بفرح يشوبه الكثير من الحزن والألم لأن العرب تقاعسوا كثيرا في دعم الثورة واتخاذ قرار بمثل هذه الجرأة، وأن هذا التحول الجوهري في الموقف العربي كما نزع الشرعية عن المؤسسة الدولية، التي ينتمي إليها النظام فإننا نطالب المجتمع الدولي القيام بذات الأمر وتسليم مقعد سوريا في هيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها إذا أراد حقا حسم النزاع وتخفيف آلام السوريين.
وأضافت أن منح التمثيل لقوى المعارضة السورية في جامعة الدول العربية مع أنه يحمل وزنا سياسيا لا يستهان به إلا أن تراكم الاحتياجات الإغاثية والعسكرية تجعل المطلوب تحقيقه من الأخوة العرب يتجاوز المستوى الراهن من العون.
وقالت القيادة المشتركة للجيش السورى الحر "إننا نغتنم هذه المناسبة لنتحدث عن الصورة الكلية للتمثيل في داخل الائتلاف (الوطني السوري) والذي كنا نرى منذ البداية أن يكون قاعدة تمثيل حقيقية لجميع القوى في الداخل والخارج تمتلك شرعية التمثيل لتشكيل
هيئة تنفيذية أو حكومة أو مجلس إنتقالي إلا أن ذلك لم يتحقق حتى الآن بسبب التوظيف السياسي المخل لكل من العمل العسكري والإغاثي لصالح فئة هيمنت على المجلس الوطني ثم قامت بنقل قواعدها الباحثة عن النفوذ، مع كامل الآليات والوسائل إلى قلب الائتلاف وحطت رحالها لتقوم بتدميره من الداخل".
واعتبرت القيادة المشتركة وبحسب البيان، إن أخطر ما تقوم به تلك الفئة يتمثل في أمرين لا يصح معهما أي عمل سياسي وهما: أن هناك فئة في داخل المعارضة تتحرك دون تشكيل سياسي واضح وإنما كجماعة تحتفظ بكثير من أوضاعها التنظيمية وكأنها ما زالت في مرحلة
سرية ويقوم منتسبوها بتقديم الولاء للجماعة أولا قبل الوطن وهو بالضرورة يحول المخالفين من شركاء إلى فرقاء وتتحول المسافة بينها وبين الوطن والأطياف الأخرى لوسائل لمصلحة الجماعة ومشروعها وليس العكس وهو بالتالي فكر شمولي يقوم على الانتقاء والاصطفاء ويختلف عما قامت الثورة ضده.
وتابعت: "أما الأمر الثاني والذي شهدت به قوى كثيرة من المعارضة والثورة فهو أسلوب شراء الولاءات وتحويل الثورة إلى عملية تجارية يتم فيها تحويل الدعم الإغاثي والعسكري إلى استثمار لمصلحة مختلف المشاريع كانت الجماعة أول من شرعه ومارسه".
وأضافت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر، أنه "ومن أجل ذلك ندعو شعبنا العظيم إلى فهم طبيعة المرحلة لأنها قد بلغت توصيفا جديدا يمكن أن يهدد باختطاف مشروع الثورة برمته وإدخال السوريين في مرحلة من التناحر والتطاحن لن يجدوا حلا لها سوى إصلاح أطر التمثيل وعلى عجل، وعلى رأسها توسيع قاعدة الائتلاف مهما بلغ الثمن فخطف ثورة بمثل هذه العظمة هي أكبر هزيمة للثوار الحقيقيين".
وأوضحت أن الاستقالة المفاجئة لرئيس الائتلاف معاذ الخطيب، والانسحابات العديدة وتعليق العضوية التي تمت خلال عملية اختيار غسان هيتو وموقف الجيش الحر حول اختيار رئيس الحكومة "إنما هي بمثابة الحلقة الأخيرة من الاحتجاج على تاريخ طويل من توظيف الثورة واستثمارها".
وأشارت إلى أن كل هذه الأمور تدل على أنه "هناك أزمة حقيقية كنا نخشى على وحدة المعارضة فنحجم عن الحديث عنها، إلا أن فقه الساعة الراهنة بحصول الائتلاف على مقعد سوريا في الجامعة العربية لتكون هي اللحظة المناسبة لهذه المكاشفة والصحوة في قلب
الثورة لمنع من رأى في الثورة (التي أطلقها وقادها وضحى من أجلها الشباب وليس قوى المعارضة والأحزاب) مشروعا قابلا للاستثمار بعد أن فرقته المعاناة في أصقاع الدنيا ليعود إلى سوريا في ملابس الفاتحين".
وأكدت القيادة المشتركة فى بيانها، أن الاعتراف بفضل أفراد أو أحزاب قامت بمعارضة النظام لعقود طويلة لا يعطيها الحق أبدا في أن تقوم بمثل هذا النوع من الاستثمار السياسي في هذه المرحلة الوطنية الأليمة والتي بلغت فيها التضحيات درجات غير موصوفة يعف فيها
كل ذو حس سليم عن التنافس فيها على منصب ودماء اهله تجري بين قدميه.
ولفتت إلى أن مسألة القيادة هي في لب قيم الثورة لأن القيادة التي يطمح إليها هؤلاء الشباب والتي قامت الثورة من أجلها (وليس من أجلهم) تقوم على أسس الصدق والكفاءة والإخلاص والخلو من الأغراض "ولذلك لن يقبل الشعب بمن جرحوه وهو يتألم وسعوا إلى الكرسي بينما
هو يسعى للرغيف وحماية عرضه وبيته ورزقه".
ودعت القيادة المشتركة للجيش السورى الحر، في نهاية البيان، كافة القوى السياسية إلى توحيد الغرض واحترام حقوق الجميع في التمثيل واحترام مقتضيات الانتقال من مرحلة التمثيل إلى تشكيل الهيئات التنفيذية.. محذرة من أن عدم تحقيق ذلك سيعتبر "بمثابة اغتصاب
للحق لن نسكت عنه ولن نسمح به مهما كلف الثمن لأن هذه الممارسات تنتمي إلى مرحلة النظام وليس إلى فكر الثورة القائم على قاعدة الشراكة في الوطن".