آخر صيحة فى المظاهرات: برسيم وملابس داخلية
لم تعد اللافتات تكفى المتظاهرين لإعلان غضبهم ضد سياسات النظام الحاكم وجماعته، فالكلمات التى تحملها هذه اللافتات لا تشفى غليلهم، ولذا فكّروا فى ابتكار طرق أخرى للفت الانتباه إليهم ولإثارة غضب المسئولين الذين يترفّعون عن النظر إلى مطالبهم. البرسيم الذى نثره المتظاهرون فى الطريق المؤدى إلى منزل الرئيس «مرسى» لم تكن الفكرة الأخيرة، فأمس الأول فاجأ المتظاهرون وزير الداخلية بالتظاهر أمام منزله رافعين ملابس داخلية، وهو ما أثار غضبه.
«همّا اللى بدأوا بالعُهر وده مجرد رد فعل»، يعلق بها محمد الجمل -مسئول فى حركة «6 أبريل»- على المظاهرة التى رفع فيها شباب الحركة ملابس داخلية أمام منزل وزير الداخلية، اعتراضاً على سلوك وزارته، مشيراً إلى أنه مندهش من استغراب المجتمع لتصرُّفهم قائلاً: «يعنى هو تعرية المواطنين فى الشارع مش عيب والّا التحرُّش بالبنات فى ميادين عامة أمر عادى وقتل الشباب اللى متصور صوت وصورة ماحدش بيتحاسب عليه»، «الجمل» المسئول عن تنظيم المظاهرات داخل الحركة يؤكد أن خيالهم لن يتوقف عند ذلك وأن لجوءهم لإلقاء البرسيم أمام منزل الرئيس الذى قاموا به قبل أسبوع نوع من الانتقال من التظاهر بالقول إلى الاعتراض بالفعل «يمكن يحسوا شوية»، حسب تعبيره.
إحساس قطاع كبير من الشباب بأن النظام يسير بعبارة «دع الكلاب تعوى والقافلة تسير»، هو ما جعلهم ينتهجون تلك الأفعال، هكذا تبرّر الدكتورة نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة قناة السويس، الشكل الجديد للمظاهرات، مشيرة إلى أن الثوار ملّوا «طناش النظام» -حسب وصفها- «الحاجة الوحيدة اللى الدولة بتعملها هى مجرد اجتماعات شكلية لا ترتقى إلى طموح من قاموا بالثورة»، وتستشهد «رضوان» بإشعال محمد البوعزيزى النار فى نفسه، بأنه الفعل الذى حرّك بلاداً وأقام ثورات فيما ظلت الهتافات تتردد فى الدولة العربية دون التفات واضح من الأنظمة، خاتمة حديثها بعبارة «لما الدكتور مرسى يقول أنا جلدى تخين طبيعى يبقى الرد الغاضب بالشكل ده، مش مجرد وقفات صامتة أو غضب بالهتاف».