لا تملك من اسمها نصيباً: «بسمة» شفيت من السرطان.. وحقنة خاطئة أصابتها بالشلل
عماد الدين
قبل أن تزور الفرحة الغائبة أسرة بسمة، ابنة الـ20 عاماً، مع انتهاء جرعة العلاج الكيماوى المخصصة لها فى مركز أورام طنطا، واقترابها من الشفاء تماماً من سرطان الدم، تبخّرت الفرحة بفعل حقنة خاطئة، جعلت الشابة «قعيدة» إلى الأبد، كما أدخلتها فى غيبوبة طويلة، استلزمت حجزها فى «العناية المركزة» للمركز التابع للأمانة العامة للمراكز المتخصصة بوزارة الصحة.
الإهمال الطبى كان المتهم الأول والوحيد فى واقعة إصابة الشابة بسمة زين الدين بالشلل والغيبوبة، بعدما تم حقنها بمادة «فنكرستين» فى النخاع الشوكى بدلاً من الوريد. وحسب عمها عبدالحليم زين الدين، فإن الشابة كانت تأتى من محل إقامتها فى كفر الزيات لتلقى جرعة العلاج الكيماوى فى مركز الأورام بطنطا منذ العام الماضى.
الأسرة تطلب إجراء تحاليل للمريضة فى 3 جهات مختلفة.. ومدير المركز: تشكيل لجنة للتحقيق
وأوضح العم: «بعد صبر طويل انتهت مرحلة العلاج الكيماوى، واقتربت بسمة من الشفاء، لكنها استمرت فى التردد أسبوعياً على المركز للحصول على جرعة وقائية للحقن فى النخاع الشوكى مكونة من ميثوتركسيات، وسيترابين، وسولو كورتيف، بالإضافة إلى حقنة أخرى مكونة فنكرستين 2 مللجرام للحقن فى الوريد».
ويوم الاثنين الماضى حصلت بسمة على الجرعة الوقائية المعتادة، وعادت إلى المنزل مع أسرتها، لكنها اشتكت من آلام شديدة فى القدمين وأنحاء متفرقة من الجسم، ما استلزم عودتها إلى المركز فى اليوم التالى، وهناك تم احتجازها، وحسب العم «حصلت إدارة المركز على عينات لتحليلها، وتحديد أسباب الآلام التى تشعر بها، فيما طلبنا نحن إجراء تحليل لـ3 عينات فى أماكن مختلفة، بينها مستشفى 75375 فى القاهرة».
من جهتهم، قدّم الصيادلة العاملون فى إدارة الصيدلية الإكلينيكية بمركز أورام طنطا، مذكرة إلى مدير المركز، الدكتور شريف بهاء، حصلت «الوطن» على نسخة منها، للمطالبة بفتح التحقيق فى الواقعة، مؤكدين حدوث خطأ طبى جسيم مع المريضة، ما أدى إلى إصابتها بشلل ودخولها فى غيبوبة اعتباراً من 31 أكتوبر الماضى.
وفى المذكرة روى العاملون فى الإدارة تفاصيل الواقعة: «بناء على الأمر الطبى المكتوب فى ملف المريضة بسمة على زين الدين رقم 5038/ 2015، من أحد أطباء قسم الباطنة بتاريخ 31 أكتوبر الماضى، ويتضمن حاجة المريضة إلى حقنة نخاع مكونة من ميثوتركسيات، وسيترابين، وسولو كورتيف، وحقنة وريدية مكونة من فنكرستين 2 مللجرام، تم تحضير الجرعتين وتسليمهما إلى الممرضة».
وأضافوا: «فى اليوم التالى فوجئ قسم الصيدلة الإكلينيكية بإرجاع حقنة النخاع إلى الصيدلية، وبسؤال الممرضة عن السبب، أفادت بأن المريضة لم تأخذها، فتم التخلص منها حسب الإجراءات المتبعة»، موضحة: «تبين فيما بعد أن حقنة الفنكرستين التى تم تحضيرها، والمعدّة للحقن عن طريق الوريد، أعطيت للمريضة بالخطأ فى النخاع الشوكى، بمعرفة طبيب التخدير (م. ع)، وإشراف طبيبة الباطنة (ب. أ)، داخل غرفة العمليات».
وأشارت المذكرة إلى أن الطبيبة المذكورة ليست على قوة المركز، وإنما يتم تكليفها بالمرور يومياً على الحالات.
من جهته، رفض مدير المركز، الدكتور شريف بهاء، الإدلاء بأى تصريحات صحفية عن الواقعة، مؤكداً أنه رفع مذكرة إلى الأمانة العامة للمراكز الطبية المتخصصة، والتى أحالتها إلى إدارة الشئون القانونية، تمهيداً لرفعها إلى الجهات الأعلى، وإحالتها إلى النيابة العامة للتحقيق، كما أشار إلى أنه استدعى أسرة المريضة، وأبلغها بتشكيل لجنة للتحقيق فى الواقعة.