«هيلارى» الأقرب إلى الفوز.. و4 سيناريوهات ترجح كفة «ترامب»
هيلارى خلال أحد المؤتمرات «صورة أرشيفية»
اليوم يخرج الناخبون الأمريكيون لانتخاب رئيسهم الجديد بعد 8 سنوات من ولاية الرئيس باراك أوباما التى يصفها البعض بأنها شهدت توتراً غير عادى وغير مسبوق فى تاريخ الرؤساء الأمريكيين، ورغم كونها انتخابات كغيرها بالنسبة إلى الأمريكيين، فإنها انتخابات ذات طابع مختلف بالنسبة إلى العالم أجمع، فالمتنافسان هذه المرة ينحصران بين خيار السيئ والأسوأ، حسبما يؤكد الخبراء والمحللون المتابعون للشأن الأمريكى، فوزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون ليست الأفضل على الإطلاق بكل تأكيد، لكنها على الأقل -حسب المراقبين والمحللين الدوليين- هى أفضل الخيارات المتاحة فى ظل منافستها للمرشح الجمهورى الملياردير دونالد ترامب، الذى يصفه البعض بأنه وصل إلى حد الجنون.
قد يعتقد البعض أن الخيار سهل، وأن على الأمريكيين أن يختاروا أقل الضررين، وهو ما يجعل الجميع يميل إلى سيناريو فوز «كلينتون» بسهولة، إلا أن الواقع مختلف تماماً عما قد يعتقده البعض، خصوصاً أن فرص «ترامب» للفوز تزايدت فى الفترة الأخيرة بعد إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالية إعادة التحقيق فى فضيحة البريد الإلكترونى الخاص بالمرشحة الديمقراطية. وفى مقابل تقارب نتائج استطلاعات الرأى، يعتقد محللون أن كل هذا التقارب ما هو إلا مجرد بوادر لا تُعبر حقيقة عما سيحدث، فيما رأى المحلل الأمريكى إيريك برادنر، أن هناك 4 سيناريوهات تمنح «ترامب» الأولوية للفوز.
الأغلبية الصامتة وتفتُّت أصوات «كلينتون» وضعف إقبال الأفارقة والمكسيكيين.. سر قوة «دونالد»
ورصد «برادنر» تلك السيناريوهات، فى مقاله بموقع شبكة «سى إن إن» الأمريكية، على النحو التالى:
1 - وجود «أغلبية صامتة» فى أوساط الطبقة العاملة من الأمريكيين البيض:
حسب «برادنر»، يُعد هذا السيناريو هو أفضل أحلام «ترامب»، فهو يؤمّن له الفوز بولايات كثيرة تجعل الفارق بينه وبين منافسته يتخطى حاجز الـ40 صوتاً من إجمالى أصوات المجمع الانتخابى، وفى هذا السيناريو، تخسر «هيلارى» أصوات ولايات «ويسكونسن وميتشجان وبنسلفانيا»، وهى الولايات الأساسية التى لم يستطع الفوز بها فى استطلاعات الرأى الخاصة بها.
2 - خسارة «كلينتون» الأصوات لصالح جارى جونسون:
«برادنر» يرى أنه هناك 3 ولايات على الأقل يمكنها أن تنقلب لصالح «ترامب» تماماً، وهى ولايات «نيفادا ونيوهامشير وكولورادو»، حيث إن تلك الولايات قد تمنح أصواتها لصالح المرشح المستقل جارى جونسون، ورغم عدم وجود فرص لـ«جونسون» للفوز من الأساس، فإن خسارة أصوات تلك الولايات تصب فى صالح «ترامب»، حيث إنها تعمل على تفتيت الأصوات التى يمكن أن تحصل عليها «هيلارى».
3 - ضعف إقبال الأمريكيين من أصول أفريقية:
هناك إشارات فى التصويت المبكر على انخفاض أعداد الناخبين من أصول أمريكية فى ولايات «نورث كارولاينا وجورجيا وفلوريدا»، مقارنة بالدورات الانتخابية السابقة، وهو ما قد يساعد «ترامب» على الفوز بهذه الولايات، بسبب ضعف إقبال الناخبين من أصول أفريقية على التصويت لصالح «هيلارى»، خصوصاً فى المدن التى تشتهر بضمّها عدداً كبيراً من الناخبين من أصول أفريقية مثل «ديترويت وفلينت»، حسب المحلل الأمريكى.
4 - عدم إقبال الأمريكيين من أصول مكسيكية:
يرى «برادنر» أن أحد السيناريوهات التى قد تدفع إلى فوز «ترامب»، هو تراجع إقبال الأمريكيين من أصول مكسيكية على التصويت لصالح «هيلارى» كما هو متوقّع، حيث إن تصريحات «ترامب» المعادية للمهاجرين من المكسيك دفعت جزءاً كبيراً منهم من الحاصلين على الجنسية الأمريكية إلى التصويت لصالح «هيلارى» فى استطلاعات الرأى، وخسارة أصواتهم تعنى خسارة أصوات جزء كبير من المؤيدين لها.
وكالة أنباء «فرانس برس» الفرنسية، أعدت تقريراً تساءلت فيه عما إذا كانت لـ«ترامب» قاعدة جماهيرية يمكنها دفعه إلى الفوز، إلا أنها لا تتجرّأ على الإقرار بدعمها الملياردير الجمهورى. وقالت الوكالة الفرنسية: «هل سيكون الناخبون الذين يدعمون المرشح الجمهورى من دون أن يتجرّأوا على الإقرار بذلك، سر فوز دونالد ترامب؟»، مضيفة: «هذه الأصوات التى يصعب رصدها وإحصاء عددها فى استطلاعات الرأى، قد تكون حاسمة فى الاقتراع الذى يُتوقع أن تكون نتائجه متقاربة جداً. فعلى سبيل المثال، أمام البيت الأبيض، أقر توماس هادسون، 64 عاماً، بالكاد، بأنه صوّت لـ(ترامب)، ويؤكد أيضاً أن (ضميره يؤنبه)». وطرح الخبراء تساؤلات حول الحجم الحقيقى لهؤلاء الناخبين المجهولين، وما إذا كانوا سيتمكنون من قلب المعادلة وإحداث مفاجأة، تماماً كما حصل خلال التصويت غير المتوقع للبريطانيين، لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبى (بريكست)، خصوصاً أن توم برادلى، المرشح الأسود لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا فى 1982، هُزم فى الانتخابات، فى حين أظهرت استطلاعات الرأى فوزه بفارق كبير، لأن الكثير من الناخبين لم يتجرأوا حينها على الإفصاح بأنهم سيُصوتون لخصمه، خشية اتهامهم بالعنصرية.
«فرانس برس»: المرشح الجمهورى قد يفوز بأصوات ناخبين لا يمتلكون الجرأة لإعلان تأييدهم له.. و«دان»: «كلينتون» ستفوز فى ولايات فوز «أوباما» نفسها
أما عن سيناريوهات ترجيح فوز «هيلارى» فى الانتخابات الرئاسية، فإن المحللة الأمريكية كارى دان، ترى فى تحليل نشرته شبكة «إن بى سى» الأمريكية، أن فوز المرشحة الديمقراطية هو الأكثر ترجيحاً من خلال خريطة معدّلة لسيناريو 2012، حينما تغلب الرئيس الحالى باراك أوباما على خصمه الجمهورى ميت رومنى، حيث من المرجّح أن تفوز «كلينتون» فى أغلب الولايات المؤثرة، على غرار «أوباما»، إلا أنه من المرجّح أن تتبادَل «كلينتون» و«ترامب» ولايتى «آيوا» و«نورث كارولاينا». وتشير «دان» إلى أن الولايات المعروفة بكونها تشمل عدداً كبيراً من أبناء الطبقة العاملة من الأمريكيين البيض، من المرجّح أن يُصوّتوا لـ«كلينتون» بكثافة، وهو ما يجعلها متقدّمة على منافسها «ترامب».
وحسب المحلل الأمريكى نات كوهين، فى مقال بصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فإن «كلينتون» هى الأكثر ترجيحاً للفوز بأصوات المجمع الانتخابى، فى وقت لم تعد فيه خريطة «ترامب» واضحة. وقال «كوهين» إنه رغم محاولة «ترامب» زيارة أكبر عدد ممكن من الولايات فى الأيام الأخيرة، فإن هذه المحاولات تعنى أنه لا يدرى بعد، ولا يزال غير واضح كيف وأين سيفوز؟ وتابع «كوهين»: «كلينتون لديها الأفضلية بكل تأكيد، خصوصاً فى الولايات التى تشمل على الأصوات الأقل من 270 من إجمالى أصوات المجمع الانتخابى، وهو عدد الأصوات اللازم لفوزها فى الانتخابات الرئاسية». وأضاف المحلل الأمريكى: «رغم ذلك، فإن احتمالات فوز ترامب لا تزال حقيقية، لكنها غير واضحة، بمعنى أنه ليس من الواضح فى أىٍّ من الولايات يمكنه أن يتقدّم، فى ظل العداءات التى صنعها من خلال خطابه الشعبوى خلال الحملة الانتخابية».