خبراء اقتصاد: فوز «ترامب» يعنى «انهيار الأسواق العالمية»
الأسواق العالمية تنتظرالرئيس الأمريكى القادم
تتزايد المخاوف والقلق حيال فوز المرشح للحزب الجمهورى دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، الذى سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد العالمى والاقتصاد الأمريكى، خاصة أن استطلاعات الرأى الأخيرة أظهرت تقدم «ترامب» بعدة نقاط لكى يقترب من منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن المحلل الاقتصادى سيمون جونسون، الباحث بمعهد «ماساتشوستس» الأمريكى للعلوم والتكنولوجيا، قوله إنه يعتقد أن «احتمال فوز (ترامب) بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية سوف يتسبب فى انهيار للأسواق العالمية وركود كبير»، مشيراً إلى أن «سياسات (ترامب) المعارضة للتجارة سوف تكون سبباً فى ركود الاقتصاد»، مشبهاً هذا التأثير بتأثير خروج بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى بعد الاستفتاء الذى أُجرى فى يونيو الماضى، وتابع: «سيؤدى ذلك إلى خسائر كبيرة فى العديد من القطاعات الاقتصادية، كما سيؤثر على الجنيه الإسترلينى الذى انخفضت قيمته، واقتصاد الدول الأوروبية سينال جزءاً كبيراً من هذا الركود إذا فاز ترامب، وسيؤدى هذا إلى أزمات متتالية فى القطاع المصرفى العالمى، كما أن الأسواق الناشئة والدول الضعيفة اقتصادياً سيكون لها نصيب من هذا التأثير والخسائر بسبب سياسات ترامب».
«أوكسفورد إيكونوميكس»: الاقتصاد الأمريكى سينكمش بمقدار «تريليون دولار».. و«لين»: عدم اعتراف أحدهما بالهزيمة يعنى انهياراً اقتصادياً
وقالت الصحيفة إن «تلك التوقعات ربما يكون بها شىء من المبالغة، لكن هناك العديد من المحللين والخبراء الاقتصاديين فى بورصة (وول ستريت) يتوقعون تراجعاً كبيراً فى الأسواق حالة فوز «ترامب»، كما أن المؤسسات الاستثمارية الكبرى مثل «سيتى جروب وجولدمان ساكس»، وغيرهما تتوقع تداعيات مشابهة لذلك، كما نقلت الصحيفة عن المحلل المالى فى مؤسسة «ليندزى جروب» بيتر بوكفار، قوله إن «ترامب مثل علبة الشوكولاتة، فلا أحد يعلم ما فيها وما طعمها»، مضيفاً: «لا يمكن توقع ما سوف يقدم عليه (ترامب) حال فوزه»، وفى نفس الوقت قال إن المستثمرين يفضلون الاستقرار ولا يحبون تقلبات الأسواق، ولهذا فإنه إذا فاز «ترامب» سيقوم الكثير منهم بعمليات بيع واسعة للأسهم.
من جانبه، ذكر الكاتب الأمريكى آندرو سوركن، فى سياق تقرير الصحيفة، أنه «رغم تزايد التوقعات غير المتفائلة فى حالة فوز (ترامب)، فإنه من الصعب توقع وضع الأسواق خلال فترة رئاسة (ترامب) من حيث الاستقرار، كما أن عملية حساب تأثيره على الاقتصاد الأمريكى والعالمى ستحتاج وقتاً»، ومن جهة أخرى، توقعت مؤسسة «جولدمان ساكس» أن «فوز ترامب سوف يتسبب فى انخفاض العملة المكسيكية (البيزو) بنسبة قد تصل إلى 25%، وذلك على خلفية تعرض عملية التبادل التجارى بين الولايات المتحدة والمكسيك لأزمة كبيرة»، كما توقعت المؤسسة هبوطاً حاداً فى أسهم شركات التأمين فى بورصة «وول ستريت» بسبب الغموض الذى سيحيط بمشروع «أوباما كير» المستفيدة منه شركات التأمين الصحى، والذى يعارضه «ترامب».
وبحسب دراسة لمؤسسة «أوكسفورد إيكونوميكس»، فإنه «إذا تمكن (ترامب) من الفوز وتنفيذ خططه المقترحة، خاصة تلك المرتبطة بالتجارة والضرائب، فإنه من المتوقع أن يتراجع الناتج المحلى الإجمالى بنسبة 5% عن مستواه المتوقع لعام 2021، أى إن الاقتصاد الأمريكى قد ينكمش بمقدار تريليون دولار بعد انتهاء ولاية الرئيس الأولى، ويتوقع أن تتسبب خطط (ترامب) لخفض الضرائب بتراجع بنحو تسعة تريليونات ونصف التريليون دولار فى عائدات الضرائب، فى ظل عدم تقديم المرشح الجمهورى خطة واضحة حول كيفية تعويض هذه الخسارة»، وتابعت: «كما أن أحد أهم المواضيع التى تتم مناقشتها قبل الانتخابات الأمريكية هو معدلات البطالة والوظائف، حيث يتوقع محللون أن تتسبب سياسات ترامب فى حال وصوله للبيت الأبيض بخسارة أربعة ملايين وظيفة»، وأضافت: «رغم أن هذه الأرقام تأتى فى إطار التوقعات والتكهنات، إلا أنها تلعب دوراً فى تحديد هوية الرئيس المقبل، وقد تعتبر الأهم، مقارنة مع باقى السياسات الأخرى، سواء كانت داخلية أو خارجية».
خبراء «وول ستريت» يتوقعون: فوز أى منهما بفارق ضئيل عن الآخر يعنى نتائج كارثية على الاقتصاد الأمريكى والدولار والرابح الأكبر إذا فاز ترامب هو اليورو والين والفرنك.. و«بوكفار»: لا يمكن توقع ما قد يقدم عليه المرشح الجمهورى
ليست سيناريوهات الانتخاب وحدها التى تشغل الأمريكيين حالياً، فمع انطلاق التصويت فى الانتخابات الرئاسية، بات هاجس سيناريوهات الفوز يسيطر على المحللين والمراقبين فى أنحاء العالم، وتحديداً المحللين الاقتصاديين الذين يخشون تبعات نتائج الانتخابات الرئاسية، وبحسب المحللة الاقتصادية كاثى لين، فإن «المستثمرين فى الولايات المتحدة وفى العالم أجمع باتوا يركزون أنظارهم على أمر واحد فقط هو الانتخابات الرئاسية وسيناريوهات الفوز فيها»، مشيرة إلى أن التصويت قد ينتهى بـ3 سيناريوهات لا رابع لها، مؤكدة أن السيناريو الأول هو إعلان فوز «ترامب» وقبول «هيلارى» للهزيمة بسهولة، وحينها سيكون العالم على المستوى الاقتصادى أمام رجل مهاراته السياسية غير معروفة، وهو ما يعنى أن الرابح الأكبر من فوز «ترامب» على المستوى الاقتصادى، سيكون «اليورو والفرنك السويسرى والين اليابانى»، وسيكون الخاسر الأكبر هو «الدولار الأمريكى» و«البيزو المكسيكى»، وسيتراجع «الدولار الكندى» أيضاً، وهو ما يعنى أزمة اقتصادية محتملة تهدد اقتصاد الولايات المتحدة بسبب مخاوف المستثمرين من سياسات «ترامب» الاقتصادية التى لم تتضح معالمها بعد.
أما السيناريو الثانى، بحسب «لين»، فهو فوز «كلينتون» وقبول «ترامب» الهزيمة بسهولة، وهو ما يعنى ارتياحاً أكبر فى أوساط المستثمرين الأجانب، حيث إنه على الرغم من كل فضائحها ستكون أكثر استقراراً فى سياساتها من منافسها، وهو ما يعنى أن الدولار الأمريكى سيواصل صعوده بقوة فى مواجهة العملات الأخرى، إلا أن هامش الفوز فى انتصارها يجب أن يكون كبيراً حتى يمنح المستثمرين ثقة أكبر فى قوة موقف «كلينتون»، وبحسب «لين»، فإن السيناريو الثالث هو فوز أى منهما وعدم اعتراف الآخر بهزيمته بسهولة، وهو ما يعنى نتائج كارثية للاقتصاد الأمريكى والدولار، خصوصاً إذا كان الفارق بينهما ضئيلاً ورفض الآخر الاعتراف بهزيمته.