عضو سابق بـ«الحزب الديمقراطى»: انتخابات 2016 تختلف عن أى مرة
مهدى عفيفى
قال المحلل السياسى والعضو السابق بالحزب الديمقراطى الأمريكى مهدى عفيفى، إنه «لا يمكن التكهّن بنتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية، فهى تختلف عن أى انتخابات سابقة فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، بظهور شخصية مثل المرشح الجمهورى دونالد ترامب فيها». وأضاف «عفيفى»، لـ«الوطن»، أن «العالم قلق من فوز (ترامب)، وفى حال فوزه، وهو جمهورى، ستكون هناك خطورة، لأن الكونجرس أكثريته حالياً من الجمهوريين». واعتبر «عفيفى» أن «مصر هى الشريك الأهم لـ(واشنطن) فى المنطقة»، مؤكداً أن حصر العلاقة بين البلدين فى موقف أىٍّ من المرشحين تجاه «الإخوان» خطأ شديد.. وإلى نص الحوار:
مهدى عفيفى: «ترامب» له باع فى عالم التمثيل.. وحظ «كلينتون» أوفر لخبرتها
■ بعد هذا الكم الكبير من استطلاعات الرأى والمناظرات، فى رأيك مَن الأقرب إلى الفوز؟
- إلى الآن، وبسبب اختلاف هذه المرة عن أى مرة فى التاريخ الأمريكى تقريباً، وظهور أشياء غير عادية، لا يمكن التكهُّن بنتائج انتخابات 2016، لأنه فى كل يوم تظهر أشياء جديدة، إما بالفضائح أو الإيميلات أو غيره، حتى جميع المتخصصين، وأنا عملت بالحملات الانتخابية، لا يمكن التكهّن بأى نتيجة، ولو حتى بمجرد التفكير. حظ هيلارى كلينتون أوفر لخبرتها، لكن من يُقرر من يفوز بالانتخابات الأمريكية هم المستقلون عادة، لأن كلا المتشددين من الحزبين بالتأكيد يصوتون لحزبهم، بينما المستقل الذى لا ينتمى إلى فكر معين لحزب ما، فإنه يمكن أن يُغير رأيه حتى آخر لحظة.
■ لاحظنا إلى حد ما أن هناك نوعاً من التدنى فى لغة الخطاب بين المرشحَين الاثنين، وذكرت أنت أن هذه الانتخابات تختلف عن أى انتخابات سابقة بالولايات المتحدة، ما تفسيرك لهذا الأمر؟
- ما حدث هذه المرة هو دخول شخص مثل «ترامب» فى الحملة الانتخابية، الحزب الجمهورى لم يأخذ «ترامب» بمحمل الجد، مع أن «ترامب» بدأ حملته الانتخابية بطريقة دعائية أكثر منها انتخابية، نظراً إلى خبرته فى الإعلام استطاع استقطاب بعض الآراء فى إطار محاربته للنظام السياسى بالكامل فى الولايات المتحدة. «ترامب» لم يكن ضد الديمقراطيين فقط، بل كان ضد الجمهوريين أيضاً، وإلى الآن فإن عدداً من الناشطين الذين لهم باع فى الحزب الجمهورى لا يساندون «ترامب»، وهذه سابقة تاريخية، عادة المرشح الذى يخرج، سواء من الحزب الديمقراطى أو الجمهورى، عادة ما يكون له دعم من جميع أقطاب الحزب، لكن هذه المرة كانت الحملة مختلفة قلباً وقالباً.
■ كيف كانت الحملة مختلفة؟
- «ترامب» رجل يُعتبر ممثلاً، وله باع فى عالم التمثيل وفى البرامج التليفزيونية، فبداية الحملة كانت بهذا الشكل، وبدأ فى نقد النظام السياسى الذى سئم منه الكثير، الناخب الأمريكى فى هذه المرحلة تدنت لغته إلى هذا الشكل، لأنه كانت هناك نقمة على جميع السياسيين.
■ كثير من المسئولين الدوليين لديهم قلق من فوز «ترامب»، فى حال فاز المرشح الجمهورى كيف سيتعامل قادة العالم معه رئيساً؟
- الرئيس الأمريكى تصريحاته تُسمع فى جميع أنحاء العالم، لكن من خبرتى، فإن المنظومة السياسية المعقّدة فى الولايات المتحدة الأمريكية مهما كانت، ومهما كان من هو الرئيس، فإنه فى حالات الحرب والسياسات الخارجية، لا تتأثر، التركيز يكون على السياسات الداخلية، وكل ما يؤثر على المواطن الأمريكى يأتى 95% منه داخلياً من العمدة الذى يُرشحه لرئاسة الولاية أو العضو الذى يُرشحه للكونجرس، أو عضو مجلس إدارة تعليمية، أو رئيس الشرطة، أولئك هم الذين يؤثرون على حياة المواطن. هناك مسائل رئيسية وأساسية يتأثر بها المواطن الأمريكى، ألا وهى الهزات الاقتصادية، مثلاً تصريح الرئيس الأمريكى بأنه لم يكن يطمئن لسوق المال، يمكن أن يؤدى إلى هزة اقتصادية ويؤدى إلى هروب المال. مثلاً تصريح لـ«ترامب» بالابتعاد عن «الناتو» قد يؤدى إلى قلق فى هذا الاتجاه، حتى التصريحات فى الأمور الدولية تؤدى إلى اهتزازات قد تؤدى إلى فشل فى بعض الاتفاقات الدولية. هناك اتفاقات دولية فى أمريكا الشمالية وأحد ما قاله «ترامب» أنه يريد إلغاء هذه الاتفاقية، طبعاً إلغاء الاتفاقية أمر شبه مستحيل، لكن مجرد التنويه فقط بهذا الأمر يثير القلق.
■ ولماذا كل هذا القلق؟
- الرئيس لا يستطيع إبرام اتفاق أو إلغاءه دون موافقة «الكونجرس» وهذا مثلاً ما رأيناه فى قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا)، الخوف من أن يفوز «ترامب»، وهو من الحزب الجمهورى، فى الوقت الذى يسيطر فيه الجمهوريون على الكونجرس، وهنا تصبح المأساة.
■ كأنها سلطة مطلقة..
- بالضبط.
■ ما رأيك فى التحليلات السياسية والإعلامية فى المنطقة العربية التى تُفضل مرشحاً على الآخر بالنسبة لسياساته تجاه الدول العربية والشرق الأوسط؟
- هناك نقطتان، أولاً: السياسة الخارجية تجاه منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً أن هناك من لا يفهمها، السياسة الخارجية تجاه منطقة الشرق الأوسط تم رسمها بخطوط عريضة منذ عام 1982 فى وزارة الخارجية الأمريكية. تأثير الرئيس الأمريكى على السياسة الخارجية الأمريكية لا يتعدى 20%، ويتم رسم خطوطها العريضة من قِبل المتخصصين فى وزارة الخارجية، وهى ثانى أقوى وزارة بعد وزارة الدفاع، وبالتالى التصور أن سياسة الولايات المتحدة الخارجية تتغير بتغيّر الرئيس تصور خاطئ. وثانياً: السياسات الخارجية الأمريكية الخاصة بالشرق الأوسط لو نظرنا إلى بلاد أخرى فى الشرق الأوسط لا تهتم بمن هو الرئيس، لأنها استطاعت أن تعمل من خلال أن يتفهم المجتمع الأمريكى مشكلاتها، وأنا أتحدث بالذات عن إسرائيل، لا تجد الإسرائيليين أو اليهود فى الولايات المتحدة يهتمون بمن سيكون الرئيس، لأنه فى كلتا الحالتين أياً كان الرئيس، لهم تواصل وشرح لمشكلاتهم الخاصة مع المواطن الأمريكى الذى يأتى بالكونجرس، الذى هو أهم من الرئيس.
■ وما الذى يجب هنا بالنسبة لدول الشرق الأوسط تجاه الرئيس الأمريكى الجديد؟
- أعتقد أن دول الشرق الأوسط عليها أن تبدأ بتحسين صورتها مع المواطن الأمريكى، والصحفى الأمريكى، قبل العلاقات مع الرئيس الأمريكى.