نقيب الأئمة لـ«الوطن»: 70% من المراكز يُسيطر عليها السلفيون
محمد البسطويسى
قال محمد البسطويسى، نقيب الأئمة، إن المركز المنتمى إلى «الأوقاف» لا يهمه إلا تسجيل الأعداد فى الكشوفات، لرفعها إلى ديوان الوزارة فى نهاية الشهر، للحصول على المقابل المادى. وأكد «البسطويسى» فى حواره مع «الوطن»، أن 70% من المراكز يُسيطر عليها السلفيون، وأن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، لا يتعاون مع النقابة، خصوصاً بعد سعيها للنهوض بتجديد الخطاب الدينى.. وإلى نص الحوار:
«البسطويسى»: مراكز «الأوقاف» لا يهمها إلا الفلوس.. وبعض الأسماء «وهمية»
■ دعت وزارة الأوقاف إلى استراتيجية جديدة لمراكز التحفيظ.. كيف ترى تطبيقها؟
- لدينا ضعف مراكز التحفيظ الموجودة، فالمركز المنتمى إلى «الأوقاف» لا يهمه إلا تسجيل الأعداد فى الكشوفات لرفعها إلى «الأوقاف» فى نهاية الشهر، للحصول على المقابل المادى، وأحياناً تكون الكشوفات بأسماء وهمية، فلا يتم التعامل معها كرسالة، فتحفيظ الأولاد للقرآن من منطلق حديث النبى «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، كذلك يجب توفير أجور جيّدة للمحفظين.
■ أيهما أنجح، تجربة السلفيين أم وزارة الأوقاف فى مراكز التحفيظ؟
- لقد نجح السلفيون وفشلنا نحن بسبب التمويل الكبير الذى يأتيهم، فهناك رحلات للأطفال، وشغل كبير، فالدعم الذى يأتيهم عامل كبير لنجاحهم، ورغم ذلك أؤكد أنه لو خلصت النيات لبُنيت المؤسسات، فكل مؤسسة لو أخلص القائمون عليها النية لله عزّ وجل سيوفقهم الله، ولنقارن بين أى مركزى تحفيظ يرأس أحدهما إمام من «الأوقاف» وآخر عامل «مركز» فى بيته أو «كُتّاب»، ستجد غير المنتمى إلى «الأوقاف» ناجحاً، وطلابه يحفظون القرآن عن ظهر قلب، بينما كُتّاب أو مركز المنتمى إلى «الأوقاف» لا يهمه إلا تسجيل الأعداد فى الكشوفات لرفعها إلى «الأوقاف» فى نهاية الشهر، للحصول على المقابل المادى وأحياناً تكون الكشوفات بأسماء وهمية، فالمسجد ليست به هذه الأعداد، فالسلفيون نجحوا فى تلك التجربة، لدرجة أننى أرى مساجد أوقاف عليها بوسترات مراكز التحفيظ السلفية، ونحن مغيبون، فالمسجد به إمام وعامل ومقيم شعائر أو مؤذن، لماذا لا يتعاونون ويتواصلون لتحفيظ الطلاب القرآن؟
■ ما النسبة التى يُسيطر عليها السلفيون؟
- %70 من المراكز مسيطر عليها من قبل السلفيين والجماعات الإسلامية كالجمعية الشرعية وأنصار السنة والجماعات الأخرى حتى الآن، ولا بد من التوقّف عن الضحك على أنفسنا، فهناك الكثير من المساجد التى لم تسيطر عليها الوزارة، وهى المساجد الأهلية، فالسلفية تسيطر على 30% من عدد المساجد فى مصر، ومراكز التحفيظ فى تلك المساجد أيضاً فى يد السلفيين.
■ هل جمعيات السلفية كأنصار السنة والجمعية الشرعية تدعم الأفكار المتطرفة؟
- حينما تُضيّق عليهم الدولة تجد نغمة حب الأزهر، لكن الحقيقة عكس ذلك، فلا بد أن نقرأ العواقب حتى يكون لنا فى الدهر صاحب، فقبل 2010 كانوا تحت السلم، ولم يكن لهم وجود مكثّف، بينما بعد ثورة يناير ظهروا جميعاً على حقيقتهم، وكشفت الوجوه، واتضح أن هذا إخوانى وهذا سلفى، فتلك الجماعات تحمل فكراً متطرفاً.
■ كيف سنُجدّد الخطاب والنشء فى يد السلفية والجماعات المتطرّفة الرافضة للتجديد؟
- لو أننا نريد بحق تجديد الخطاب الدينى وصلاح حال النشء، فلا بد من صقل أئمة الأوقاف دعوياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً، فالإمام لا يجد من يجيبه عن خصوماته الجائرة، حتى التحسين الذى قرّرت رئاسة الوزراء صرفه كل شهر، تصرفه الوزارة يوم 10 من الشهر الذى يليه، ولم نصرف تحسين شهر سبتمبر حتى الآن.
■ وماذا عن دور «الأوقاف» فى إعداد الأئمة؟
- اسأل عنه القائمين على الوزارة، فنحن عقلها ودمها، وقد لبينا دعوات رئيس الدولة لتجديد الخطاب الدينى، ونظمنا ورشاً للأئمة والدعاة، بالاستعانة بأساتذة من جامعة الأزهر، فانتهينا من أئمة الغربية، وقبل الشروع فى الانتقال إلى محافظة أخرى، وُضعت العراقيل، وطالب القائمون على المديرية بموافقات من الوزارة، الأمر الذى دفعنا إلى وقف المشروع.
هناك قصور بـ«الأوقاف».. ولا نتهاون مع الوزير.. والسلفيون نجحوا وفشلنا نحن بسبب التمويل الكبير الذى يأتيهم
■ لماذا لا تعترف الوزارة بنقابة الدعاة؟
- هى تعترف بالمشاركين حتى مستوى معين، وهو عدم الحديث عن أوضاع الأئمة، أو الخوض فى ملف تجديد الخطاب الدينى، وهما الملفان اللذان أحدثا الكثير من المشكلات، ونحن كنقابة ما زلنا موجودين على الأرض، ونساعد بقدر الإمكان الأئمة والدعاة أياً كان مكانهم.
■ هل الوزير يتعاون معكم؟
- حالياً لا، وقد عرضنا على الوزارة الكثير من المشاريع والنشاطات المفيدة للأئمة كمشروع الطاقة الشمسية لكل مسجد ولم تتعاون مع أفكارنا.
■ ما تقييمك لأداء وزير الأوقاف خلال الفترة الماضية؟
- كل شىء واضح، والجميع يرى ما يحدث، ولو أخلصنا النيات ستكون النجاحات أكبر، فتقييمى لن يُقدم أو يؤخر، وكل ما نرجوه هو التعاون مع مشاريعنا المقدّمة، فنحن على استعداد للعمل مع الأئمة و«الأوقاف» فى كل ما يخدمهم، لست أنا من يُقيم وزير أو وزارة الأوقاف.
■ هل تخشى تقييم أداء الوزارة؟
- لا أبداً، فهناك قصور فى بعض الجهات، وبالأخص الأمور المادية.
■ ما قانونية مراكز التحفيظ؟
- هى تُنشأ بتراخيص وبعد اختبارات لطالب التراخيص، ولا بد على وزارة الأوقاف من متابعتها، وأطالب بلجنة لحصر هذه المراكز قانونياً، مثل لجنة حصر أموال «الإخوان» التى أنشأتها الدولة لإدارة أموال وجمعيات «الإخوان».
■ هل هناك فرق بين مراكز التحفيظ والكتاتيب؟
- الكتاتيب تكون فى البيوت، والمراكز تكون ملحقة بمساجد.