أمريكا فى مفترق طرق
ترامب
قارب العالم حد الجنون.. لم تعد المعايير والمقاييس الطبيعية للسياسات هى السائدة.. وبات الحل فى توجهات غير متوقعة. من كان يعتقد أن الرئيس الأمريكى الجديد سيكون الجمهورى دونالد ترامب؟ من كان يتوقع أن يصل هذا الرجل إلى «البيت الأبيض» بفارق كبير على المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون؟ ورغم فشل كل المحللين والسياسيين فى التنبؤ بفوز «ترامب»، فإن فوزه يعد «امتداداً طبيعياً» لحالة الجنون التى يسير على طريقها العالم. لم تعد التنبؤات بوصول مرشح بعينه إلى «البيت الأبيض» تجدى نفعاً، فعلى الرغم من زلات لسان «ترامب» وفضائحه التى لا تُحصى، نجح فى التغلب على منافسته الديمقراطية، فوقف العالم فى حالة ذهول وصدمة لا يدرى كيف يتصرف.. هنا الرئيس الفرنسى يحذر من «حالة غموض» متوقعة فى علاقات أمريكا بالعالم، بينما هناك إلى جانبها ألمانيا التى قالت وزيرة دفاعها إن انتخاب «ترامب» يعد صدمة للعالم. وما بين مؤيد ومعارض، تقف أزمات العالم أمام منحنى خطر، فما بين مزيد من التورط الأمريكى فى تلك الأزمات، وما بين انسحاب كامل من الشرق الأوسط والتركيز على العلاقات الاقتصادية والتجارية للولايات المتحدة، يقف قادة العالم حائرين متسائلين عن نوايا «ترامب» وسياساته تجاههم. اليوم، تقف الولايات المتحدة التى لطالما سماها المحللون والسياسيون بلقب «شرطى العالم» أمام مفرق طرق قد يغير وجه العالم.. هل تعود أمريكا إلى التورط فى مزيد من أزمات الشرق الأوسط بقوة على غرار ما حدث فى عهد الرئيس الجمهورى الأسبق جورج بوش الابن؟ أم أن الواقع سيكون مغايراً وسيلجأ «ترامب» إلى مزيد من العزلة الدولية بعيداً عن أزمات العالم وسعياً إلى مكاسب اقتصادية لبلاده؟
لم تكد تمر دقائق على إعلان «ترامب» رئيساً للولايات المتحدة حتى سادت حالة من الهلع فى أوساط الأسواق العالمية، خصوصاً بعد تحذيرات المحللين الاقتصاديين من أن فوز «ترامب» ينذر بكارثة اقتصادية جديدة وتراجع عنيف للدولار الأمريكى، فى وقت رأى فيه محللون سياسيون أن «ترامب» كان أوضح فى نهجه السياسى. بحسب المحللين والمراقبين الدوليين، فإن انتخاب «ترامب» لا يعنى أن تغيراً كبيراً سيحدث، الفارق كله هو أنه ستكون بعض التوجهات المختلفة قليلاً عن ولاية «أوباما»، إلا أن تغييرات جذرية لن تحدث، معللين ذلك بأن «السياسات الأمريكية لها خطوط عريضة لا يمكن تخطيها، تضعها الإدارة الأمريكية بالكامل بهدف الحفاظ على المصالح الاقتصادية»، بينما يرى آخرون أن «فوز (ترامب) يعنى بداية التحول فى تلك السياسات»، لتبقى الأيام وحدها شاهدة على ما يمكن أن يحدث خلال فترة «مجنونة غامضة» فى تاريخ العالم.