العالم ما بعد «ترامب».. مصالح وآمال ومخاوف
أمريكيون يحتفلون بفوز «ترامب» بمقعد الرئيس «أ.ف.ب»
اتفق عدد من الخبراء على أن وصول الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب على رأس الإدارة الأمريكية سوف يعزز من تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر، وخاصة فى ضوء التوافق فى وجهات النظر حول العديد من القضايا وترحيب القاهرة بفوز «ترامب».
من جهته، اعتبر الدكتور عاطف سعداوى الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن فوز «ترامب» كان مفاجأة للجميع داخل أمريكا وخارجها، حتى من كان يتمنى فوزه من الزعماء العرب تفاجأ بفوزه بعد أن كانت كل المؤشرات واستطلاعات الرأى جميعها، التى نادراً ما تخطئ تشير لفوز منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون.
«سعداوى»: «ترامب» يشاطر القيادة المصرية الرأى حول مصادر تهديد الأمن العالمى.. و«الأعصر»: «دمج الإسلاميين وحقوق الإنسان والإصلاح» ستظل ملفات مؤجلة
وتابع «سعداوى»، فى تصريحات لـ«الوطن»: «بالتأكيد هناك سعداء بفوز ترامب فى مصر، لعدة أسباب أهمها أنه يشاطر القيادة المصرية الرأى فى تحديد مصادر الخطر التى تهدد الأمن العالمى وأهمها الإسلام الراديكالى وجماعات الإسلام السياسى، كما أنه أشاد أكثر من مرة بالقيادة المصرية فى أكثر من مناسبة ووصفها بأنها زعامة عظيمة لأمة عظيمة، وأنه مستعد للتعاون معها لدرء خطر الإرهاب الذى ينتشر فى أماكن عدة فى العالم، كما أن موقفه يقترب من الموقف المصرى فى قضايا إقليمية عدة وأهمها بالتأكيد الموقف من القضية السورية.. فنظراً للتقارب بينه وبين بوتين فيمكن أن تجد القضية السورية طريقاً للحل يقترب من وجهة النظر المصرية.
وقال الدكتور هانى الأعصر، الباحث فى شئون الأمن القومى، لـ«الوطن»، إنه ينبغى للحفاظ على علاقات إيجابية وبناءة بين مصر وأمريكا فى عهد الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب أن نتعامل ببرجماتية بحتة ونركز على نقاط الاتفاق بين قيادتى البلدين، وخاصة فيما يتعلق بالموقف من الإسلاميين المتطرفين والتنظيمات الإرهابية مثل «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما. وأشار إلى أن الخلافات والاختلاف فى وجهات النظر واردة فى بعض القضايا مع الإدارة الأمريكية الجديدة، مضيفاً: «البرجماتية تعنى أن الاختلاف والاتفاق سيكونان مبنيين على قاعدة المصالح، سواء المتوافقة أو المتعارضة بين الجانبين، ولكن بعد فترة من اتخاذ مواقف بعينها من بعض الملفات، وخاصة الإقليمية مثل سوريا وليبيا، ستظهر نقاط الخلاف، وإذا لم نكن منذ البداية محددين بأننا سنتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة ببرجماتية فسوف نكون الخاسرين». وتابع: «لن تثار نقاط خلاف حالياً إلا عندما تحاول الولايات المتحدة الضغط علينا، وسيكون الخلاف حول دمج الإسلاميين وحقوق الإنسان وملفات الإصلاح الاقتصادى والسياسى، ولكنها ستظل ملفات مؤجلة حتى ترغب الولايات المتحدة فى الضغط على الإدارة المصرية، وفى أول نقطة خلاف حول القضايا الإقليمية التى تهم المصالح الأمريكية فى المنطقة سوف تثير واشنطن مسائل الإصلاح والديمقراطية فى الداخل المصرى».
واعتبر السفير سيد أبوزيد، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أنه من المبكر التنبؤ بتوجهات العلاقة بين مصر والولايات المتحدة فى عهد «ترامب» حالياً، ولكن الأساس الخاص بالعلاقة لم يتغير، وهو الرغبة فى الإبقاء على علاقات طيبة مع الولايات المتحدة، وأن تكون هناك قنوات مفتوحة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وعادة يأخذ الرئيس بعض الوقت لترتيب علاقاته وأموره.
واعتبر «أبوزيد» أن ما صدر عن الرئيس الأمريكى الجديد حتى الآن عن علاقاته مع الخارج هى تصريحات طيبة ويتحدث عن السلام أو عدم وجود أو خلق أزمات وتحسين علاقاته مع جميع الدول، وهذه تصريحات إيجابية، وتنبئ إذا ما تحققت عن إمكانية بناء علاقات أقوى من السابق.