«خطاب النصر» يبدد مخاوف الأسواق
الأسواق المالية العالمية تأثرت أمس بعد إعلان فوز دونالد ترامب لرئاسة أمريكا «أ. ف. ب»
شهدت الأسواق المالية العالمية، أمس، تأثراً واضحاً بإعلان فوز دونالد ترامب المرشح الجمهورى برئاسة الولايات المتحدة، فى مفاجأة تتعارض مع معظم استطلاعات الرأى قبل الانتخابات، وفقد الدولار الأمريكى أكثر من 1% من قيمته أمام سلة من العملات الرئيسية خلال تعاملات أمس، وانخفضت أسعار النفط بشكل واضح، فى حين قفز الذهب لمستويات مرتفعة، مع سعى المستثمرين لحيازة الأصول الآمنة.
الدولار يفقد أكثر من 1% من قيمته وتذبذب فى أسعار الذهب.. والغرف التجارية: استيراد القمح والذرة الأمريكية لن يتأثر
وتراجع الدولار أمام اليورو بنسبة 1.7%، لترتفع العملة الأوروبية الموحدة إلى مستوى 1.1213 دولار، وانخفض الدولار مقابل الين اليابانى بنحو 2.6% إلى 102.3 ين، وهبط أمام الجنيه الإسترلينى بحوالى 0.8% ليصل إلى 1.2479 دولار، كما تراجع مقابل الفرنك السويسرى بنسبة 1.4% إلى 0.9642 دفرنك. وتهاوى البيسو المكسيكى أمام الدولار الأمريكى بنسبة 10.1%، لتصل العملة الأمريكية لمستوى 20.1770 بيسو، مع مخاوف بشأن التجارة بين البلدين. وعلى جانب أسواق السلع، تراجع سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسى بنسبة 1.6% إلى 45.30 دولار للبرميل، وانخفض سعر الخام الأمريكى بحوالى 1.7% ليصل إلى 44.20 دولار. فى حين سجلت أسعار الذهب قفزة ملحوظة، ليرتفع سعر المعدن النفيس فى التعاملات الفورية بنسبة 3.4% إلى 1318.9 دولار للأوقية، كما صعد سعر الذهب فى التعاملات الآجلة بنحو 3.5% إلى 1319.1 دولار للأوقية، وزاد سعر الفضة فى التعاملات الآجلة بنسبة 2.1% إلى 18.75 دولار للأوقية. وفيما يخص أسواق الأسهم العالمية، تراجع مؤشر «داو جونز» للعقود المستقبلية بأكثر من 500 نقطة ليصل إلى 17763 نقطة، وفقد مؤشر نيكى اليابانى بنهاية تعاملات أمس حوالى 5.4% ليصل إلى 16251 نقطة، كما انخفض مؤشر «شنغهاى» الصينى بحوالى 0.6% إلى 3128 نقطة، وهوى مؤشر «هانج سينج» فى هونج كونج بنسبة 2.5% إلى 6470 نقطة، واتجه المستثمرون صوب الملاذات الآمنة، حيث ارتفعت السندات السيادية الألمانية والفرنسية خلال تعاملات أمس، ليتراجع العائد على الديون.
وانخفض العائد على السندات الحكومية فى ألمانيا أجل 10 سنوات إلى 0.098% من 0.188% فى مستهل تعاملات اليوم، كما انخفض العائد على السندات الفرنسية لنفس الآجل إلى 0.430% مقابل 0.500%.
وقال إيهاب سعيد، خبير أسواق المال، إن حالة الهلع التى انتابت الأسواق فور إعلان فوز «ترامب»، جاءت بسبب تصريحات سابقة للرئيس الأمريكى الجديد، حين أعلن خطة لإعادة دراسة الاتفاقات التجارية للولايات المتحدة مع شركائها.
«سعيد»: تصريحات الرئيس الأمريكى خلال حملته الانتخابية سببت حالة من الهلع فى الأسواق العالمية ورؤيته الاقتصادية كانت مخيفة
وأضاف أن «ترامب» ردد مراراً فى خطاباته الانتخابية أن الاتفاقات التجارية الأمريكية مع بعض الدول تتسم بعدم الحياد، وتتسبب فى الإضرار بالاقتصاد والوظائف فى الولايات المتحدة، مشيراً إلى إمكانية دراسة إجراء تعديلات بها وفرض مزيد من الرسوم.
وتابع: «ترامب انتقد ارتفاع الواردات الأمريكية من الصين، بالإضافة إلى رغبته فى إعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة مع المكسيك وكندا المعروفة اختصاراً باسم النافتا، إلى جانب أن ترامب أعلن بشكل غير صريح عن نيته لخفض الضرائب على الأثرياء، ما أثار المخاوف بشأن ارتفاع الديون الفيدرالية الأمريكية لمستويات مرتفعة».
وأوضح أن أسواق الأسهم فى منطقة الخليج والعالم عوضت خسائرها بعد خطاب النصر للرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، الذى تعهد للأمريكيين بأن «يظل اقتصاد أمريكا الأقوى» كما أنه خاطب المجتمع الدولى مطمئناً بـ«علاقات تعاون وليس نزاعاً».
فى سياق متصل، قال أحمد صقر، رئيس لجنة الأسعار بالغرف التجارية، إن عملية استيراد القمح والذرة والكبدة من الولايات المتحدة الأمريكية، لن تتأثر بفوز دونالد ترامب أو خسارة هيلارى كلينتون، مضيفاً: «هى عقود تم التعاقد عليها منذ 3 أشهر، ولن تتأثر بارتباك الأسواق العالمية، إلا أن التأثير سيتضح فيما بعد عند توقيع عقود جديدة، وما إذا كانت ستتعامل واشنطن مع القاهرة بنظام التصنيف الائتمانى للبنوك المصرية أم وفقاً لاشتراطات أخرى».
وأكد رفيق العباسى رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات، أن أسعار الذهب تتأثر دائماً بالبورصات العالمية، فى ظل ارتباط الذهب المحلى بالبورصات العالمية، الأمر الذى سبق أن حافظ على عدم خروج المشترين إلى أسواق أخرى أكثر تنافسية. وقال إن أسعار الذهب شهدت تذبذباً كبيراً فى السوق المصرية، فى تعاملات الثلاثاء، على خلفية اختيار دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، فقد شهدت الأوقية نحو 1333 دولاراً ثم تراجعت فى بداية التعاملات اليومية بعد إعلان النتائج لتصل إلى 1299 دولاراً.
وأشار «العباسى» إلى أن حالة التذبذب فى الأسعار حالياً طبيعية مع وجود الارتباك العالمى، وأن الأسواق تعانى من ركود شديد مع الظروف الاقتصادية الصعبة، متوقعاً استمرار حالة التذبذب فى الأسعار لفترة.