«اقتصاديون»: تبعات نتيجة الانتخابات على اقتصاد مصر والمنطقة.. «محدودة»
صورة أرشيفية
قلل اقتصاديون ومستثمرون ودبلوماسيون، من التأثير المحتمل لفوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، على مصر والمنطقة، وقالوا إن الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤسسات ولها نظام واضح مستقر، لا يمكن لأى رئيس تغييره، وأن المصالح الأمريكية قد تمنع «ترامب» من تنفيذ تصوراته، وأن المستثمر الأمريكى لا يعنيه التقارب السياسى أو التباعد بين دولته وبين الدولة التى يضخ فيها استثماراته، فهو يسعى دائماً وراء جنى الأرباح.
قال السفير سعد الفرارجى، إن إجمالى أفكار «ترامب» تركزت على إعادة النظر فى اتفاقيات التجارة الحرة سواء القائمة مع المكسيك وكندا، أو تلك التى ما زالت محل دراسة مثل الاتفاقات الجارى دراستها مع الاتحاد الأوروبى أو عدد من الدول الآسيوية، وله فى ذلك هدفان أساسيان أولهما استمالة الناخب الأمريكى بالتركيز على فكرة أن هذه الاتفاقات أضرت بالمواطن الأمريكى، وزادت من معدلات البطالة لأنها ساعدت على انتقال الاستثمارات الأمريكية لهذه الدول. وتابع: «والأمر الثانى، النيل من حظوظ منافسته هيلارى كلينتون لأنها كانت ضالعة فى صياغة هذه الاتفاقات، لكن ليس من الضرورى أن ينجح فى تنفيذ توجهاته هذه بعد دخوله البيت الأبيض، ووقتها سيجد نفسه أمام استحقاقات ومصالح وتصورات تقدمها أجهزة الدولة المختلفة سواء التشريعية ممثلة فى الكونجرس أو وزارات الخارجية والدفاع فضلاً عن الأحزاب، وكل هذا قد يحول دون تنفيذ تصوراته التى بدت معادية لحركة التجارة الحرة».
«الفرارجى»: المصالح الأمريكية قد تمنعه من تنفيذ تصوراته.. و«جنيدى»: المستثمر الأمريكى لا يعنيه تقارب بلاده مع مصر.. و«الفقى»: فوزه يدعو للتفاؤل
وقال الدكتور فخرى الفقى، المساعد الأسبق للمدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى، إن فوز «ترامب» أمر يدعو للتفاؤل فى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وفى مصر بشكل خاص.
وأوضح «الفقى» لـ«الوطن» أن أفكار المرشح الجمهورى وتصريحاته خلال الفترة الماضية ومنذ إعلان ترشحه لمنصب الرئيس كانت تؤكد اهتمامه بدحر الإرهاب فى العالم ومنطقة الشرق الأوسط تحديداً ومن ثم سينعكس ذلك على استقرار المنطقة سياسياً وبالتبعية سيؤدى إلى الاستقرار الاقتصادى.
وتابع أن الشرق الأوسط تأثر كثيراً اقتصادياً نتيجة لعدم الاستقرار السياسى، وأنه فى حالة تبنى «ترامب» مهمة استقرار الشرق الأوسط ستستقبل المنطقة استثمارات ضخمة مما سينعكس على مصر بالتأكيد خاصة فى ظل التقارب والتطابق فى الرؤى بين الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى والمرشح الفائز الأمريكى دونالد ترامب. وقالت الدكتورة بسنت فهمى، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، إن وصول «ترامب» للبيت الأبيض سيؤثر إيجاباً على الاقتصاد العالمى واقتصاد منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها مصر، مبديةً سعادتها لفوزه، نظراً لعلاقته الطيبة بالرئيس عبدالفتاح السيسى. وأعربت عن قناعتها بأن «ترامب» رجل اقتصاد من الطراز الأول وليس رجل حرب، مشيرة إلى أن الفائز بالانتخابات الرئاسية، سيسعى إلى تحسين اقتصاد الولايات المتحدة وبالتالى تحسن بعض المؤشرات الاقتصادية فى الدول الحليفة ومنها مصر.
وتابعت: «آن الأوان للولايات المتحدة الأمريكية أن تفكر فى الاقتصاد بدلاً من الحروب هنا وهناك».
وقال محمد جنيدى نقيب المستثمرين الصناعيين، إن تأثير فوز المرشح الجمهورى الأمريكى دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، ليكون بذلك الرئيس رقم ٤٥ فى تاريخ الولايات المتحدة، على العلاقات مع مصر محدود إيجاباً. وأضاف «جنيدى» لـ«الوطن»، أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤسسات ولها نظام واضح مستقر منذ عقود، وتغير رؤساء النظام الأمريكى ليس له تأثير كبير على السياسات، وهذا ما حدث مع الرئيس الحالى باراك أوباما، الذى توقعنا منه الكثير للعرب والشرق الأوسط، إلا أنه انحاز فى النهاية إلى النظام الأمريكى الحاكم.
وأكد «جنيدى» أن المستثمر الأمريكى لا يعنيه التقارب السياسى أو التباعد بين دولته وبين الدولة التى يضخ فيها استثماراته، فهو يسعى دائماً وراء جنى الأرباح، مشيراً إلى أن المناخ الاستثمارى فى مصر هو الفاعل الوحيد فى جذب المستثمر الأمريكى من عدمه. وتابع: «على مستوى مجتمع الأعمال والمؤسسات الأمريكية فإن ضخ الاستثمارات الأمريكية سيكون مصحوباً بفاتورة سياسية وأعتقد أن التقارب بين الرئيسيين المصرى والأمريكى سيكون حاسماً خلال الفترة المقبلة».
وتوقع محمد فاروق، عضو المركز المصرى للدراسات الاقتصادية والاجتماعية، حدوث تقارب سياسى مصرى - أمريكى خلال الفترة المقبلة بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة.
وأضاف «فاروق» فى تصريحات لـ«الوطن» أن فى علم السياسية، لا يمكن فصل السياسة مطلقاً عن الاقتصاد، مؤكداً أن التقارب السياسى سيتبعه تقارب اقتصادى، مشيراً إلى أن النظام الأمريكى يهدف إلى المضى قدماً فى تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير، ووجود «ترامب» رئيساً لن يغير من الأمر فى شىء، بل ستزداد وتيرة تنفيذ المخطط سياسياً واقتصادياً، وبما أن مصر من أكبر دول الشرق الأوسط فإنها ستكون مسرحاً لتنفيذ المخطط الأمريكى الاقتصادى بجعل المنطقة سوقاً تجارية للولايات المتحدة الأمريكية.