«فاينانشيال تايمز»: صدام وشيك بين «ترامب» وجنرالات «البنتاجون»
مؤيدو «ترامب» وعلامات الفرحة بعد إعلان فوزه «أ. ف. ب»
على الرغم من تأكيد خبراء ومحللين أن السياسات الأمريكية تتبع خطوطاً سياسية عريضة لا يمكن تغييرها بغض النظر عن هوية الشخص الذى يفوز بمنصب الرئيس الأمريكى، فإن صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية تساءلت، أمس، عما إذا كانت سياسات الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب سوف ترقى إلى وعوده الانتخابية. وأشارت الصحيفة إلى أهمية ترشيحات «ترامب» المبكرة لفريقه للأمن الوطنى، وتابعت أن «ترامب» قد ينقلب على أسس السياسة الخارجية الأمريكية ويتسبب فى أزمة غير مسبوقة فى العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة، إذا نفذ العديد من التعهدات التى بذلها فى الحملة الانتخابية. وخلال حملته الانتخابية، تساءل «ترامب» عن التزام الولايات المتحدة تجاه منظمة حلف شمال الأطلسى، واقترح أنه يمكن تمزيق معاهدات دفاع تم إبرامها مع حلفاء الولايات المتحدة فى آسيا وهدد بحروب تجارية مع الصين والمكسيك. كما اعتمد لهجة تصالحية تجاه الأنظمة الاستبدادية، بخلاف أسلافه، فتحدث عن إقامة علاقة أوثق مع فلاديمير بوتين واقترح مقابلته قبل أدائه هو اليمين الدستورية فى 20 يناير المقبل، ونظراً لاتساع نطاق التحولات المحتملة، خلال الأسابيع القليلة المقبلة سينتج عن ذلك اختبارات إذا كانت هذه التصريحات مجرد كلمات أثناء الحملة الانتخابية أو ما إذا كانت تعكس آراء «ترامب» الحقيقية.
الصحيفة البريطانية: «ترامب» قد يحاول تغيير سياسات أمريكية ثابتة منذ الثلاثينات.. وعودة العلاقات مع «موسكو» أولى الاختبارات
وتوقعت الصحيفة اندلاع معركة شرسة بهدف الصراع على السلطة لفترة إلى حين التنصيب، من المحتمل أن يحدث صراع على سلطة شرسة بين حملة «ترامب» ومؤسسات السياسة الخارجية الأمريكية الخاصة بالحزب الجمهورى نفسه، وسوف يتضح ما إذا كان ترامب سوف يسعى فعلاً لتنفيذ بعض الالتزامات التى قطعها على نفسه وقد تسبب حالة من الهلع بين الحلفاء وقد ينتج عنها ضغوط شرسة.
ونقلت الصحيفة عن توماس رايت من معهد «بروكينجز» فى واشنطن قوله: «سوف يكون هناك شعور هائل بوجود أزمة تتعلق بشأن ماذا سيحدث منذ الآن، وشعور بأن فوز ترامب يعنى نهاية دور الولايات المتحدة كقوة عظمى ليبرالية، وسيكون هناك شعور بأننا على وشك أن نرى تغيراً سياسياً لم نشهده منذ الثلاثينات من القرن الماضى، إلا أن أحداً لا يعرف تماماً طبيعة هذا التغيير».
وأشارت الصحيفة إلى أن الإشارة الرئيسية لتوجهات الرئيس المنتخب ستكون خلال الأسابيع المقبلة، وبالتحديد نوع العلاقة بين «ترامب» والبنتاجون، حيث اقترح «ترامب» خلال الحملة الانتخابية، أنه يمكن فصل بعض من كبار القادة العسكريين الذين ادعى أنهم قد تحولوا إلى أنقاض أثناء إدارة أوباما، فى الوقت نفسه، سوف يتعرض لضغوط شديدة من البنتاجون كى يلتزم بالحفاظ على التحالفات فى آسيا وأوروبا، الذى يرى العسكريون أن ذلك سبب رئيسى للحفاظ على الاستقرار فى تلك المناطق، والدفاع عن المصالح الأمريكية.
وأضافت الصحيفة أن هناك أيضاً ردود أفعال الحكومات الأجنبية، ونظراً لمدى تشديد «ترامب» على العلاقات الشخصية، ربما سيكون هناك بعض الحلفاء يرغبون فى مد قنوات اتصال مع الرئيس المنتخب، فى الأسابيع المقبلة، ولكن ليس من الواضح من هم قادة الدول الغربية الذين يمكن أن يكونوا بمثابة جسر التواصل معه، وكان «ترامب» قد وجه انتقاداً حاداً للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بينما قال الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند إنه يريد أن يتقيأ عندما يشاهد «ترامب» حينما كان مرشحاً.
وتابعت الصحيفة أنه يمكن أن يواجه «ترامب» أيضاً اختباراً مبكراً لرغبته فى رأب الصدع مع موسكو إذا، كما هو متوقع، كثفت القوات السورية والروسية هجماتها نحو مدينة حلب.