«ترامب» يبحث تسلُّم السلطة مع «أوباما».. والآلاف يتظاهرون ضد وصوله لـ«البيت الأبيض»
متظاهرون أمريكيون فى مظاهرة رافضة لفوز دونالد ترامب «أ.ف.ب»
استقبل الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أمس، الرئيس الجمهورى الجديد دونالد ترامب فى البيت الأبيض، فى الوقت الذى شهدت فيه شوارع الولايات المتحدة احتجاجات وتظاهرات من قِبل الأمريكيين الغاضبين من نتيجة الاقتراع التى جاءت بـ«ترامب» رئيساً للبيت الأبيض، بالمخالفة لكل استطلاعات الرأى التى توقعت قبل بدء الانتخابات فوز وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون.
وأعلنت الرئاسة الأمريكية، أمس، أن الرئيسَين تحدثا باقتضاب إلى الصحافة، كما تحدثا عن سُبل تأمين انتقاله للبيت الأبيض، فى الوقت نفسه، اجتمعت السيدة الأولى ميشيل أوباما فى مقر إقامتها بالبيت الأبيض بميلانيا ترامب. وتحت تأثير صدمة فوز «ترامب»، تجمع آلاف المتظاهرين مساء أمس الأول وصباح أمس، فى كل أنحاء البلاد، من نيويورك إلى لوس أنجلوس وأمام البيت الأبيض، للاحتجاج على انتخابه والتنديد بآرائه التى يرون أنها تنم عن عنصرية وتمييز حيال النساء وكره للأجانب.
متظاهرو «لوس أنجلوس» يحرقون دُمى «ترامب».. وتجمع حشد أسفل مقره بـ«نيويورك».. والشرطة تعتقل 15 متظاهراً
وفى لوس أنجلوس، اجتاح آلاف المتظاهرين محور طرق وقاموا بإحراق دمية بشكل «ترامب» أمام مبنى بلدية المدينة، أما فى نيويورك فقد أوقفت الشرطة 15 شخصاً على خلفية التظاهر، حسبما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، كما تجمع حشد فى أسفل برج ترامب مقر رجل الأعمال فى المدينة، وهم يهتفون «ترامب إلى المزبلة»، فيما أقامت الشرطة المتاريس لإبقاء المتظاهرين بعيداً خارج برج ترامب. وخرجت تظاهرات مماثلة فى مانهاتن من نحو ألف شخص، وتجمع المئات بالقرب من مبنى بلدية فيلادلفيا برغم الطقس البارد، وعبر المشاركون، ومن بينهم أنصار هيلارى كلينتون والسيناتور بيرنى ساندرز، عن غضبهم على كل من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، لما أسفرت عنه الانتخابات الرئاسية.
وفى بوسطن، تدفق آلاف المعارضين إلى وسط المدينة مرددين «ترامب عنصرى» وحملوا لافتات تقول: «أقيلوا ترامب» و«ألغوا المجمع الانتخابى». كما خرج المئات من طلاب جامعة تكساس من فصولهم الدراسية لتنظيم مسيرة وسط مدينة أوستن، حيث ساروا بطول الشوارع القريبة من مبنى كونجرس ولاية تكساس، ثم أغلقوا لفترة وجيزة جسراً مزدحماً. وفى ولاية «أوريجون»، منع العشرات حركة المرور وسط مدينة بورتلاند، وأحرقوا الأعلام الأمريكية، ما أدى إلى تأخر وصول القطارات على خطى سكة حديد.
وعقب نجاح «ترامب» تباينت ردود الفعل بين المسلمين فى أمريكا، حيث شعر بعضهم بالخوف والقلق من الخطابات السابقة للملياردير الجمهورى بأنه سيمنع المسلمين من دخول الأراضى الأمريكية، وسيأمر بإجراء «عمليات تدقيق مشددة» حول المهاجرين الذين جاءوا من بلاد ضربها «الإرهاب»، بينما عبَّر آخرون عن فرحتهم بفوزه، لأنهم لا يضعون ثقتهم فى سياسات «كلينتون».
أسواق المال فى آسيا تتعافى بعد يوم من تراجعها الحاد بسبب الانتخابات.. و«كيرى» يعد بانتقال هادئ للسلطة
من جانبه، هنأ وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، أمس، «ترامب» على فوزه فى الانتخابات الرئاسية ووعد بانتقال هادئ بدون أن يغيب أى من الملفات الكبرى للسياسة الخارجية. وقال «كيرى» للصحفيين فى مدينة «كريستشرش» فى «نيوزيلندا»: «انتخاب ترامب لا يغير شيئاً فى التحديات السياسية التى تواجهها الولايات المتحدة»، وتابع: «أصدرت إلى فريقنا توجيهات بالعمل مع الإدارة الجديدة بأكبر قدر ممكن من الانفتاح».
وقال «كيرى»، إن فوز «ترامب» لن يمنعه من الحديث بصراحة فى المؤتمر الثانى والعشرين للمناخ الذى يعقد فى مراكش. وكان فوز ترامب أدى إلى هزة عنيفة فى أسواق المال، لكنها تحسنت أمس، ففى آسيا سجلت البورصات ارتفاعاً بعدما طمأنها صمود البورصات الغربية التى أصيبت بذهول تبدد تدريجياً ليحل محله الأمل فى تأثير إيجابى لانتخاب «ترامب» على الاقتصاد الأمريكى. وفى الدقائق الأولى للمبادلات أمس، ارتفع مؤشر نيكاى لبورصة طوكيو 6%، كما بقى سعر الدولار أكثر من 105 «ين»، مقابل 101.20 «ين» أمس الأول، فيما سجلت بورصات هونج كونج ارتفاعاً نسبته 2%، وسيدنى 2.8% وسيول 1.8%.
ودبلوماسياً، قال جيسون جرينبلات، مستشار الرئيس الأمريكى الجديد، أمس، فى تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلى، إن «ترامب» لا يعتقد بوجوب إدانة المستوطنات الإسرائيلية، بزعمه أنها لا تشكل «عقبة أمام السلام»، ويأتى هذا التصريح كأول رد مخالف للموقف الذى تتبناه الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، وهو أن بناء المستوطنات الإسرائيلية فى الأراضى التى احتلتها عام 1967 يجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وانتقد قائد أركان الجيش الإيرانى تهديد «ترامب» سابقاً حول مواجهة زوارق إيرانية فى الخليج العربى، معتبراً أنه «مجرد مزحة»، حسبما قالت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية.
كما دعا الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، أمس الأول، خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى تجهيز «برنامج عمل إيجابى» لإدارة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، فى ما يخص العلاقات بين كراكاس وواشنطن.