محللون: أغلب وعود «ترامب» «مستحيلة» وتصريحات «الحملات» أسهل من تحقيقها
«ترامب» فى مقر حملته الانتخابية
فاز الرئيس الأمريكى الجديد، دونالد ترامب، فى مواجهة منافسته الديمقراطية، هيلارى كلينتون.. انتهت الانتخابات ولم يعد يشغل الجميع سوى ما بعد الصدمة، فعلى الرغم من تعافى الأسواق العالمية من الخسائر التى تعرضت لها بإعلان «ترامب» رئيساً، فإن الشغل الشاغل للمحللين السياسيين ومراكز الأبحاث عالمياً فى الفترة الحالية، هو مدى إمكانية تحقيق الرئيس الجديد للوعود التى أطلقها فى حملته الانتخابية، خصوصاً تلك المتعلقة بالشرق الأوسط وأزمات المنطقة والمهاجرين والمسلمين. الغالبية العظمى من المحللين والمراقبين يجزمون بأن الكثير من وعود «ترامب» الانتخابية يصعب تحقيقها إن لم يكن مستحيلاً.
«واشنطن بوست»: الرئيس الجديد غير قادر إلا على تحقيق وعدين.. ولن يقاضى «كلينتون» حتى لا يضعنا فى مصاف «العالم الثالث»
صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية ترى أن بعض وعود «ترامب» الانتخابية يمكن تحقيقها خلال ساعات من توليه منصبه رسمياً فى يناير المقبل، إلا أن وعوداً أخرى ستكون شبه مستحيلة فى تنفيذها، على رأسها تغيير مشروع قانون الرعاية الصحية الذى اعتمده الرئيس باراك أوباما، وبناء جدار يفصل حدود الولايات المتحدة عن المكسيك. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه على الرغم من أن أغلبية «الكونجرس» فى أيدى الحزب الجمهورى الآن، فإن موافقة «الكونجرس» على تحركات «ترامب» لن تكون بالأمر السهل، خصوصاً أن بعض النواب سيضعون عقبات وعراقيل تقيد من تحركاته التى تضر بالدولة.
الصحيفة الأمريكية نقلت عن جون بانزاف، أستاذ القانون بجامعة «جورج واشنطن» الأمريكية، قوله: «وعدان فقط لـ(ترامب) يمكن تنفيذهما بسهولة فى اليوم الأول فى البيت الأبيض؛ أولهما إلغاء بعض القرارات الإدارية للرئيس السابق مثل قرار (أوباما) بحماية بعض المهاجرين غير الشرعيين ومنع ترحيلهم، وهو أمر اعتيادى يصدره أى رئيس جديد يأتى من حزب ينافس حزب الرئيس السابق عليه. أما الوعد الثانى فهو تشكيل لجنة لمقاضاة وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة الديمقراطية، هيلارى كلينتون، إلا أن تحقيق هذا الوعد سيكون مخاطرة سياسية، حيث إن ملاحقة خصمته بعد هزيمته يهدد بدفع ملايين الأمريكيين الذين انتخبوه إلى رفضه والخروج ضده، كما أنه سيهدد الديمقراطية الأمريكية ويضع الولايات المتحدة فى صف واحد مع دول العالم الثالث».
وأشار أستاذ القانون الأمريكى إلى أن «التاريخ أثبت أنه سيكون من الصعب تنفيذ الوعود الانتخابية التى تبدو أسهل حين يتم إعلانها أمام الحشود الصاخبة. ومثلاً، تعهد (أوباما) بإصدار قرار إغلاق معتقل (جوانتانامو) وحتى الآن لم يستطع إغلاقه بسبب رفض النواب من حزبه الديمقراطى ومن الحزب الجمهورى المنافس لمشروع القرار هذا». ونقلت الصحيفة الأمريكية عن خبراء قانون أمريكيين، قولهم إن «حتى إذا حاول الرئيس الجديد تنفيذ وعوده المتعلقة بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة وتشديد الرقابة على المساجد، فإن هذا الأمر يتطلب أولاً موافقة المحكمة العليا على إعادة تعديل قانون الحماية والحقوق الدستورية، وحتى إن تم هذا التعديل، سيتم الطعن عليه على الفور بسبب عدم دستوريته».
حالة الغموض والجدل لا تصاحب الدول التى تأرجحت علاقاتها مع الولايات المتحدة بين التوتر والاستقرار خلال الفترة الماضية فقط، وإنما طالت إسرائيل نفسها التى تعد الحليف الأكبر لـ«واشنطن»، والتى تعد الولايات المتحدة الداعم الأكبر لها. وعلى الرغم من أن «ترامب» تعهد بتعزيز أمن إسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، فإن المحللين الإسرائيليين والمراقبين يؤكدون أن تلك التصريحات ما هى إلا وعود انتخابية. صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قالت إنه للمرة الأولى فى فترة حكم «نتنياهو» يصل رئيس جمهورى إلى البيت الأبيض، ورغم أن هذا يعد نبأً جيداً، فإن المحلل الإسرائيلى باراك رافيد يؤكد أن فوز «ترامب» بمثابة اختبار لسياسات إسرائيل، ولن يكون الدعم الأمريكى لـ«تل أبيب» شيكاً على بياض كما يعتقد البعض. الصحيفة الإسرائيلية أكدت، فى افتتاحيتها أمس، أن الوقت لا يزال مبكراً جداً لإعلان الفرحة أو الحزن بشأن فوز «ترامب» فى إسرائيل، حيث إن هناك سياسات أمريكية لها خطوط عريضة ستطبق باختلاف هوية الرئيس الذى يحكم.
مجلة «سبكتاتور» البريطانية نقلت هى الأخرى عن دوجلاس موراى، المحلل السياسى البريطانى، قوله إن «ولاية (ترامب) لن تكون سيئة كما يعتقد البعض»، مؤكداً أن «الرجل بعيد تماماً عن أن يكون الوحش المزعج الذى رسمه معارضوه فى أذهان الناس.