فوز «ترامب».. مستقبل «الإخوان» فى خطر
قيادات إخوانية داخل وزارة الخارجية الأمريكية «صورة أرشيفية»
سيطرت حالة من الارتباك والذعر داخل تنظيم الإخوان بعد إعلان فوز المرشح الجمهورى «دونالد ترامب» برئاسة أمريكا، وسقوط مرشحتهم المفضلة هيلارى كلينتون، وتمثل ذلك فى موجة من هجوم قيادات الجماعة ولجانها الإلكترونية ضد ترامب، وذلك بسبب إعلانه السابق عن عزمه تمرير قانون يعتبر الجماعة تنظيماً إرهابياً، وهو ما يهدد مستقبل التنظيم، وأكد خبراء أن صدور مثل هذا القانون سيؤثر على ثروات ومصادر تمويل الجماعة فى أمريكا حيث سيليه مباشرة تجميد الأرصدة والحسابات وتأميم الثروات والعقارات التابعة لهم.
وقال كمال الهلباوى، القيادى الإخوانى المنشق، لـ«الوطن» «إن وضع الإخوان على قوائم الإرهاب أمر لا يتعلق بالرئيس وحده، وهو مطروح فى ورقة عمل تم تقديمها للكونجرس منذ أيام مبارك وكان يتم تعطيلها، لكن الأمر مطروح بشدة الآن وإن كان لم يصدر رأى بات فى هذا الشأن». وأضاف: «الإخوان كما هم موجودون فى أمريكا، موجودون كذلك فى أوروبا، وربما سيكون وجودهم، فى حال صدور القانون، فى بريطانيا أقوى من أمريكا.
سياسيون: تصنيف التنظيم «إرهابياً» فى «واشنطن» يجمد أرصدته ويجبره على تغيير خططه
وقال خالد الزعفرانى، إن قوى الإخوان ستبدأ فى الانهيار تدريجياً بعد وصول ترامب للرئاسة الأمريكية، خصوصاً أن هناك العديد من القوى السياسية المتعاطفة مع الإخوان فى الداخل والخارج، وبعض الدول الداعمة للإخوان بشكل كبير، وعلى رأسهم قطر وتركيا، بدأت فى التخلى عنهم للحفاظ على التوازن فى علاقاتها مع أمريكا.
وأضاف لـ«الوطن»: «قطر وتركيا ربما تتخليان عن الإخوان الموجودين بهما، وتضطران إلى إخراجهم من البلاد، خصوصاً بعد تصريحات مساعد رئيس تركيا عن أن الإخوان لم يعد لهم قوة شعبية ولم يعد لهم وجود كبير على أرض الواقع»، لافتاً إلى أن «الإخوان فشلت توقعاتهم بعد أن بنوا آمالاً كبيرة على فوز هيلارى بالرئاسة، لا سيما أن لديها قنوات تواصل مستمرة معهم، وكانت تعتمد على الإخوان والإسلاميين عموماً باعتبارهم وقود إحداث الفوضى الخلاقة، فى ليبيا وسوريا والعراق، كما تعتمد عليهم لتدعيم السلام مع إسرائيل».
وتابع: «الإخوان قبل قدوم ترامب كانوا يعتبرون بريطانيا هى المكان الاستراتيجى لهم، وهى لن تتخلى عنهم لأنها تعتبر الإخوان كنزاً سياسياً، وهى تحتضن أشد الإخوان تطرفاً».
فى المقابل استبعد إبراهيم منير، نائب مرشد الجماعة، فى تصريحات صحفية، أن يتم تصنيفهم على قوائم الإرهاب، قائلاً «الجماعة لا تعترض على اختيار الشعب أى مرشح». وأضاف: «أى رئيس أمريكى محكوم بسلطات ونظم وأجهزة أخرى، وأى مبادرات مطروحة أثناء الحملات الإعلامية حول وضع الإخوان على قوائم الإرهاب تتغير عند الوصول لموقع المسئولية».
وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، لـ«الوطن»: «أى تشريع مباشر لاعتبار الإخوان تنظيماً إرهابياً سيؤثر على ثروات ومصادر تمويل الجماعة فى أمريكا من خلال شركات رؤوس الأموال العديدة وشبكات تمويل الإخوان المباشرة وغير المباشرة».
وأضاف «فهمى»: «هذا التشريع، فى حال صدوره، سيليه مباشرة تجميد الأرصدة والحسابات وتأميم الثروات والعقارات، فالتشريع تقييد كامل لحرية الجماعة فى الحركة والتعاملات الاقتصادية والشروط المتعلقة بصدور القانون ستأخذ من 6 شهور إلى سنة».
«الزعفرانى»: قطر وتركيا ربما تتخليان عن دعمهما للجماعة.. و«الهلباوى»: سيكون وجودهم فى بريطانيا.. و«عكاشة»: عمليات العنف لن تتأثر كثيراً فى مصر
وقال سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن تركيا ستستمر فى دعمها للجماعة، وسينقل الإخوان العطاء عليها وسيفقدون الأمل فى إمكانية إطلاق سراح مرسى وبقية القيادات، فقد كانوا يأملون أن تمارس كلينتون ضغوطاً وتهديدات لمصر لإطلاق سراحهم، وبالتالى سيسعون عبر وسطاء لفتح حوار مع الحكومة المصرية وعقد أى اتفاق لإخراج قياداتهم من السجون.
وقال أحمد بان: لا شك أن ترامب سيكون أكثر حزماً فى مواجهة الإرهاب وعدم التعويل على الإرهاب لتنفيذ مصالح أمريكا، وسيحرم جماعة من قارة كانت تتمدد فيها وملاذ آمن، لاسيما أن ترامب يمتلك أغلبية فى مجلس الشيوخ ومجلس النواب وسيشكل قوة ثلاثية لتنفيذ ما يرغب ضد جماعات العنف والإرهاب وعلى رأسهم الإخوان، وسيقلل حرية الحركة مع اللوبى هناك».
وقال العميد خالد عكاشة، الخبير الأمنى، إن وجود إدارة جمهورية فى أمريكا بهذه الانحيازات الواضحة ضد الجماعات الإسلامية التى تتبنى العنف سيؤثر على الامتدادات الواضحة للإخوان وسيقلل الميزة النسبية لهم وسينعكس ذلك على وجودهم فى الخارج، موضحاً أن تولى «ترامب» للرئاسة الأمريكية سيعمل على تغيير فى استراتيجيتهم وتحركاتهم فى أمريكا وخطط التنظيم ككل، وربما تحدث تغيرات فى تركيا وقطر وبعض دول الخليج فى التعامل مع الإخوان، مشيراً إلى أن ترامب أمامه ما لا يقل عن شهرين لتتضح الرؤية فيما يتعلق بتنفيذ ما قاله فى حملته الانتخابية أم لا.
وقال عمرو عبدالعاطى، الباحث فى الشئون الأمريكية، إن «ترامب» لديه أزمة مع الإسلاميين بمن فيهم الإخوان، مضيفاً: «رغم أن الجمهوريين لديهم الأغلبية فى الكونجرس، فإنه بالنسبة للداخل الأمريكى فإن الإسلاميين ينقسمون إلى شقين؛ الأول المتشدد ويمثله القاعدة وداعش، والثانى المعتدل ومنهم الإخوان، وأتصور أن صدور القانون صعب لأنه سيؤدى لصراعات مع دول حليفة تحكمها الإخوان.