قرية «الصيانة الدورية»: «تيجى الكهربا.. تروح الميّه»
ماجدة عبدالسلام
طرق مختلفة سلكها الأهالى لحل أزمة انقطاع الكهرباء المستمرة فى قريتهم بأبوصير بالبدرشين فى الجيزة، الأزمة التى ضاقت بها نفوسهم دون حلول ناجحة، مع صم آذان المسئولين عن نداءاتهم، باستثناء عامل صيانة يتردد بين الحين والآخر لإجراء إصلاحات سرعان ما يذهب تأثيرها وتبقى المشكلة، أو تنتقل إلى مرفق آخر.
«أبوصير» تعانى الأزمات
لا تكف تنويهات وزارة الكهرباء وإرشاداتها للمواطنين لتوفير الطاقة، بدءاً من شراء أجهزة كهربائية موفرة، وصولاً إلى ترشيد الاستهلاك حتى بعد حل الأزمة، الأمر الذى اتبعه أغلب أهالى «أبوصير» وكانت من بينهم ماجدة عبدالسلام، لكن دون فائدة، فالكهرباء تنقطع أوقاتاً طويلة: «كل ما نكلم شركة كهرباء الجيزة أو مجلس المدينة يقولوا لينا النور بيتقطع عشان الصيانة الدورية، وإحنا تقريباً عايشين على نور ربنا الصبح عشان الكهربا بتيجى ساعتين بس، وبالليل على الكشافات ولا كأننا فى عصر الجاهلية»، وتتابع فى غضب: «إحنا القرية الوحيدة اللى فى الجيزة تقريباً بيحصل ليها كده ومش عارفين السبب، لو الكابلات بتتسرق أو إحنا مش موفرين فى استهلاكنا هنلاقى عذر، لكن يعنى إيه صيانة دورية كل يوم تتعمل فى كهرباء القرية تخلينا نعيش فى ضلمة دايماً».
المنازل فى القرية البسيطة لا تستهلك طاقة إلا فى الحدود الطبيعية: «البيت عندى كله أوضة وصالة وحمام، وأنا ومعظم الجيران ماعندناش أجهزة بتستهلك أصلاً، وبنستخدم لمبات موفرة، ويا دوب اللى شغال دايماً عندى هى التلاجة، وما عنديش غسالة كهربا، ومعظم اللى فى القرية زى حالاتى وبرضو النور على طول قاطع ومش عارفين إيه الحل؟».
الأزمة التى تعانى منها «ماجدة» وأهالى أبوصير من انقطاع الكهرباء، أحياناً ما تنتقل إلى مياه الشرب، فتنقطع هى الأخرى لساعات طويلة يشتكون خلالها، ويأتى فريق من عمال الصيانة للكشف على المواسير العمومية تارة، أو توصيلات المنازل الداخلية تارة أخرى، ويرحلون وتبقى الأزمة، ويستمر الوضع الصعب للأهالى الذى يبرره أحمد الشامى، نائب رئيس مجلس مدينة البدرشين، بأن القرية تعانى من مشكلات أساسية فى كابلات وأكشاك الكهرباء، وكذلك ضخ المياه: «فيه مشاكل أساسية بتتسبب فى تكرار أعمال الصيانة، والأمر بدأ منذ 5 شهور ومحتاج تغييرات شاملة».