الغربية: 150 مليون جنيه حجم تمويلات «النشاط السلفى»
حضانات ومراكز طبية تابعة للجمعيات السلفية فى الغربية
توّسع النشاط «السلفى» فى مدن وقرى الغربية، على صعيد العمل الخيرى ومؤسسات المجتمع المدنى وسوق البيزنس والعمل التجارى والرأسمالى، حيث تفرّد السلفيون بالساحة بعد اختفاء دور مؤسسات جماعة «الإخوان» الإرهابية، إثر خضوعها للإشراف الرقابى والقانونى من جانب الجهات الحكومية بعد ثورة 30 يونيو، وسعى السلفيون إلى استقطاب الآلاف من المواطنين من خلال فتح جمعيات أهلية مُشهرة رسمياً، لتقديم الخدمات للمواطنين، من أجل كسب ودهم و«أصواتهم» فى أى انتخابات برلمانية.
ونجح «التيار السلفى» فى استقطاب المواطنين، وانتشرت مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الخيرية الخدمية التابعة للسلفيين، من بينها «الجمعية الشرعية وجمعية أنصار السنة المحمدية وجمعية أمة واحدة وجمعية الشيخ عبدالسلام أبوالفضل وجمعية التيسير والإصلاح»، فضلاً عن إنشاء سلسلة من المراكز الطبية والصيدليات وحضانات الأطفال «المبتسرين» ناقصى النمو والمدارس ورياض الأطفال والمجمعات الإسلامية، التى يتم تمويلها من خلال مؤسسات خارجية فى الإمارات وقطر والسعودية وبعض السفارات الأجنبية والأوروبية، فضلاً عن دعم رجال التيار السلفى بمبالغ مالية تخطت حاجز الـ150 مليون جنيه، وفق ما وثقته بعض الجهات الرقابية بالمحافظة.
«السلفيون» أقاموا مدارس ورياض أطفال بتمويل خارجى من قطر والسعودية وبعض السفارات الأجنبية.. و«نصار»: حل 365 جمعية خيرية بسبب توجهاتها السياسية ومخالفاتها المالية
وفى مدينة طنطا، تمكنت المؤسسات السلفية وأعضاؤها من رجال الأعمال وقيادات حزب «النور»، فى مقدمتهم المحاسب أحمد القطان، أمين الحزب، صاحب مصنع للغزل والنسيج بالمحلة، وبعض العائلات المعتنقة للفكر السلفى المتشدد، من نشر مبادئ الفكر الدينى السلفى والدعوة إليه من خلال تخصيص ساحات للصلاة أثناء العيدين وتوزيع الملابس من خلال معارض مخصصة للفقراء، إلى جانب تأسيس مراكز طبية شهيرة، من بينها مستشفيات القدس والخيرى التخصصى والعيادات الطبية الخارجية والصيدليات التى انتشرت بمركزى «طنطا وكفر الزيات» لعلاج المواطنين.
كما نجح مؤسسو الشركات والمؤسسات السلفية، خلال الأعوام الماضية، فى تخصيص محلات تجارية ومنافذ ومعارض لبيع السلع الغذائية والملابس الجاهزة بأسعار مناسبة للمواطنين، سعياً لاستقطابهم وجذبهم للانضمام للجان فرعية تمارس مهام الانتشار فى الشارع، وفى «طرق أبواب» المواطنين والوصول إليهم فى المنازل بأفكارهم عبر دعوتهم إلى «جلسات علم» وتواشيح دينية داخل مجمعات دينية يخضع بعضها لإشراف مديرية الأوقاف والأزهر والتضامن الاجتماعى.
وإلى جانب ذلك، أقاموا صرحاً طبياً غير مسبوق فى الغربية لعلاج الفقراء واستقبال الحالات الحرجة داخل كيان طبى مؤسسى سمى بـ«مستشفى القدس الخيرى» التابع للجمعية الشرعية، فى مجالات طبية متعددة، سواء الجراحة العامة والعمليات والأطفال والطوارئ، بالإضافة إلى تأسيس حضانات شهيرة على غرار ما فعلته جماعة «الإخوان» فى تأسيس مستشفى طيبة التابع لجمعية ابن النفيس بطنطا وغيره.
من جهة أخرى، قال جمال نصار، وكيل وزارة التضامن والشئون الاجتماعية فى الغربية، إنه تقرر حل 365 جمعية خيرية بسبب التوجهات السياسية والمخالفات المالية والإدارية، من بينها 66 جمعية «إخوانية» أبرزها الجمعية التربوية الإسلامية المالكة لمدارس «الجيل المسلم» بمراكز «طنطا والمحلة والسنطة وكفر الزيات» وبعض المراكز الطبية والعيادات الخارجية، موضحاً أن دور مديرية التضامن بالمحافظة هو متابعة أنشطة كافة المؤسسات المشهرة وإلقاء الضوء على خدماتها للمواطنين فى إطار قانونى.
من جانبه، قال الشيخ خليفة الصغير، وكيل وزارة الأوقاف بالغربية، إن المديرية تلتزم بلائحة وزارية تنص على ضرورة التنسيق مع مديرية التضامن والشئون الاجتماعية من خلال الدفع بأئمة وخطباء لأى مسجد أو مجمع إسلامى، مهما كانت تبعيته لأى مؤسسة مجتمع مدنى أو جمعية خيرية تتعامل مع المواطنين بصورة مباشرة من أجل تحقيق ما يصب فى صالح تحقيق الغاية بنشر «الفكر الوسطى» للدين الإسلامى ومواجهة أى أفكار هدامة تروجها أى فئات متطرفة أو «جماعات هدامة».