مواطن «يخيط فمه» احتجاجاً على الظروف المعيشية
عندما اسودّت الدنيا فى وجهه، لم يجد المواطن إبراهيم أحمد عباس الشعراوى، أحد أهالى مدينة دمنهور، سبيلاً للاحتجاج على الظروف المعيشية الصعبة سوى تخييط فمه بالإبرة والخيط، وحلق شعره وحواجبه، والاعتصام المفتوح أمام ديوان عام محافظة البحيرة.
«وجع إبرة الخياطة فى فمى أهون بكثير من قرصة الجوع»، بهذه العبارة عبّر الشعراوى عن غضبه من الظروف المعيشية الصعبة، قائلاً: «ارتبطت حياتى منذ الصغر بالمتاعب، والمعاناة، والشقاء، حتى أصبح العنوان المرادف لها هو الحرمان، والنوم فى العراء، والسقوط فى بئر المخدرات، وقضيت 3 سنوات خلف القضبان، واسودّت الدنيا فى وجهى بعد أن خرجت وأنهيت مدة العقوبة، ولم أستطع تحمل تكاليف الحياة الصعبة والمتزايدة يوماً تلو الآخر، خاصة أنى لا أمتلك أى مصدر للرزق، أو مأوى يؤوينى أنا وزوجتى ويحمينا من نظرات الناس».
وأضاف: «كنت أعمل «مبيّض محارة»، والحمد لله، لكن الشيطان لعب بى، وأغوانى، ودفعنى إلى تعاطى المخدرات، وأمضيت 3 سنوات خلف القضبان، بعيداً عن زوجتى وابنى أحمد الصغير الذى لم أره بعينى، وتوفى أثناء وجودى فى السجن، لعدم قدرة زوجتى على علاجه».
ويستكمل الشعراوى مأساته قائلاً: «منذ خروجى من السجن قبل 7 أشهر، أصبح الشارع هو منزلى، أنام أنا وزوجتى تحت بير السلم، والناس تعطف علينا لأننا مش لاقيين حتة ننام فيها، ما دفعنى إلى أن أعتصم أمام مبنى المحافظة، وإلى تخييط فمى، وحلق شعر رأسى، وشاربى وحاجبى، وهددت بإشعال النيران فى نفسى إذا لم يساعدنى المهندس مختار الحملاوى، محافظ البحيرة، فى أن أعيش حياة كريمة مثل غيرى».