اللواء مصطفى كامل: مفهوم الحرب التقليدية تغير.. والإعلام أصبح أقوى من السلاح الحقيقى فى تفتيت الدول
اللواء مصطفى كامل
قال الدكتور لواء دكتور أركان حرب مصطفى كامل، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا: "رغم وجود وعى واستنفار دائم من قواتنا البحرية والجوية وحرس الحدود والقوات المقاتلة فى سيناء، فإن لدينا ما يقرب من 12 مليون متر حدود، ومن غير المعقول أن نضع عسكرى على كل متر، من نقطة السلوم غرباً حتى جبل كامل جنوباً، وغيرها من المواقع الحدودية، فحتى الولايات المتحدة نفسها القوة العسكرية رقم واحد فى العالم، لا تسلم حدودها من التهريب، وفى سيناء هناك أسلحة تُسرب عبر الأنفاق التى أنشئت فى عام الظلام، وحتى الآن ما زلنا نكتشف أنفاقاً جديدة.
وأضاف "كامل" في حواره لـ"الوطن": "الانتهاء من الإرهاب، سؤال لا يستطيع أحد أن يقول متى يحدث يقيناً، لكن علينا أن ننظر هل كان التفاعل مع الإرهاب منذ عام أو اثنين كما هو الآن؟ هل تنامى أم تضاءل أم ماذا؟ فعلينا أن نُقيّم الأمور، إلا أنه بقراءة الأوضاع الحالية، فإن عمليات حق الشهيد أثمرت عن نجاحات عديدة، وجففت العديد من منابع الإرهاب، الذى يقل تدريجياً وهو فى طريقه لمرحلة النهاية، وأراها قريبة جداً.
وعن الطموح الإسرائيلى فى المنطقة، قال: إسرائيل اليوم تتحسب، لأن مشروعها القومى الذى تأمل أن يكون من «الفرات إلى النيل» لن تستطيع تحقيقه، خصوصاً بعد الخلاص من حكم الإخوان، وبالتالى لجأت إلى إجراءات أخرى، مثل توطين الميليشيات المسلحة فى محيطها، وهو أمر ليس بغريب على الولايات المتحدة باعتبارها الحليف الأول لإسرائيل، وأقول لمن ينكر المؤامرات الأمريكية فى المنطقة، إن ما تفعله الولايات المتحدة فى المنطقة ومصر، ودعمها الميليشيات المسلحة، فعلته من قبل مع الاتحاد السوفيتى قبل انهياره، عندما دعمت طالبان، وصنعت تنظيم القاعدة على الحدود السوفيتية، تحت شعار «جهاد السوفييت»، ولو كانت أمريكا صادقة يقيناً فى محاربة الإرهاب، لرعت تحالفاً دولياً لمساعدة مصر فى حربها ضد الإرهاب، ولكن الحقيقة، أنها تتخذ من «داعش» وتلك الجماعات الإرهابية ذريعة لتحقيق أهدافها فى المنطقة، فمن غير المعقول مثلاً أن أمريكا التى تمتلك القدرات والتكنولوجيا الهائلة والتكتيك، تُسقط أسلحتها عن طريق الخطأ لـ«داعش»، واليوم هى تدفع بـ«داعش» نحو ليبيا، وهو أمر يمثل بالطبع خطراً على الحدود المصرية، فهى تسعى لخلق مستوطنات لتلك العناصر، كما أن الولايات المتحدة استغلت العلاقة الإيرانية بحماس، وجعلت حماس نفسها توفر المساعدات اللوجيستية لهذه الميليشيات فى سيناء عبر الأنفاق، فالحركة تمدها مادياً ومعنوياً وتدعمها بالأسلحة والذخائر المقبلة من تركيا إيران.
وتابع: مصر تحارب على جبهات عديدة، منها الجبهة الاقتصادية، حيث نواجه أزمة صعبة، وأرى أن هذه الأزمة وتوابعها تُستخدم فيها أسلحة كثيرة مثل التعامل مع السوق السوداء لرفع قيمة الدولار مقابل الجنيه، وتعطيش الأسواق وتخزين كميات هائلة من السلع الاستراتيجية للشعب، فضلاً عن عمليات التهريب، فهناك استهداف مُتعمد للشعب وقيادته، ومن ينكر المؤامرات الأمريكية وغير الأمريكية عليه أن يعود إلى القرار الذى اتخذه الرئيس الأمريكى الأسبق فورد، الذى نهى الأجهزة الرقابية الأمريكية وخصوصاً الـCIA عن أن تمارس المؤامرات على الزعماء الأجانب والدول الأجنبية، والرئيس ريجان، أصدر نفس القرار، ما يؤكد أن الإدارة الأمريكية تتآمر على دول العالم لتنفيذ مصالحها منذ سنوات، وعلينا كمصريين جزء من مسئولية تجاه ما يحاك ضدنا بسبب عدم إدراكه، والفساد المستمر، فالغرب يريد لنا مصير العراق، وسوريا وليبيا، وغيرها، والمشروع الأمريكى الآن قائم على تفتيت الدول المركزية وإسقاطها من الداخل، لتنزلق فى بئر التناحر والتقاطع والحروب الأهلية، ما يدمر مؤسساتها، خصوصاً قواتها المسلحة، وميزة مصر أن نسيجها واحد، وهناك تلاحم غير طبيعى بين شعبها وجيشها، وعلينا الآن أن نحارب الفساد ونعظم قيمة العمل لزيادة الإنتاج.
واستطرد: هناك من يلعب بأذهان بعض الشباب، عبر خطط إعلامية مرسومة وواضحة وضوح الشمس، لتشويه صورة القيادة السياسية والجيش لديهم، وعلى رأس هؤلاء التنظيم الدولى للإخوان، الذى يمتلك أموالاً طائلة، كما أن هناك شركات إعلامية عالمية تلعب نفس الدور لتشويه صورة مصر كلها، حتى إن الإسرائيليين أنفسهم باتوا يزعمون أنهم بناة الأهرامات، فالآلية الإعلامية أصبحت واحداً من أخطر الأسلحة للمواجهة والتشويه، بل إنها أصبحت أقوى من السلاح الحقيقى فى تفتيت الدول.