احذرى من حساسية الألبان: «أعراضها شائعة صعبة التشخيص»
حساسية الألبان عند الأطفال
بكاء الطفل المستمر يراه البعض أنه شىء عادى، ويفسره أخرون بأنه وسيلة التواصل الوحيدة بين الطفل وأمه، ولكن عندما يزداد الشىء عن حده تبدأ الأم بالقلق، وهذا ما جعل «أم مريم» تذهب سريعاً للطبيب، وأجابها بأنه شىء طبيعى، مع مرور الوقت واستمرار البكاء قررت الذهاب لطبيب آخر لتفاجأ بأن ابنتها تعانى من حساسية الألبان والبيض، ولكن مع استغرابها: «أنا لا أعطى طفلى هذه الأكلات»، فجاءت بقائمة طويلة عريضة من الممنوعات، تبدأ بالحليب ومشتقاته واللحوم بأشكالها وأنواعها، وشوكولاتة ونسكافيه وقهوة وشاى، وأى طعام مصنوع بالسمن البلدى أو الزبدة،أومعجنات.
كل تلك الممنوعات الغريبة والتى تفاجأت بها الأم، وينظر إليها البعض بأنه «دلع فارغ»، ولكن هناك أطباء أيضاً لم يعلموا بذلك المرض، ففى القاهرة الكبرى لا يوجد سوى اثنين من الأطباء المتخصصين والباقون الذين لم يعدوا على الأصابع يجتهدون ويتعلمون مع الطفل. يقول الدكتور محمد كيلانى، استشارى طب الأطفال وحديثى الولادة إن هناك أعراضاً ظاهرة للأم يجب أن تقلق منها ومن ضمنها البكاء المتواصل، مع الشعور بالمغص مهما حاولت علاجه، احمرار الوجه، وإسهال ذو رائحة نفاذة، وترجيع، وإذا لم يتم التشخيص سريعاً يبدأ الطفل فى نقص ملحوظ فى الوزن، وضيق فى التنفس مع سرعة فى ضربات القلب. ومن الأعراض المتأخرة الناتجة عن عدم التشخيص السريع ظهور الدم بالبراز. أوضح «كيلانى» أن حساسية الألبان عبارة عن أن الجهاز المناعى لدى الطفل يتأثر بنوع البروتين الموجود فى الحليب، ما يجعله يعمل تفاعلات داخله ضد الحليب، ما يؤثر على المعدة والأمعاء، مضيفاً أنه بعد مرور عام 50% من الحالات يتم شفاؤها، وعادة ما تختفى تلك الأعراض نهائياً ولا يكون مرضاً مزمناً.
وقال الدكتور مجدى نزيه، رئيس وحدة التثقيف الغذائى بالمعهد القومى للتغذية، إن الجهل بهذا المرض يزيد من الأعراض المضاعفة له، لذلك يجب عدم التهاون عند ظهور أى عرض جلدى، مضيفاً أن مجال حساسية الألبان حديث، فيجب على الأطباء توسيع تفكيرهم، مع توعية الأم وتوسيع ثقافتها الغذائية.