«جمهورية ناصر».. وثائقى يقدم حياة الزعيم الراحل بعيون أمريكية
مشهد من فيلم «جمهورية ناصر»
يعرض، مساء اليوم، فى سينما كريم بوسط البلد، على هامش فعاليات الدورة الـ38 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، الفيلم الوثائقى «جمهورية ناصر: بناء مصر الحديثة» للمخرجة الأمريكية ميشال جولدمان، المعروض ضمن قسم «البانوراما الدولية».
يرصد الفيلم، فى 80 دقيقة، أبرز المحطات فى حياة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، خلال الـ18 عاماً التى حكم فيها مصر بعد ثورة على النظام الملكى الحاكم وقتها، كما يتطرق العمل إلى أهم السياسات التى اتبعها ما بين مواجهة الإسلاميين فى الداخل، وتحدى الهيمنة الغربية، الفيلم كتابة وإخراج وإنتاج ميشال جولدمان فى تجربتها الإخراجية الثالثة للأفلام الوثائقية، تصوير كمال عبدالعزيز، تعليق صوتى هيام عباس وخالد أبوالنجا.
أشارت المخرجة ميشال جولدمان إلى أن فكرة الفيلم بدأت لديها منذ عام 2010، لتبدأ فى تنفيذها نوفمبر 2011 تزامناً مع أحداث الثورة المصرية، خاصة أن الفيلم يعد عملها الثانى عن شخصية مصرية بعد فيلم «أم كلثوم.. صوت مثّل مصر» عام 1996، وكان الهدف الأول بالنسبة لها تقديم حياة الزعيم عبدالناصر فى فيلم موجه إلى الأمريكيين، قائلة: «الأمريكيون لا يعلمون أى شىء عن مصر، بخلاف الصراع العربى الإسرائيلى، لذلك رغبت فى أن أقدم لهم صورة مختلفة عن البلد، وأن أقدم لهم الثقافة المصرية بعيداً عن الصراعات السياسية، وأعتقد أن أم كلثوم كانت الطريق المناسب لفعل ذلك فهى تعبر عن ثراء المكان والثقافة، ومن بعدها عبدالناصر كشخصية تاريخية مهمة».
تابعت «جولدمان» لـ«الوطن»: «بعد تقديم فيلمى الأول، قررت العودة إلى مصر مرة أخرى، لتقديم جمال عبدالناصر فى عمل وثائقى يستهدف الشعب الأمريكى، لأن الجيل الأصغر لا يعرفون من هو جمال عبدالناصر ولا يعلمون أى شىء عن تاريخه، والجيل الأكبر يفكرون فيه كرجل سيئ نوعاً ما ويتبنون وجهة النظر الإنجليزية عنه، وأنا أردتهم أن يفهموا عبدالناصر كعلامة مميزة ليس فى مصر فقط ولكن فى العالم العربى كله باعتباره جزءاً من التغيير. وتزامن ذلك مع الثورة كان له العديد من الإيجابيات بالرغم من صعوبة التصوير، فهو عمل لا يتحدث عن الثورة بينما يحمل روحها، والناس فى الفيلم لديهم وجهات نظر مختلفة، حاولت توضيحها وعرضها كلها، كما كنت حريصة على تقديم جمال عبدالناصر باحترام شديد وأن يفهموا حقيقته، بالرغم أن هناك مصريين لم يفهموه».
وأضافت: «الفيلم استغرق ما يقرب من ست سنوات وهى تعد فترة طويلة بالنسبة للأعمال الوثائقية، ولكن هناك أعمالاً تستغرق أكثر من ذلك، فكان لا بد من العمل على سلسلة طويلة من الأبحاث وتجميع المادة التسجيلية للفيلم، وساعدتنى فى ذلك ابنة الزعيم الراحل هدى عبدالناصر، ووجودها كان مهماً بالنسبة لى وبالنسبة للفيلم، تحدثنا لساعات طويلة حتى أستطيع فهم أبعاد شخصيته من منظور مختلف، كما أتاحت لى الفرصة للحصول على مجموعة كبيرة من المواد الأرشيفية المصورة والورقية واستخدامها فى فيلمى بمنتهى السهولة، كما ظهرت خلال الفيلم لتتحدث عنه».
من جانبه، قال مدير التصوير كمال عبدالعزيز، إن الفيلم يعد التعاون الثانى الذى يجمعه بالمخرجة الأمريكية بعد 15 عاماً على فيلم «صوت مثّل مصر» عن المطربة الكبيرة أم كلثوم، وحضر عرض الفيلم فى مهرجان نيويورك، مشيراً إلى أنها تتمتع بالكثير من المصداقية والمحايدة، وهو ما دفعه ليقدم الفيلم معها. تابع «عبدالعزيز» لـ«الوطن»: كانت كرة مختلفة أن نرى أنفسنا بعين مختلفة عنا، وهو ما قامت به «جولدمان» فى فيلم عبدالناصر، فكانت حريصة على طرح كل وجهات النظر وتقديمها بشكل موضوعى، إضافة إلى كونها باحثة جيدة، وكانت تميل إلى عبدالناصر بصورة كبيرة حتى بدأت أشك أنها «ناصرية»، كما قدمت معلومات خلال الفيلم قد لا يعلمها الكثير.