تحقيقات النيابة: المسلم سقط أولاً وإمام المسجد كان ينادي بالميكروفون للانتقام
بدأت نيابة شمال بنها الكلية تحقيقات موسعة فى أحداث الخصوص التى أدت لمصرع خمسة أشخاص من المسلمين والمسيحيين فى أحداث الاشتباكات بينهما، التى وقعت فى ساعة مبكرة من صباح أمس نتيجة تبادل إطلاق النار بين الجانبين.
معاينة النيابة التى أجراها أحمد عيسى رئيس نيابة الخصوص بإشراف المستشار حاتم الزيات المحامى العام لنيابات شمال بنها، أثبتت احتراق ثلاثة منازل بشكل كامل وثلاث سيارات أضرمت فيها النيران من جوانبها الأربعة، بالإضافة إلى تحطيم حضانة أطفال وصيدلية واشتعال النيران فى واجهة وبوابة كنيسة مارجرجس القريبة من مكان الأحداث، كما تبين أن عدداً من المحلات التجارية قد نهبت أثناء الأحداث، حيث تسلل إليها البعض واستولى على محتوياتها، ومن بين تلك المحلات مركز لبيع لعب الأطفال ومعرض للأدوات الإسفنجية.[Quote_1]
وانتقل فريق النيابة الذى أجرى المعاينة وباشر التحقيقات إلى مكان بداية أحداث الاشتباكات، التى تبين أنها وقعت أمام أحد المعاهد الدينية، وأن سبب الاشتباكات هو رسومات قامت بها فتاة مسيحية وبعض أصدقائها على جدران المعهد الدينى ورصدت النيابة على جدران المعهد رسماً لقلوب عليها أسهم وحروف أولى من أسماء شباب، بالإضافة إلى رسمة غريبة غير مفهومة يرجح أن تكون لرمز نازى وهو الذى تسبب فى اشتعال الأحداث.
التحقيقات الأولية وسماع أقوال الشهود أفادت بأن بعض المسلمين طلبوا عدم رسم تلك الأشياء على جدران المعهد الدينى وبدأت مشادة كلامية بين الجانبين وتطورت إلى تشابك أسفر عن مقتل شاب مسلم فبدأ كل طرف يستعين بأنصاره وتبادلا إطلاق النيران قرابة ساعتين انتهت بمقتل أربعة أقباط آخرين وإصابة العشرات وانتقلت النيابة إلى مستشفى المطرية العام لمعاينة جثث المتوفين وانتدبت الطب الشرعى لتشريحها ومعرفة أسباب الوفاة.
التحقيقات أثبتت أيضاً تناثر زجاجات المولوتوف فى مساحات واسعة من مكان الاشتباكات، بالإضافة إلى وجود فوارغ طلقات نارية نتيجة تبادل إطلاق النار، وقال شهود للنيابة إن إمام المسجد القريب من كنيسة مارجرجس كان يهتف فى المسلمين عبر مكبر الصوت الخاص بالمسجد لحثهم على الخروج للثأر من المسيحيين بعد بدء الاشتباكات، وقال مصدر قضائى من فريق المحققين الذى عاين الأحداث ومكان الاشتباكات، إن القتيل المسلم هو الذى سقط أولاً وبعده اشتعلت الأحداث بنداءات للمسلمين للخروج للثأر لمن قتل على يد المسيحيين، وهو ما أدى لاشتعال الأحداث وسقوط باقى القتلى والمصابين الذين لم يتم حصرهم بسبب تعدد المستشفيات التى نقلوا إليها.
وقال مصدر بالنيابة إنها بدأت تستدعى بعض شهود الواقعة لسماع أقوالهم حول بداية الأحداث وتطورها لتحديد قرارات الاستدعاء أو الضبط والإحضار لمن يثبت تورطه فى التحريض على أعمال العنف وتبادل إطلاق الرصاص بين الجانبين.[Quote_2]
من ناحية أخرى فرضت قوات الأمن كردوناً أمنياً حول كنيسة مار جرجس وانتشرت فرق الشرطة فى محيط مكان الأحداث تحسباً لتجدد الاشتباكات بين الجانبين، وقرر النائب العام المستشار طلعت عبدالله بدء التحقيق الفورى فى الأحداث وكلف نيابات شمال بنها بمباشرتها، وقال المستشار حسن ياسين النائب العام المساعد إن النائب العام يواصل نتائج التحقيقات وما أسفرت عنه معاينة النيابة وإجراءات التحقيق طوال الوقت وأمر باتخاذ كافة الإجراءات القانونية.