«المشيخة» تحارب «التنوير» بـ«محاكم تفتيش» أزهرية
صورة أرشيفية
أصبح تجديد الخطاب الدينى حديث الساعة بلا منازع، فالتجديد بات حتمياً، ومطالبات رئيس الجمهورية لمشيخة الأزهر المتكررة بقيادة هذا التجديد تُعد خير دليل، مثلما يُعد التكرار الرئاسى فى المطالبة دليلاً أيضاً على تجاهل المشيخة لتلك النداءات. وعلى أرض الواقع، فإن الخبراء بالشأن الأزهرى يشيرون إلى أن الأمر قد أصبح أسوأ من التجاهل بعد أن وضح أن المشيخة باتت تقف بالمرصاد لأى من أساتذتها الذين يتعاطون مع نداءات الرئيس بالتجديد، ففى الشهور الأخيرة بدأت مشيخة الأزهر حرباً شعواء ضد كل من يتجرأ على مخالفة توجهها، وحققت بالفعل مع 3 قيادات أزهرية هم الدكتور يسرى جعفر، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، وأحد أبرز الناقدين لسياسات القيادات الحالية للأزهر، والدكتور أحمد كريمة، والدكتور عبدالفتاح محمود إدريس، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، وهددت كلاً من الدكتور سعد الدين هلالى، أستاذ الفقه المقارن، والدكتورة آمنة نصير، عضو مجلس النواب، وعميدة كلية الدراسات الإسلامية السابقة، وسط مطالبات بمنع ظهورهم فى وسائل الإعلام. ورأى باحثون وأزهريون أن ما يحدث هو بمثابة إرهاب فكرى بتهم مدّعاة ومفتراة، وأن القيادات يتصرفون برعونة، وأن الفكر السلفى المتشدد يقمع التنوير داخل الأزهر، ويضيّق الخناق على التنويريين والإصلاحيين، وأن المؤسسات الدينية تحولت لهيئات بيروقراطية يوظفها القائمون عليها فى خدمة مصالحهم ومنافعهم الذاتية. وفى المقابل تبرأت هيئة كبار العلماء من هذه التهم، مؤكدة أن «الأزهر لا يقيم محاكم تفتيش والعلماء يقولون كلمة الحق وينشرونها للناس». «الوطن» ترصد فى السطور المقبلة حرب قيادات المشيخة مع تنويريى الأزهر.