لو قرايبك على «فيس بوك».. اعملهم «بلوك»
صورة أرشيفية
لم تكن «سلمى» تدرى أن مُزحتها مع صديقتها على «فيس بوك»، وتجاوزها فى الكلام إلى حد ما سيؤدى إلى خلاف مع خالتها، التى تراقب كل ما تكتبه وتتداوله على صفحتها الشخصية، وتحاسبها عليه دون تقبل أى مبررات، لتضطر فى النهاية إلى حذفها من الصفحة، لتتخلص من تدخلها غير المبرر فى شئونها «الفيس بوكية». خلاف «سلمى محمد»، 28 عاماً، مع خالتها، يتشابه مع تجارب عديدة لشباب تغير شكل علاقتهم بأقاربهم بسبب زيارتهم لصفحاتهم على «فيس بوك»، فما بين الرفض للآراء السياسية التى يعتنقها، وطلب وضع حدود للكلام والمزاح، بات الشاب مقيداً، ويفكر أكثر من مرة قبل إضافة أى شخص من عائلته على حسابه الشخصى، تجنباً لمشكلات هو فى غنى عنها.
«سلمى» تشاجرت مع خالتها.. و«أحمد» أنشأ حسابين باسمه تجنباً لمضايقات عائلته
«هدير عبدالكريم»، طالبة فى كلية طب بيطرى، رفضت فى البداية إضافة أقاربها على صفحتها الشخصية، لخوفها من الرقابة التى قد تُمارس عليها من قِبلهم: «ماكنتش عايزة أضيفهم، لكن بعد إلحاح كبير منهم اضطريت أقبل صداقتهم، ويا ريتنى ما عملت كده، لأنى طول الوقت بحس إنى متراقبة منهم».
«فيس بوك» هو مساحة خاصة جداً، يعبر من خلالها الشخص عن نفسه، بحسب «هدير»، وهو ما لا يُدركه الأقارب من كبار السن: «ساعات أكتب بوست معين، ألاقى حد من قرايبى بيحرجنى، أو أكون بعبر عن مشاعر حزن جوايا، فيسألوا والدتى: هى ليه هدير زعلانة وبتكتب كده؟!».
حل ذكى توصل إليه «أحمد سليم»، 26 عاماً، للتخلص من «زن» الأقارب، حيث أنشأ حسابين باسمه على «فيس بوك»، الأول يضم أقاربه وعائلته، والثانى مخصص لأصدقائه ورفاقه فى العمل، مبرراً ذلك برغبته فى التعبير عن آرائه الدينية والسياسية بحرية تامة: «كنت بحس بخنقة فظيعة.. أمى تقولى متكسفناش ولو عندك رأى ماتقولوش، وساعات كنت بتعرض للإهانة منهم بسبب اللى بكتبه، ده غير إنهم بينقلوا الكلام وخلاص». يصف «أحمد» الفجوة بينه وبين أهله، التى يعانى منها أيضاً كثير من أصدقائه: «السوشيال ميديا وسيلة للتنفيس، لكن المجتمع بيحاول يعيد سيطرته قبل ما الوسيلة دى تهز بعض ثوابته».