الحمير النافقة تسد مآخذ وحدات تنقية المياه بالغربية.. والشركة توقف الضخ للأهالى
جلود الحمير تغلق محطات الشرب فى الغربية
أغلقت شركة مياه الشرب والصرف الصحى فى الغربية 4 وحدات لتنقية المياه على ترعة القاصد، المغذية لقرى مركزى طنطا وقطور، أمس، بعد تعرض مآخذ المياه على الترعة للانسداد نتيجة إلقاء جيف الحمير المذبوحة، بغرض تصدير الجلود إلى الصين، ما تسبب فى تلوث مياه الترعة بصورة خطيرة، وعدم صلاحيتها للشرب.
وقال مسئول صيانة المحطات فى شركة مياه الشرب والصرف الصحى، المهندس عادل عطية، إن «الترعة التى تبدأ فى محافظة المنوفية وتمتد إلى كفر الشيخ، مروراً بمحافظة الغربية، عليها 4 وحدات لتنقية المياه فى أبوجندى والعتوة»، موضحاً: «اضطررنا إلى إغلاق الوحدات بعد العثور على أعداد كبيرة من جِيف الحمير فى الترعة أمام قرى قطور».
مصادر: سماسرة يشترون الحيوانات الهزيلة بـ600 جنيه ويبيعون جلودها بـ3 آلاف.. والصين تستورد 8 آلاف قطعة من مصر سنوياً لاستخدامها فى تصنيع المنشطات الجنسية
وأضاف: «صدرت تعليمات لمسئولى محطات المياه بتحليل عينات من المياه كل ساعتين، مع غلق أى محطة فوراً، فى حال أظهرت نتائج التحاليل وجود أى تهديدات للسلامة العامة، نتيجة عدم صلاحية المياه للشرب، على أن يتم تشغيل محطات المياه الارتوازية كبديل لسد احتياجات المواطنين من المياه، لحين إعادة تشغيل المحطات السطحية مجدداً».
وأكدت مصادر فى ديوان عام محافظة الغربية لـ«الوطن»، أن سماسرة الجلود يشترون الحمير الهزيلة من المواطنين بمبالغ تتراوح بين 500 و600 جنيه فقط، ثم يذبحونها للحصول على جلودها التى تباع بنحو 3 آلاف جنيه تقريباً، موضحة أن «جلود الحمير أصبحت تجارة مربحة بعدما ارتفعت أسعارها مؤخراً، مع الإقبال الكبير عليها من جانب مستوردين صينيين لاستخدامها فى المستحضرات الطبية والدوائية».
وأشارت المصادر، التى طلبت عدم ذكر اسمها: «فوجئنا بزيادة أعداد جيف الحمير مسلوخة الجلد الملقاة فى الترع والمصارف، خاصة فى ترعة القاصد، كما تضرر منها المسئولون والمواطنون بكفر الشيخ، بعدما جرفتها المياه إليهم، فخاطبوا الأجهزة التنفيذية فى الغربية لتطهير الترع»، مضيفة: «طالبنا مسئولى الرى بعدم فتح بوابات الترعة، وشن حملات دورية لتطهيرها من الحمير».
من جهته، قال رئيس مركز ومدينة قطور، اللواء أحمد عزت: «كلفنا لجنة بالمتابعة والمرور الدورى على ترعة القاصد بالتنسيق مع الرى، لتطهيرها من الحمير النافقة، ومنع وصولها إلى كفر الشيخ»، مشيراً إلى أن «الحملة انتشلت نحو 250 حماراً نافقاً خلال شهر واحد، وتولت مديرية الطب البيطرى دفنها فى المدافن الصحية».
وشدد على استمرار أعمال تطهير الترع دورياً، «إلا أن بعض المواطنين معدومى الضمير، يواصلون إلقاء الحيوانات النافقة فيها يومياً، لذلك خاطبنا الجهات الأمنية لملاحقتهم، بالإضافة لتوجيه الوحدات المحلية فى القرى إلى توعية الأهالى بخطورة إلقاء الحيوانات فى الترعة على الصحة العامة».
وكشف مسئول فى مديرية الطب البيطرى بالغربية عن تلقى العديد من البلاغات بالعثور على رؤوس الحمير داخل أجولة، وأخرى ملقاة فى الترع والمصارف، موضحاً: «تبين أن عدداً من السماسرة يشترون الحمير الهزيلة من المزارعين بأسعار زهيدة لا تتجاوز الـ600 جنيه، للحصول على جلودها، وبيعها للتجار بأسعار مرتفعة، قبيل تصديرها للصين، التى تسعى لاستيرادها من جميع أنحاء العالم، خاصة الدول الأفريقية، ووصل السعر إلى 300 دولار تقريباً».
وأضاف: «الجهات الوحيدة المصرح لها بذبح الحمير فى مصر هى كليات الطب البيطرى، التى تدرس مادة التشريح للطلبة، وحدائق الحيوان والسيرك القومى، حيث تستخدم الحمير فى إطعام الأسود»، موضحاً: «تصدر مصر 8 آلاف قطعة جلد حمير سنوياً إلى الصين، لاستخدامها فى صناعة عدد من الأدوية، بينها المنشطات الجنسية، والجيلاتين، بالإضافة إلى أدوية علاج أمراض الدورة الدموية والدوار، والكريمات الخاصة بقرح الساق، وذلك وفقاً لاتفاقية مع الصين حصلت على ترحيب الحكومة المصرية، لأن هذا النوع من الجلود ليست له استخدامات محلية».
وقالت مصادر أمنية إن مديرية أمن الغربية تمكنت من ضبط عدد من الأشخاص متلبسين بذبح الحمير، وسلخ جلودها، إلا أنها فوجئت بصدور قرارات من النيابة العامة بالإفراج عنهم، ما شجعهم على الاستمرار فى أعمالهم، كما شجع آخرون على العمل فى هذا المجال، فى ظل ارتفاع أسعار جلود الحمير عالمياً».