عجز فى الأطباء.. والمدرسون خريجون جدد بلا خبرة
أطفال الواحة في طريقهم للمدرسة
التعليم، والزواج المبكر، والرعاية الصحية، من الأمور التى تواجه الواحة العديد من المشاكل بها، فبُعد الواحة وعزلتها، ووجودها على بعد 306 كيلومترات عن أقرب مكان يوفر التعليم العالى، وهو محافظة مطروح، ساعد فى اقتصار التعليم بالنسبة لأبناء الواحة على الثانوية العامة والدبلومات الفنية، فيما عدا قلة قليلة استطاعت أن تستكمل تعليمها وتترك الواحة إلى جامعتى الإسكندرية ومطروح، ولم يستطع القيام بهذا التحدى سوى قلة قليلة من الذكور، وليس الإناث، فالعادات والتقاليد تمنع الفتاة من التعليم، كما يذكر أحمد بلال، أحد أبناء سيوة.
ويتابع «بلال»: «نأمل أن تكون هناك نظرة على التعليم، من أجل أبنائنا وبناتنا الذين يريدون أن يلتحقوا بكليات الهندسة والطب، ولا يستكملون تعليمهم بسبب العزلة، والظروف المعيشية الصعبة التى تجعل تكلفة الانتقال للإسكندرية وغيرها من المحافظات التى بها جامعات، تكلفة عالية».
وناشد «بلال» الدولة، بما أن المكان زراعى وتقام به مهرجانات، أن يتم إنشاء كلية أو اثنتين بالواحة، لإتاحة التعليم العالى لأبناء سيوة، فالواحة لن ترتفع إلا بأبنائها، ولن يأتى أحد ويقطع هذه المسافة لخدمتها، حسب قوله.
أما عن المدارس فتعانى هى أيضاً، بحسب محمد عمران، من أهالى الواحة وموظف بمجلس المدينة، من عجز فى عدد المدرسين فى عدد من المواد الدراسية، حيث يأتون فى بداية تكليفهم، ولا تكون لديهم خبرة كافية للتدريس، وحين يصقل أحدهم بالخبرة، بنهاية الخمس سنوات، يترك الواحة، والمدارس لا تعمل بكفاءة لعدم وجود ما يجذب المدرس للاستمرار فى سيوة، فيتركها بمجرد انتهاء فترة تكليفه، وبمجرد انتهاء انتدابه يعود إلى مدينته، وبعضهم يحاول أن ينقل من قبل انتهاء فترة انتدابه، لذا فإن المستوى التعليمى للطلاب سيئ، وهناك عجز بالمدارس فى مدرسى بعض التخصصات.
وتعانى الواحة إلى جانب ذلك، من عجز الأطباء، ويقول «عمران»، إنه لا يوجد إخصائيو رمد، أو أنف وأذن وحنجرة، وأشعة، وأوعية دموية، وعلاج طبيعى، وعناية مركزة، وإخصائى مبتسرين، ويؤكد: «لا يوجد سوى دكتور تخدير واحد، وهو يوجد فى الواحة لمدة 15 يوماً فى الشهر، فيما يغيب عن الواحة الـ15 يوم الأخرى»، حيث فترة إجازته التى يترك فيها الواحة.
ويعتمد أهالى الواحة بشكل كبير على الأعشاب فى العلاج والتداوى، ويتنافس عدد منهم فى هذا المجال، وما ساعد على رواجه بينهم هو وجود أزمة فى التداوى الكيميائى. يقول عبدالرحيم الدميرى، من أهالى الواحة، إن الواحة تعتمد فى تشخيص الأمراض والعلاج، بشكل كبير، على القوافل الطبية التى تأتى للواحة كل فترة، فهناك قافلتان طبيتان تأتيان للواحة من جامعة الإسكندرية سنوياً، و2 من الروتارى، وقوافل على فترات متباعدة للشباب المتطوعين، فيما تتعامل الواحة مع الحشرات السامة عبر «الترياق» الذى يُعد فرض عين، ويتناوله جميع من يعيش فى الواحة، كحصانة ضد التسمم من الحشرات السامة، حيث تقلل هذه المادة لمن تناولها تأثير مفعول «السم»، حتى يتم معالجته، وإزالة السم من الجسم.