كانت إذاعة القرآن الكريم تذيع صوته منفردا لمدة عشر سنوات، بعد أن سجل أول مصجف مُرتل برواية حفص عن عاصم في العالم، وسجل أخر برواية ورش عن نافع في وقت لاحق، كما كان أول من سجل المصحف المعلم.
كما اُبتعث في المؤتمر الإسلامي الأول في الهند، وقرأ القرآن في حضور الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس الهندي جواهر لال نهرو وزعيم المسلمين بالهند، كما قرأ القرآن في الأمم المتحدة أثناء زيارته لها، وقرأه في قاعة الكونجرس في البيت الأبيض، بالإضافة إلى ترتيله للأيات الكريمة في القاعة الملكية وقاعة هايوارت المطلة على نهر التايمز في لندن.
هو الشيخ محمود خليل الحصري، الذي سُمي بهذا الاسم نسبة إلى أبيه الذي كان يعمل بصناعة "الحصير" من جريد النخل، الذي بدء مشواره مع علوم القرآن الكريم مبكرا، حيث أتم حفظه في سن الثامنة في كُتاب القرية، ثم تعلم القراءات العشرة في الأزهر، وأخذ شهادة في هذا التخصص، الذي أهله للتفرغ في علوم القرآن، وساعده في ذلك تميز صوته وأدائه، حصل على الترتيب الأول في أختبارات الإذاعة على جميع المتقدميين، ثم توالت نجاحته في مسيرته للقرآن الكريم، حيث كان قارىء المسجد الأحمدي بطنطا، كما كان قارىء مسجد الحُسين.
إن "الشيخ الحصري" أول من نادى بنقابة لقراء القراءن الكريم، لرعاية مصالحهم، كما كان الأول على جيله من القارء في مصر والعالم الإسلامي، فقد تدرج في الكثير من المناصب والألقاب حتى وصل لان يكون القارء الأول في كل بيت من بيوت العالم الإسلامي، من مفتش للمقارىء المصرية، ووكيلأ لمشيخة المقارىء المصرية، ومراجعا ومصححا للمصاحب بلاأزهر الشريف، ورئيس لجنة مراجعة المصاحب بالأزهر، ثم شيخ عموم المقارئ المصرية، وعين مستشارا فنيا لشئون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف، وأختيرمن قبل إتحاد قراء العالم الإسلامى رئيسا لقراء العالم الإسلامي بمؤتمر اقرأ بكراتشي بباكستان، كما عُين خبيرا بمجمع البحوث الإسلامية لشئون القرآن الكريم أو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إلى أن أصبح رئيس إتحاد قراء العالم، وهو حاصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد العلم.
وصلت الكتب التي ألفها "الشيخ الحُصري" إلي 13 كتاب، منها "القراءات العشر من الشاطبية والدرة"، "مع القرآن الكريم"، "رحلاتى في الإسلام"،"لنهج الجديد في علم التجويد". وقد توفي "الشيخ الحصري" في مساء 24 نوفمبر 1980، وكان يعمل قبل وفاته على بناء مسجد ومعهد دينى ومدرسة تحفيظ بمسقط رأسه قرية شبرا النملة، وأوصى بثلث ماله إلى خدمة القرآن الكريم وحفظته.
تعليقات الفيسبوك