اللافتات العربية مهددة بالإزالة في "سوريا الصغيرة" بإسطنبول
صورة أرشيفية
لافتات ملونة.. ومصابيح مضيئة.. ودعوات للشراء بالعربية: هذا هو حي أكسراي بإسطنبول، أو كما يعرف باسم "سوريا الصغيرة".
هذه المشاهد ربما تتغير قريبًا، في إطار حملة على ما يسميه أحد المسؤولين المحليين "التلوث البصري".
فالأسبوع الماضي تلقى سكان وشركات حي أكسراي أمرا إداريا بضرورة التخلص من كل ما يتراكم على واجهات المباني، خاصة ما يتعلق بلافتات المتاجر والشركات.
وهذه الأوامر هي الأحدث من بين سلسلة من المساعي على مدار السنوات الثماني الماضية لإلزام واجهات المتاجر بمعايير موحدة تتطلب أولا أن تكون جميع اللافتات باللغة التركية، التي تستخدم الأبجدية اللاتينية.
كما تسعى تلك الأوامر أيضًا إلى إزالة أي لافتات بلغات أخرى، أو بمصابيح النيون، أو مصابيح الصمامات الثنائية الباعثة للضوء (إل إي دي).
توعد بعض السوريين المقيمين هناك - الذين يبلغ عددهم حاليا ما يقرب من 3 ملايين - بتجاهل تلك الأوامر، التي يرون فيها هجوما على ثقافتهم. فيقول محمد باسل سكر، مدير مطاعم سورية في إسطنبول "سأدافع عن حقوقي لأنني لست متفقا مع هذا القرار".
سكر (45 عاما) يحمل الجنسيتين التركية والسورية، ويقدر أن ثلثي متاجر أكسراي مملوكة لسوريين أو يديرونها. كما يتوقع اندلاع اشتباكات بالشوارع في حال سعت السلطات لإزالة اللافتات العربية.
ويضيف "يمكنك الوثوق بأنهم إذا حاولوا تطبيق تلك الأوامر بالقوة، فستكون الصورة كريهة في أكسراي".
البعض يقول إن لافتة نشاطه يجب أن تكون مكتوبة باللغة العربية كي يتعرف عليها عملاؤهم من السوريين، وكثر منهم من اللاجئين القادمين من حلب المحاصرة.
يقول سامر أبو دان مدير مطعم "المحروسة" :" إذا أزلنا لافتتنا قد نضطر لإغلاق المطعم ونغادر".
ويقول المسؤولون الاتراك حملة إزالة اللافتات غير التركية إنها جزء من مبادرة لتجميل حي الفاتح بوسط اسطنبول والذي تضم حي آكسراي- أيضا.
المسؤولون ينكرون أي مخطط مناهض للسوريين أو للغة العربية.
وقالت الناطقة باسم حي الفاتح نورشان البيرق في رسالة إلكترونية بعثت بها للأسوشيتد برس "هذا ليس مشروعا خططنا له اليوم" مؤكدة أن حي الفاتح جزء من شبه جزيرة تاريخي يتطلب "تناسقا جماليا" ووصفت انتشار اللافتات غير التركية المضاءة بشكل زخرفي بأنها جزء من مشكلة "التلوث البصري".
كثير من رجال الأعمال في حي أق سراي ومنهم محمد غندوز مالك مطعم كباب يؤيدون تلك الجهود.
"وقال "أريد من الجميع وضع لافتات بالتركية.. لن تبقى التركية إذا تحولت كل اللافتات للافتات عربية.. كيف سنعرف أننا أتراك؟".