قافلة علماء "الأوقاف" بالإسماعيلية: إحياء الوقف من أهم منطلقات التنمية
وزير الأوقاف
انطلقت قافلة علماء الأوقاف، برئاسة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة بمحافظة الإسماعيلية، حيث ألقى أعضاء القافلة خطب الجمعة بالمساجد الكبرى بالمحافظة، وكان موضوع خطبة الجمعة الموحدة بعنوان "مال الوقف.. حرمته وتنميته ودوره في خدمة المجتمع".
وأبرز علماء القافلة مكانة الوقف وخصوصيته، مؤكدين أن إحياء الوقف في الوقت الحاضر هو من أهم منطلقات التنمية للوصول بالمجتمع إلى أرقى معاني الأخوة الإنسانية.
ومن على منبر مسجد الرحمة بالنجع القديم، أكد الدكتور محمد إبراهيم حامد، الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة بالوزارة، أن الصحابة الكرام (رضي الله عنهم) تسابقوا في وقف كثير من أموالهم وحبسها في أوجه الخير والبر، حتى قال سيدنا جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما): "مَا أَعْلَمُ أَحَدًا كَانَ لَهُ مَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَْنْصَارِ إِلاَّ حَبَسَ مَالاً مِنْ صَدَقَةٍ مُؤَبَّدَةٍ لاَ تُشْتَرَى أَبَدًا وَلاَ تُوهَبُ وَلاَ تُورثُ".
ولقد سجَّل التاريخ بأحرف من نور صورًا مضيئة للصحابة الكرام الذين أدركوا هذا الفضل في الوقف، وأيقنوا أن ما عند الله خير وأبقى، فتسابقوا في الخيرات، وأوقفوا أموالهم في سبيل الله صدقة جارية.
ومن على منبر مسجد الشيخ سليمان قراجة بقرية العوايضة، أوضح الدكتور ياسر معروف خليل الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة بالوزارة أن مال الوقف هو مال الله (عز وجل)، وهو لما أُوقِفَ له، فشرط الواقف كنص الشارع ، فهو واجب النفاذ، ما لم يُحِل حرامًا أو يُحَرّم حلالاً، ومن ثمَّ تجب المحافظة عليه وتنميته واستثماره، ويحرم أكله أو تضييعه، أو التحايل بأي حيلة لاستباحته، أو الاعتداء عليه أو تسهيل الاستيلاء عليه أو الإهمال في حقه وعدم المحافظة عليه فإن ذلك إثم كبير وجرم عظيم، ومن ثمة فاحترام خصوصية الوقف ورغبة الواقف والحفاظ عليهما أمر لا مفر منه ولا محيص عنه، والضرورات في ذلك تقدر بقدرها دون توسع، كشأن من يضطر إلى أكل الميتة من أجل الحفاظ على الحياة، كما أن مال الوقف بمثابة مال اليتيم وأشد، فكلاهما نار تحرق جسد من يقترب منهما بغير حق في الدنيا والآخرة، حيث يحول هذا المال الحرام حياة آكله إلى جحيم في الدنيا.
ومن على منبر مسجد الإيمان، أشار الدكتور أحمد سعيد أحمد عضو المركز الإعلامي بالوزارة، إلى إن للوقف أثرًا كبيرًا ودورًا عظيمًا في بناء المجتمع في كثير من المجالات الاجتماعية، من رعاية طلاب العلم، وعمارة المساجد، وبناء المدارس والمستشفيات، وعلاج المرضى، ورعاية المحتاجين من الفقراء والأيتام والأرامل، وكفالة المحتاجين من ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم، فهو يسهم إسهامًا كبيرًا في بناء المجتمع وتحقيق أمنه واستقراره، ويقضي على الفقر من خلال رعاية الفقراء والمحتاجين ورفع مستواهم الصحي والتعليمي والمعيشي، ونشر روح التعاون والمحبة والتواصل والتراحم بين أبناء المجتمع.
وأوضح أن استثمار أموال الوقف وتنميته صورة من صور المحافظة عليه حتى لا تأكلها النفقات، فمال الوقف هو أمانة في أعناق المجتمع بأسره، لأن نفعه يتعدى الأفراد إلى المجتمعات، وليس مِلْكًا لفِئَة معيَّنة من الناس، والقائمون عليه إنَّما هم أُمَناء في حِفْظه وتحصيله، وصَرْفه لأهْله، فلا يحلُّ لأحدٍ أن يعتديَ عليه، أو يأخُذَ منه ما لا يستحقُّ، لأن ذلك يُعد خيانة وظُلمًا واعتداءً على جميع المسلمين.