«الوطن» داخل «خط الألواح الشمسية»: 192 لوحاً كل 8 ساعات
تجميع ألواح «الخط» بعد إنتاجها
افتتح المهندس إبراهيم محلب، خلال رئاسته مجلس الوزراء، يونيو 2015، خط إنتاج ألواح الطاقة الشمسية، «الفوتوفولتية» فى الهيئة العربية للتصنيع، لتوسع مصر فى إنتاج الطاقة النظيفة، «الوطن» تجولت فى خط الإنتاج، بصحبة كبار مسئولى «العربية للطاقة المتجددة»، الذين أكدوا أن اقتحام شركتهم سوق الطاقة المتجددة مع نظرائهم من شركات وزارة الإنتاج الحربى، والشركة العربية للبصريات، يأتى للوفاء باحتياجات الدولة المتزايدة من الطاقة، ومعاونة الدول الشقيقة والصديقة.
مدير الخط: نسبة خطأ 0.5%.. واللوح صالح للاستخدام لمدة 20 عاماً وينير شقة ويشغل مروحة وثلاجة لـ 6 ساعات حال «انقطاع الكهرباء»
ولفت المسئولون إلى أن «الخط» يعمل بتكنولوجيا إيطالية حديثة، وردت إلى «العربية للتصنيع» فى 2015 ليبدأ العمل بها بطاقة إنتاجية للألواح تكفى لإنتاج 52 ميجاوات من الكهرباء سنوياً، فى حال العمل على 3 ورديات متتالية، فترة عمل كل منها 8 ساعات.
وأكد مسئولو «الشركة» أن لديهم خطة طموحة لتطوير الخط بمعدات حديثة ظهرت فى الشهور الماضية لتتواكب مع أحدث التكنولوجيات العالمية، مع إضافة معدات جديدة لمضاعفة إنتاجية المصنع إلى 100 ميجاوات من الكهرباء، بالتعاون مع كبريات الشركات العالمية.
«زهران» لدينا خطة لزيادة التصنيع المحلى لمكونات اللوح.. والخط يوفر 40% من سعر المستورد
وقال المهندس هيثم زهران، مدير خط الإنتاج، لـ«الوطن» إن لوح الطاقة الشمسية الواحد يتكون من 60 خلية، مرتبطة فى اللوح بشكل أتوماتيكى ويجرى لحامها معاً، مضيفاً: «لحام الخلايا فى لوح واحد يتم فى دقيقتين ونصف فقط، والخلايا يجرى استيرادها من دول جنوب شرق آسيا، لأن إنتاجها فى مصر يتطلب استثمار 5 أو 6 أضعاف الاستثمار القائم فى الشركة حالياً، كما أن استيرادها أكثر جدوى اقتصادية حالياً لإنتاج قدر كبير من الخلايا الشمسية التى تعمل عليها الشركة».
وأوضح مدير خط إنتاج الألواح الشمسية، أن طبقات الخلايا الشمسية تُغلف بطبقتين، الأولى بمادة عضوية تحيط بالخلية فوقها، وأسفلها، تعمل على ترابط الطبقات المختلفة الموجودة فى اللوح الشمسى مع لوح زجاجى يكون أعلاها، لافتاً إلى أن اللوح الواحد يكون من 5 طبقات، ويوضع فى فرن يكون درجة حرارته 145 درجة، وسط ضغط 1 بار ليخرج لوح شمسى مثلما يراه المواطن العادى.
وأشار «زهران» إلى أن خط الإنتاج يقوم بعمليات تصنيعية بسيطة، وأغلب العمل يتعلق بالتجميع، وأن لوح الطاقة الشمسية يتكون من 60 خلية بطاقة 260 وات، ويمكن زيادة عدد تلك الخلايا، ومساحة اللوح لزيادة الطاقة المولدة منه.
وأوضح أن أكثر إنتاج للخط هو من الألواح العاملة على محطات الطاقة الشمسية، وفوق أسطح المنازل، وهناك لوح أصغر يجرى إنتاجه لأعمدة الكهرباء، وبعض المكونات الداخلة فى المنتج يمكن تصنيعها محلياً، وتسعى الشركة لزيادة نسبة التصنيع المحلية فى اللوح بدلاً من اقتصار التصنيع المحلى على خطوة تصنيعية واحدة، وهى فرن إخراج اللوح، والتجميع.
ولفت «زهران» إلى أن خطوة التجميع داخل الخط ليست بسيطة، حيث تتم على 9 خطوات للتصنيع والاختبار، ما يقلل من تكلفة اللوح الواحد عنه فى حالة استيراده بقرابة 40%، ويوفر بالتبعية عملة صعبة للدولة. مشيراً إلى أن أسفل اللوح توضع مادة عازلة، منعاً لتسرب نسب من الطاقة الشمسية، ويجرى تركيب وسيلة لأخذ طاقة شمسية من اللوحة، مع إمكانية وجود بطارية لتخزين تلك الطاقة.
وأوضح أن اللوحة الواحدة يمكنها تخزين 500 كيلووات من الكهرباء، تكفى للإضاءة وتشغيل مروحة، وثلاجة فى شقة، لمدة من 4 إلى 6 ساعات، فى حال انقطاع الكهرباء، ويمكن زيادة أعداد الألواح لزيادة الكهرباء المنتجة، وبإمكان المواطن العادى بيع فائضه من الكهرباء للدولة.
وأشار مدير خط الإنتاج، إلى أن هناك جهازاً إلكترونياً متخصصاً يفحص كل خلية على حدة قبل تجميعها، ويفحص علاقة فرق الجهد، مما يحدد قدرة الخلية، ومن ثم فرز الخلية، وفى حال وجود عيوب فى الخلايا المفحوصة تُعاد العبوة كاملة إلى المورد.
وتابع: «اللوح الزجاجى المستخدم حرارى يتحمل درجات الحرارة المرتفعة، التى تصل لـ250 درجة مئوية، وهو يمتص الشمس للخلية، ومن ثم ينتج الكهرباء، ويجرى ربط الخلايا الشمسية بعضها البعض، بواسطة ماكينة يدخل إليها سلك نحاس مطلى قصدير، حيث إن التوصيلة الكهربية للنحاس عالية، بينما القصدير مادة لحام تعمل على تجميع الخلايا مع بعضها، لتخرج فى النهاية من الماكينة بشكل هندسى متناسق، وبدقة شديدة».
وأشار «زهران» إلى أن الوردية الواحدة للعمالة داخل الخط مكونة من 16 عاملاً، ومهندسين، وينتجون فى 8 ساعات فقط 192 لوحاً شمسياً، وهم يعملون الآن «وردية ونصف»، ينتجون فيها 270 لوحاً. لافتاً إلى أن عمالة الخط جرى تدريبهم على أحدث المستويات العالمية، وهناك عمليات تجميع يدوى تتم داخل الخط مثل إزالة الزيادات الموجودة فى مواد اللوح، وتجميع الإطار الألومنيوم للوح الشمسى، وتركيب «البوكس» الذى يخرج تياراً من اللوح الشمسى الذى يُلصق بواسطة مادة السيلكون.
وأكد مدير الخط أن كل خطوة تجرى داخل الخط يتبعها عملية اختبار، فقبل دخول اللوح إلى فرن تجميع الطبقات المختلفة، يتم قياس فرق الجهد الخارج من اللوح الواحد بعد تعرضه لضوء، والذى يجب أن يتراوح بين 24 و27 فولت، ثم اختباره إلكترونياً وفى حالة وجود عطل فى أى خلية أو مشكلة يتم إزالتها، وتركيب أخرى مكانها بشكل فورى. كما يستخدم فى تلك العملية جهاز متطور يخرج صورة ضوئية للوح الشمسى، وفى حال وجود «شرخ» حتى «الميكرو»، أو لحام ردىء يظهر، ويجرى علاج المشكلة بشكل فورى.
وعن نسبة الخطأ المسموح بها فى خط الإنتاج، شدد «زهران» على أن هناك مهندسى تفتيش، يراجعون عمل المصنع بشكل دائم، ونسبة الخطأ لا يجوز أن تزيد على 1.5%، لافتاً إلى أن نسبة خطأ خط الإنتاج الخاص به تتراوح بين نصف و0.7% فقط على أعلى تقدير.
وحول طريقة استخدام المواطن أو الشركات للوح الطاقة الشمسية بعد شرائه، قال إن هناك طريقتين لاستغلاله فى توليد الطاقة الكهربائية، الأولى عبر توصيله على الشبكة القومية للكهرباء دون تركيب بطارية تخزين له، ومن ثم يأخذ المواطن الكهرباء من الشبكة، وحين انقطاع الكهرباء يمكن أن يأخذ من اللوح، لافتاً إلى أن المواطن يبيع الكهرباء للدولة بسعر أكثر مما يشتريه، ومن ثم يكون لديه ربح.
أما الخيار الثانى فهو تركيب بطارية، واستغلال لوح الطاقة الشمسية فى توليد الكهرباء له فقط. مشيراً إلى أن العمر الافتراضى للوح الطاقة الشمسية الواحد يصل إلى 20 سنة، وعملية صيانته لا تحتاج أى جهد غير طبيعى مثلما يصور البعض، ولا تحتاج مهندساً متخصصاً، وفنى كهرباء عادى يستطيع علاج المشاكل، والتأكد من توصيل المنظومة الكهربائية ببعضها فقط.
وأشار إلى أن اللوح الزجاجى المركب على الخلية، يصونها من الأتربة وعوامل الجو، وأن الأتربة تُزال بواسطة قطعة من القماش المبلل فقط، وفى حال وجود أتربة عالقة يمكن استخدام الصابون.