فريق إنقاذ كوبرى «أبوالعلا»: مواطن ونائب وفنان تشكيلى
لوحة كوبرى أبوالعلا لإبراهيم شهاب
فريق إنقاذ من نوع خاص يزداد عدد أفراده يوماً بعد آخر، مهمته الوحيدة البحث عن «كوبرى أبوالعلا» التاريخى، ومحاولة إدراج إعادته إلى الحياة على أجندة اهتمامات الدولة، الحنين، حب البلد، واحترام التاريخ، ثلاثة أسباب تدفعهم إلى هذا العمل الجاد، الصورة تبدو محبطة بعض الشىء لكن النتيجة تستحق العناء.
الأول يقترح تحويله لمزار.. والثانى يجمع معلومات عن الجهة المسئولة عنه.. والثالث يحذر من إهماله
الكوبرى الراقد أسفل كوبرى الساحل بروض الفرج، اُفتتح عام 1912 ليربط بين حى «الأغنياء» الزمالك، و«البسطاء» بولاق أبوالعلا، محمد عمر خطاب، واحد ممن انتقدوا الإهمال الذى تعرض له الكوبرى، فالدولة التى تتناقض تصريحات حكوماتها بشأن الكوبرى لم تف بوعد واحد يتعلق به، تتبع الأمر على طريقته الخاصة ببحث صغير على الإنترنت فكانت النتيجة الصادمة: «آخر تصريحات كانت بين 2014 و2015 عن تحويله لمزار سياحى وظهور أوراق وصور ومخططات للمشروع، لكن مات كل شىء».
أسامة حبيب، كان أحد العاملين بمشروع تفكيك الكوبرى عام 1998، حزن اعتراه أثناء العمل لكن الخطة المعدة له جعلته يعمل بجد، انتهى التفكيك ومر 18 عاماً، ما زال يذكر الخطة التى تم إعلانها بعد تفكيك الكوبرى وهى تعويمه وعمله مزاراً سياحياً وكازينو لكن عملية التشويه طالت تحت كوبرى الساحل، لذا انضم إلى المطالبين بالإفراج عن التاريخ: «لازم يرجع والخطة تكمل زى ما وعدوا الشعب».
«الحملة الشعبية للمطالبة بعودة كوبرى أبوالعلا»، «كوبرى أبوالعلا راح فين؟» عدد من الحملات الإلكترونية تم إطلاقها لأجل الكوبرى، لم تكن الوجه الوحيد للجهد المبذول من أجل استعادته، الدكتور أحمد إبراهيم شهاب، الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية جامعة بنها وصاحب أول لوحة فنية عن الكوبرى، اشترتها منه الدولة عام 2001 لتصبح ضمن مقتنيات متحف الفن الحديث لا يزال تشغله قصة الكوبرى: «إزاى شىء بهذا القدر من الجمال يترمى تحت كوبرى الساحل للنهب»، الأمر الذى دفعه لمحاولة تخليده بالرسم.
لا ينسى أستاذ الفنون الجميلة، الذى أعد دراسته للدكتوراه حول أعمال المستشرقين الفنية فى مصر، كل هذه المرات التى تأمل فيها تكوينات الكوبرى المهيبة مؤكداً: «اللى مشى فوق كوبرى أبوالعلا يعرف يعنى إيه يشوفه وهو بيتقطع حتة حتة عشان يتكهن»، عضو جمعية المحافظة على التراث يقترح الإسراع بالاستفادة من الكوبرى سواء بالخطة القديمة المعلنة بشأنه، أو بضمه ضمن مشروع القرية التى يقترح إقامتها لكنه فى كل الحالات ينعى حالة النزف المستمرة لآثار البلد وشخصيتها التى يتم إهدارها مع كل مرة يقام بها مشروع جديد أو يتم خلالها إزالة كيان قديم: «لا بد من اتباع المنهج العلمى فى تحديث المدن، وأن يكون فى كل وزارة مجموعة من أساتذة الفنون مع التخطيط، وأن يكون هناك تقرير فنى بشأن كل خطوة لأن ما يحدث فى كل مرة مذبحة».
اللواء أشرف عزيز إسكندر، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، يعمل حالياً على جمع معلومات حول الجهة المسئولة عن الكوبرى والجهات القادرة على المساهمة فى حل المشكلة: «مفيش حد فى سنى ماعداش على الكوبرى وله فى قلبه ذكريات طيبة»، ولا يزال يحمل الكثير من اللوم والغضب من صاحب قرار فكه: «لحد النهارده شايفه قرار غير صائب، وما زلت أتخيل اللحظة التى يعاد فيها تركيب الكوبرى وترميمه، أراه مزاراً عالمياً رائعاً، الناس فى كل البلاد تحاول اختراع مزارات سياحية ومشاهد جميلة طبيعية أو مخلقة، ونحن لدينا كوبرى فريد من نوعه نفرط فيه بهذا الشكل ونهمله!»،
طلب إحاطة قريب بشأن الكوبرى يجهزه النائب: «عاوز أنشن صح، وأخاطب الجهة القادرة فعلاً على التصرف، هل هى وزارة السياحة، الإسكان، مجلس الوزراء، محافظة القاهرة، الآثار أم الثقافة؟»، مقترحاً تحويل الكوبرى إلى ملتقى ثقافى وفنى: «ناس ترسم وناس تلعب مزيكا وسياح تاخد صور حلوة ومطاعم محترمة».