أقارب «عبدالله» خطفوه فى توك توك «توهان» من أجل الفدية.. «أبوه مريّش والمليان يكب على الفاضى»
الطفل يتوسط خاطفيه
لم يتخيل صاحب «توك توك» أن كلمة «توهان» التى كتبها على خلفية مركبته ستقود رجال المباحث لكشف تفاصيل جريمة خطف طفل دارت فصولها بقرية مزاتا التابعة لمركز جرجا بمحافظة سوهاج، وانتهت فصولها بتمكن رجال المباحث من الوصول للخاطفين داخل مدينة جرجا عقب مرور 3 ساعات من الواقعة، بعد أن التقط أحد الصبية عبارة «توهان» من على التوك توك، لتكون الخيط الأول الذى انطلق من خلاله رجال المباحث وتمكنوا فى ساعات معدودة من فحص معظم شوارع المدينة وقراها للبحث عن التوك توك والقبض على الخاطفين، حيث تبين أن من بينهم اثنين من أقارب الطفل وآخر صديقاً لهما، وتم تحرير الطفل وإعادته لأسرته قبل أن يتمكن خاطفوه من الاتصال بأسرته وتحديد مبلغ وتمت إحالتهم للنيابة العامة وأمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
طفل قاد المباحث لكشف لغز الجريمة بعد 3 ساعات من ارتكابها
البداية بلاغ تلقاه اللواء مصطفى مقبل، مدير أمن سوهاج، من «أزهار. ص» وتقيم قرية مزاتا دائرة مركز جرجا بقيام مجهولين يستقلون دراجة نارية «توك توك» باختطاف نجلها الطفل عبدالله، عامين، أثناء لعبه أمام المنزل، انتقل رجال المباحث بقيادة العميد خالد الشاذلى، مدير المباحث الجنائية، والعقيد أحمد الراوى، رئيس فرع بحث الجنوب، وضباط مباحث مركز جرجا، وتم تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة، وبدأ رجال المباحث فى مناقشة عدد من شهود الواقعة عن الخاطفين، وأوضح أحد الصبية الموجودين بالمنطقة أنه لاحظ كلمة مكتوبة على ظهر التوك توك وهى «توهان»، وبعد أن التقط رجال المباحث أول خيط، فريق منهم تعامل معها، أما الفريق الآخر فاستمر فى مناقشة شهود الواقعة وفحص ظروف وخلافات أسرته مع الجيران وأقاربه، وانطلق ضباط مباحث جرجا، وهم الرائد وليد الفولى، رئيس المباحث، والنقيب عزت سليمان، والملازم أول حاتم عبدالحق معاونا المباحث، فى سباق مع الزمن للوصول للخاطفين قبل هروبهم خارج دائرة المركز، وقسّم الضباط أنفسهم لمجموعات بصحبتهم عدد من المخبرين السريين، حيث ترك الضباط سيارات الشرطة وبدأوا فى رحلة بحث داخل شوارع مدينة جرجا، وذلك وفق تعليمات مدير الأمن الذى وجه بضرورة البحث بصورة عاجلة فى مدينة جرجا، لأن الجناة لن يحتفظوا بالطفل داخل أى قرية لسهولة اكتشاف أمرهم من قبل الأهالى.
المباحث ضبطت متهماً على «قهوة» وأرشد عن الهاربين والنيابة حبستهم 4 أيام على ذمة التحقيق
وتمكن رجال المباحث من رصد التوك توك المستهدف متوقفاً أمام أحد المنازل بعد مرور ساعتين من الواقعة، بشارع فرعى بمدينة جرجا، ونصب رجال المباحث كميناً لضبط أى شخص يستقل التوك توك، وبعد مرور ساعة على كمين رجال الشرطة توجه أحد الأشخاص إلى المركبة المتوقفة وقام بتشغيلها والسير بها فى الشارع فانقض عليه رجال المباحث وألقوا القبض عليه، حيث تبين أنه يدعى «حسن. ن. م»، ويقيم دائرة قسم جرجا، وبمناقشته أقر بارتكاب واقعة الخطف بالاشتراك مع كل من «بيومى.ع.غ، ومحمد. ا. م»، ويقيمان بمركز جرجا ابنى عمومة الطفل المختطف وذلك لطلب فدية مالية من والده، وقال المتهم الأول «حسن. ن» لرجال المباحث إن الطفل تم اقتياده إلى شقة سكنية توجد فيها إحدى قريباته وتم إيهامها أن الطفل تركته والدته فى الشارع ويقوم بالبحث عن أسرته، وهى لا تعلم أن الطفل مختطف، تمت مداهمة مكان احتجاز الطفل وتحريره وإعادته لأسرته، وتمكن رجال المباحث من ضبط المتهمين الآخرين، حيث تبين وجودهما على أحد المقاهى بمدينة جرجا، واعترف الأخيران بأنهما كانا يمران بضائقة مالية وفكرا فى خطف الطفل عبدالله، لأن والده يعمل مقاولاً فى الكويت وحالته المادية ميسورة، وأنه سوف يدفع أى مبلغ يطلب منه «حالته حلوة والمليان يكب على الفاضى»، وأضافا أنهما كانا ينويان طلب نصف مليون جنيه مقابل إطلاق سراحه، وأنهما اتفقا مع صديقهما سائق التوك توك على اختطاف الطفل ووافقهما على طلبهما، لأنه الآخر كان يمر بضائقة مالية، وأكد لهما أنه سيتمكن من إخفاء الطفل لدى إحدى قريباته بمدينة جرجا لحين دفع مبلغ الفدية، أضاف المتهمان أنهم لم يكونوا يتوقعون أن تصل إليهم الشرطة بهذه السرعة، وكانوا يعتقدون أن جريمتهم لن يتم كشفها.
تحرر عن ذلك المحضر رقم 4026 إدارى مركز شرطة جرجا وتمت إحالة المتهمين للنيابة العامة، وبالعرض على نيابة جرجا بإشراف المستشار أحمد عبدالباقى، المحامى العام لنيابات جنوب سوهاج، أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد لهم فى الميعاد القانونى.