الخلاف فى عهد مرسى يتحول إلى حرب.. إذا غابت الدولة فافعل ما شئت
تبدأ الحكاية بحدث بسيط، سرعان ما يتطور ويتحول إلى حرب ضارمة، تسفر عن قتلى ومصابين، فى غفلة من السلطات، التى تنتفض عادةً بعد فوات الأوان، لتشجب وتدين، ثم تهدأ إلى أن تشتعل أزمة سياسية جديدة.
أحداث «الخصوص» التى شهدت عمليات عنف، لم تنته إلا بعد تشييع جثث 7 ضحايا، تلاها مباشرةً اشتباكات «الكاتدرائية المرقسية» فى منطقة العباسية، التى سقط فيها نحو 89 مصاباً وقتيلين.
المشهد الدامى لم ينته عند هذا الحد، فبعدها بأيام قليلة، اندلعت أحداث جامعة المنصورة، التى حاصرتها حركة «أحرار» السلفية، للمطالبة بإقالة رئيسها، إلى أن تحولت الجامعة لساحة قتال، استُخدم فيها السلاح الأبيض والحجارة والشماريخ لمدة 12 ساعة، فى مشهد أقرب إلى حرب شوارع.
«غياب الدولة، وخوف الرئيس من محاسبة أهله وعشيرته»، هما السببان اللذان ساقهما المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، وكيل مؤسسى الحزب الاشتراكى المصرى، لتفسير المشهد الحالى، فهو يرى أن معظم أحداث العنف، يكون الفاعل فيها أحد التيارات الدينية، التى يحرص الرئيس على عدم نشوب أى خلاف معها، لأنها أكبر قوة داعمة له، بدليل أن الجماعات الجهادية تمرح فى سيناء، دون أدنى خوف، معلقاً: «علينا ألا ننتظر أن يقوم الرئيس بحساب أهله وعشيرته، والمواطن الذى يلجأ للعنف، فى النهاية هو يقلد رئيسه».
الدكتور نائل السودة، أستاذ علم الاجتماع السياسى، يرى أن العنف الذى نشهده على الساحة، ليس عشوائياً، إنما هو مخطط، فأحداث جامعة المنصورة كشفت أن العنف مرتب، ويهدف إلى تخويف المتظاهرين من معنى كلمة سلمية، كذلك تخويف الأقباط، ودفعهم إلى الانزواء، وهو ما حدث خلال أحداث الكاتدرائية، تحت سمع وبصر الشرطة.
أحداث الاتحادية، التى شهدت عمليات قتل وتعذيب، تحت إشراف الشرطة والجيش، بحسب «السودة»، كانت الدافع الأساسى لانتشار العنف، حيث عمد الإخوان خلالها إلى توصيل رسالة، مفادها: نحن على استعداد للقتل والتعذيب من أجل السلطة، لذا لم يجد الشعب أمامه وسيلة للرد سوى اللجوء لنفس الأسلوب.
الأسباب التى ساقها المحللون لتفسير مشهد العنف، أضاف إليها إسلام لطفى، المتحدث باسم حزب التيار المصرى، سبباً آخر وهو عدم إعادة هيكلة الدولة، خاصةً الشرطة، من قبل الرئيس، مؤكداً أنه لولا البيروقراطية، التى تتميز بها الدولة، لكان الانهيار هو حليفنا.