شباب وفتيات يفضلون العمل بـ«الموهبة» على الشهادة الجامعية: «مابقتش بلد شهادات خالص»
فتاة تفضل العمل كمصممة أزياء بدلاً من العمل بشهادتها الجامعية
التعليم هو المحرك الأساسى للمجتمعات وهو من شروط تقدم أى دولة، ولكن الأعداد الضخمة التى تتدفق من الجامعات إلى سوق العمل المصرية بحثاً عن فرصة، جعلت الكثير من الشباب يستغنون عن فكرة البحث عن فرصة عمل لها علاقة بتخصصهم الجامعى، والبعض الآخر فضلوا تنمية مهاراتهم فى مجالات أخرى رأوا أنها تحقق ذاتهم غير مكترثين بتلك السنين التى قضوها فى كلياتهم يدرسون فى تخصصات مختلفة تماماً عن تلك التى سيقررون العمل بها بعد ذلك محطمين ذلك التابوه الذى تعبر عنه إلى حد ما مقولة «بلد شهادات صحيح».
«مروان» يستغل عمله كمهندس فى الإنفاق على الإخراج.. و«هند» فضلت تصميم الأزياء على العمل فى مجال المحاماة
بالرغم من أن مروان هو أحد خريجى كلية الهندسة بأكاديمية «أخبار اليوم» إلا أنه قرر استكمال طريقه فى مجال آخر تماماً وهو الإخراج، يقول «مروان»: «دراستى للهندسة كانت رغبتى ولكننى موهوب فى التمثيل وسبق أن حصلت على جائزة أحسن ممثل وأول جمهورية على مستوى الجامعات عام 2011 واشتركت بالتمثيل فى 9 مسرحيات، وعند تخرجى أثبتُّ نفسى كمهندس اتصالات بإحدى شركات الاتصالات الكبرى، ولكننى خضت أول تجربة إخراج من خلال أول عرض مسرحى تفاعلى مصرى بمسرحية اسمها (نهاية أيام الأرض) والحمد لله نجح بشكل أكبر مما توقعت، وبالرغم إن مفيش مخرج ولا مؤلف ولا جهة إنتاج وافقت تاخد الخطوة على فكرتى إلا إن إيمانى القوى بيها وصلنى إنى آخد قرار إنى أكتب النص وأنتجه وأخرجه».
يتابع مروان «أنا حريص إنى أكمل شغل فى مجالى وكمان أكمل فى الإخراج وده برغم أن تكاليف إنتاج المسرحية من مرتبى الشخصى وليس هناك دعم من أى جهة».
القصة نفسها تكررت مع هند إسماعيل التى اتجهت إلى مجال تصميم الأزياء بالرغم من كونها من خريجى كلية الحقوق، تقول هند «درست حقوق وكان عندى شغف أن أصبح محامية وسعيت كتير لتحقيق الحلم ده، وحاولت التدريب بأكثر من مكان ولكن نظام التعليم فى البلد والمرار اللى شفته فى الكلية وطريقة التعامل مع المهنة دى خلانى أرجع أفكر كتير وأصبت بحالة اكتئاب، وفى آخر عام فى الجامعة راودتنى فكرة أنا وصديقتى بحكم موهبتى بالرسم وهى أن نتجه لمجال تصميم الأزياء، وبالفعل ذهبت لدراسة وتعلم رسم الموديل بشكل صحيح وبعدها قمت بشراء الأقمشة وبدأنا أنا وهى فى تصميم أزياء المحجبات».
تتابع هند «بدأنا بتوسيع فكرتنا وعملنا صفحة وجروب على الفيس بوك لتسويق أعمالنا، وبدأ شغلى يظهر وتجيلى طلبات لفساتين ولبس كاجول، وحالياً باتدرب فى ورش خياطة وقص ورسم الباترون وبحاول أجهز مكان مش بس هكتفى بالتسويق على النت».
أحمد طارق مصطفى، تخرج من كلية علوم إدارية وعمل موظفاً بمجلس النواب ولكنه اتجه إلى مجال آخر وهو التصوير، يقول أحمد «من صغرى وأنا بحب التصوير والكمبيوتر ولكن درست علوم إدارية (business administration) وحينما تخرجت تم توظيفى فى مجلس النواب بقطاع الحسابات وعندما جاءت الفرصة لأعمل مصوراً لم أتركها تفلت منى وتمسكت بها وأصبحت مصوراً فى البرلمان وحققت حلمى بأن أصبح مصوراً، فأنا لا أجد سبباً واحداً يمنع الإنسان من أن يترك حلمه والشىء الذى يحبه حتى وإن كان سيبذل مجهوداً أكبر ولكن تحقيق حلمك يستحق ذلك».
حسام هيكل، يعمل الآن محاضر تنمية بشرية، وذلك بالرغم من أنه لم يحصل على مؤهل جامعى عالٍ، فبعد حصوله على دبلوم صنايع تنقل «حسام» بين أكثر من عمل، ولم يمانع أبداً أو يشعر بالملل أو اليأس ولكنه كان يعلم أنه سيصل قريباً إلى عمل يشعر فيه براحة نفسية وبأنه الأقرب إلى ميوله الشخصية، فى البداية عمل كمساعد مدير تشغيل فى أحد المصانع، وبعدها بفترة وجيزة قرر ترك وظيفته تلك لينتقل إلى أخرى ويعمل مدير مبيعات وعندما أثبت كفاءته أخذ يتدرج فى المناصب حتى أصبح نائب مدير إقليمى لقطاع مبيعات الشرق الأوسط ثم مدير إدارة تطوير التسويق والمبيعات ثم مدير البرامج التسويقية.
يقول «حسام»: «بالرغم من نجاحى فى هذا المجال وتوقع من حولى باستمرار تقدمى فيه، إلا أننى لم أشعر أن هذا هو آخر المطاف»، يتابع «سِبت كل ده وببدأ من جديد وبادرس علم شرعى ولغات وعلوم حديثة ومبادر فى نشر الوعى الوقائى فى الجامعات، ومكمل علشان أحقق هدفى وهو إنى أقوم بتأسيس مؤسسة (عيل يشرف)» هذا ما قاله «حسام»، كما أكد أن هذه المؤسسة ستسهم فى تغيير مفهوم الفشل لدى الجميع.