تفاقم أزمة نقص الأدوية بالإسكندرية وعبوة «المحلول الملحى» بـ 150 جنيهاً
عماد
فى تصاعد جديد لأزمة «نواقص الأدوية» تفاقمت ظاهرة نقص المحاليل الطبية بالإسكندرية، أمس، خاصةً فى المستشفيات الأهلية، حيث ارتفع سعر عبوة «المحلول الملحى» نحو 150 جنيهاً، فى الوقت الذى أكدت فيه الصيدليات عدم وجود كميات كافية من المحاليل، وأن ما لديها من مخزون يكفى لمدة أسبوع واحد فقط.
ورصدت «الوطن» خلال جولة لها على عدد من المستشفيات الخاصة شكاوى المئات من الأهالى بسبب ارتفاع أسعار المحاليل الطبية فى المستشفيات الخاصة، بعدما تسببت «السوق السوداء» فى ارتفاع سعر العبوة الواحدة إلى أكثر من 100 جنيه فى معظم المستشفيات، فيما وصل سعر العبوة فى بعض المستشفيات الأخرى إلى 150 جنيهاً، أى بزيادة تتراوح بين 90 و140 جنيهاً للعبوة، فيما شهدت مستشفيات وزارة الصحة والوحدات الصحية التابعة للوزارة - بدورها - نقصاً شديداً فى المحاليل الطبية، وخاصة «محلول الملح» الذى يستعمل فى أكثر الحالات، حيث تم استبداله فى بعض الحالات بـ«المياه المقطرة».
«سوق الدواء السوداء» ترفع أسعار المحاليل فى المحافظة والمستشفيات الخاصة والصيدليات «بلا مخزون»
وقالت «ياسمين شاهين»، مسئول مخازن المنتزه الدوائية الطبية بالإسكندرية، إن نقص المحاليل الطبية ما زال مستمراً على أرض الواقع، بالرغم من صدور عدد من التصريحات والوعود بتوفير المحاليل، مشيرة إلى أن المحاليل الطبية الموجودة لدى مستشفيات وزارة الصحة تكفى لمدة أسبوع واحد فقط. وأضافت «شاهين» لـ«الوطن» أن الوحدات الطبية يتم تزويدها بعبوة أو اثنتين على الأكثر يومياً، لسد احتياجات «الضرورة القصوى» فقط، منوهة إلى أن «المستشفيات لديها الأولوية، نظراً لاحتياج المئات من الحالات للمحاليل الطبية بصفة يومية».
وقال «محمد صادق»، مسئول الصيدليات الأهلية بنقابة الصيادلة بالإسكندرية، إن المحلول الملحى يأتى على قمة «جدول الأدوية الناقصة»، مؤكداً أن «المستشفيات الأهلية هى أحد المحركات الرئيسية للتجارة غير المشروعة فى الأدوية والمحاليل الطبية، والتى أصبحت تُباع فى السوق السوداء كغيرها من السلع الأساسية والضرورية للمواطنين.
وفى سياق متصل، يجرى الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة والسكان اجتماعات شبه يومية مع قيادات الإدارة المركزية للشئون الصيدلية بحضور الدكتورة رشا زيادة رئيس الإدارة لدراسة خطط الإدارة لتوفير الدواء وسرعة تسجيله خلال الفترة المقبلة.
وقال مصدر مسئول بالوزارة لـ«الوطن» إن «عماد الدين» يناقش مع إدارة الصيدلة وضع السوق الدوائية بأكملها ويبحث آليات توفير الدواء وفى التوقيت ذاته المحافظة على صناعة الدواء وتحقيق هامش ربح مناسب للشركات يمكّنها من استمرار استيراد المواد الخام ومستلزمات الإنتاج وخاصة بعد ارتفاع أسعارها بعد القرارات الاقتصادية الأخيرة بـ«تعويم الجنيه» وتحرير سعر صرف الدولار التى أقرتها الحكومة بداية نوفمبر الماضى.
وأضاف المصدر أنه من المقرر أن تنتهى هذه الاجتماعات وأن يتم اعتماد الخطط والآلية الجديدة اليوم أو غداً «على أقصى تقدير» لافتاً إلى أن وزير الصحة سيعرض ما تم التوصل إليه على مجلس الوزراء على أن يتم الإعلان بشكل رسمى عن آليات توفير الدواء خلال الفترة المقبلة مع نهاية الأسبوع الحالى.