تموين «فوزى» ولا طوابير الحكومة: ديليفرى «لحد البيت»
«فوزى» يرفع لافتة تحمل عرضه لتوصيل السلع دون مقابل
يهل الشهر الجديد ليزحف ملايين المواطنين إلى «البدال» مهللين بقدوم السلع التى باتوا لا يرون بعضها إلا من الشهر للشهر فى ظل موجة الغلاء واختفائها من الأسواق، ليمتلئ الشارع عن آخره، ووسط زحام الأرجل، والتدافع بالأيدى، والتسابق للحصول على السلع، لا مكان لمسن أو معاق فى صراع «الزيت» و«السكر» و«الأرز»، إلا أن «محل الناغى» كان له رأى آخر، وقرر أن يفعّل خدمة «التموين ديليفرى».
ينقل السلع لكبار السن والمعاقين دون مقابل
«اللى واقفين فى الطابور دول بيبقى فيهم أبويا وأمى وأخويا وخالى، ومش قادرين، حرام ييجوا يقفوا ويتبهدلوا كل شهر»، ذلك هو ما دفع بـ«فوزى الناغى»، بدال التموين الخمسينى، المقيم بحى الكويت فى بورسعيد، للمبادرة بتوصيل السلع التموينية إلى كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة «لحد البيت» مع بداية كل شهر، ودون أى مقابل، إلا أن الفكرة كانت تحتاج إلى الدعم الرسمى، حتى لا يتهمه أحد بالتلاعب، أو إخراج مواد تموينية بدون وجه حق. عرض «فوزى» الأزمة على المسئولين عن التموين بمحافظته، ونسق معهم بعرض خدمة «الديليفرى»، ووجد ترحيباً منهم ورعاية، ووضع آلية لتوفير الراحة لكبار السن: «تواصلت مع الأستاذ مجدى الخضر وكيل وزارة التموين ببورسعيد، والأستاذ ناصر ثابت مدير المديرية، ووجهونى بالحصول على صورة بطاقة من كل مواطن من كبار السن أو ذوى الاحتياجات الخاصة، وبيانات بالعنوان ورقم التليفون»، بعدها بدأ التواصل مع الجماهير على الأرض، وطباعة وتوزيع أوراق بالمبادرة فى الحى الكائن به المحل.
حمست مبادرة «ديليفرى التموين»، الشباب الجامعى فى بورسعيد على المشاركة كمتطوعين فى توصيل المواد التموينية لكبار السن فى المنازل: «جالى شباب من الجامعة، وأصحاب ابنى محمد فى كلية التربية، وعرضوا المشاركة متطوعين لتوصيل الحاجة للناس فى بيوتها»، بالرغم من الصدى الواسع الذى أحدثته المبادرة الجديدة، فإن «الناغى» لا يريد أى مقابل نظير فكرته ومجهوده إلا «الدعوة الحلوة» حسب قوله، متمنياً تعميم المبادرة على مستوى جميع المحافظات: «الواحد بيبقى مرتاح نفسياً لما يسمع دعوة حلوة من ست كبيرة، أو راجل كبير، دى بتبقى بمكسب السنة كلها، وياريت التموين ديليفرى تبقى فى كل مصر لكبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة».