دمشق وموسكو تطلقان تحذيرا لمقاتلي المعارضة في حلب
حلب
أصدرت الحكومة السورية وحليفتها روسيا، اليوم، تحذيرات قوية لمقاتلي المعارضة في أحياء شرق حلب المحاصرة، فيما قال أبرز دبلوماسي في موسكو إن مقاتلي المعارضة سيتم تدميرهم ما لم يتوقفوا عن القتال ويغادروا المدينة.
ورفضت دمشق أيضا أي وقف لإطلاق النار في حلب المتنازع عليها ما لم يتضمن مغادرة كل مقاتلي المعارضة من الجزء الشرقي للمدينة، مؤكدة أنها لن تسمح لمقاتلي المعارضة باستخدام الهدنة كفرصة "لإعادة تجميع قواهم."
يأتي الخطاب شديد اللهجة بعد يوم من عرقلة روسيا والصين مسودة قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بتطبيق هدنة تستمر سبعة أيام في حلب لإجلاء المرضى والمصابين ومنح عمال الإغاثة الإنسانية الوقت لتوصيل الغذاء والدواء إلى المدينة.
كانت روسيا، أبرز داعمي الحكومة السورية والتي تساعد في هجوم الحكومة على المدينة، قد عرقلت مرارا عدة قرارات في مجلس الأمن بشأن سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، للصحفيين في موسكو، متحدثا عن مقاتلي المعارضة: "من يرفضون المغادرة من تلقاء أنفسهم، سيدمرون. ليست هناك طريقة أخرى".
وفي دمشق، قالت وزارة الخارجية السورية، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا"، اليوم، إن الحكومة لن تسمح للمعارضة المسلحة بالتمتع بفرصة "لإعادة تجميع قواها ومسلحيها الإرهابيين وتلقي المزيد من السلاح والإمدادات العسكرية واللوجيستية والبشرية لاستكمال جرائمها بحق الشعب السوري" في المدينة المنقسمة، في إشارة إلى قصف المعارضة لغرب حلب الذي يقع تحت سيطرة الحكومة والذي أسفر عن مقتل 81 مدنيا في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا.
وأسفر هجوم الحكومة من أجل السيطرة على شرق حلب عن مقتل 341 مدنيا في الفترة نفسها، كما أسفر أيضا عن نزوح عشرات الآلاف على مدار الأسبوع الماضي، بحسب المرصد وجماعات ناشطة أخرى. ومنذ الثلاثاء الماضي، مكنت حملة ضارية جوية وبرية قوات الرئيس السوري بشار الأسد من استعادة أكثر من نصف شرق حلب الذي كان تحت سيطرة المعارضة.
وتحدث السكان في شرقي المدينة عن قصف عنيف وغارات طوال الليل.
وقال جودي الحلبي، ناشط يحتمي في حي مشهد "صاروخ ضرب الطابق الخامس من المبنى الذي نقيم فيه، لكن لحسن الحظ لم يصب أحد."
وفي مؤتمر صحفي في موسكو، انتقد لافروف ما وصفه بمحاولات الولايات المتحدة الأمريكية لفرض وقف القتال في حلب للسماح لمقاتلي المعارضة بإعادة التسلح والتزود بالمعدات. وقال إن "المحادثات الجادة مع شركائنا الأمريكيين لا تجدي نفعا".
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الكرملين "يأسف لصدور رد فعل أكثر من متواضع" من المجتمع الدولي بعد هجوم صاروخي على مستشفى عسكري روسي في حلب الاثنين، ما أسفر عن مقتل ممرضتين روسيتين.
وزعم مسؤولون روس أن مقاتلي المعارضة قدموا إحداثيات المستشفى لقوة أجنبية، بالرغم من عدم الإفصاح عن كنه تلك القوة.
وبعد خطوة الصين وروسيا في مجلس الأمن الدولي، اتهم دبلوماسيو الولايات المتحدة نظراءهم الروس بالمماطلة لكسب الوقت فيما تتقدم قوات الحكومة السورية في حلب.
والتقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بلافروف في روما الجمعة الماضية لمناقشة قضية حلب، لكن لم يكن هناك دليل بعد اجتماعهما على إحراز تقدم بشأن إعادة إحياء محادثات السلام السورية المتوقفة.