"الرئيس يلقي كلمة للشعب بعد قليل".. مع مراعاة فروق التوقيت بين مصر وأمريكا
ليس خطابا إنشائيا يمتد لساعتين، ولا حديث عن إنجازات غير ملموسة على أرض الواقع، أو تهديد ووعيد بإحضار الجناة خلال 24 ساعة، وإنما كلمة لم تتجاوز أربع دقائق، خرج بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما على شعبه، وذلك بعد وقوع انفجارين مساء أمس خلال ماراثون بوسطن بالولايات المتحدة.
رسالة أوباما لشعبه كانت دقيقة، ومضمونها أنه "يراقب الوضع، وأمر بتسخير كل الإمكانات لتأمين المنطقة، ويصلي هو وزوجته ميشيل من أجل الضحايا في بوسطن". ولم يشر أوباما بأصابع الاتهام لأي جماعة أو دولة على أنها المحرك لتلك التفجيرات، ولم يذكر في خطابه لفظ "إرهاب" أو "إرهابيين"، على عكس الاتهامات الغامضة وغير الواضحة من الرئاسة المصرية مع أي أحداث عنف تتصاعد في البلاد، وخطاب الرئيس الذي تصاحبه دائما أصابع التحذير، أو كما قال مرسي: "فيه إصبعين ثلاثة بيلعبوا في مصر، وهنقطعهم"، في إشارة غامضة لمدبري أحداث العنف.
رسالة أخرى وجهها خطاب أوباما عن احترام الشعوب، حيث أعلن أن خطابه سيكون في الساعة السادسة وعشر دقائق بتوقيت المنطقة الشرقية في الولايات المتحدة الأمريكية، أي بعد أقل من ساعة على التفجيرات التي هزت أكبر دولة في العالم، في حين خرج الرئيس المصري محمد مرسي في أول تصريح له عقب أحداث العنف أمام كاتدرائية العباسية بعد ما يقرب من ثماني ساعات، وهي ليست السابقة الأولى للرئيس، الذي أذيع حواره مع الإعلامي عمرو الليثي على قناة "المحور" بعد ثماني ساعات ونصف من تسجيله، في حين كان التشابه الوحيد بين خطابي الرئيسين الأمريكي والمصري جملة "الرئيس يلقي كلمة للشعب بعد قليل".