أهل ضحية مستشفى بورسعيد: «طردوه بتعليمات من المدير»
ضحية مستشفى بورسعيد
أثار حادث وفاة مريض يعانى من اضطرابات نفسية، خارج مستشفى بورسعيد العام، غضب المواطنين بالمحافظة، خاصة بعد أن أظهرت الصور المتداولة، فداحة الواقعة حيث ظهر الضحية بملابس متسخة وغير آدمية، وحمل الأهالى والنشطاء مسئولية وفاته لإدارة المستشفى العام، التى تعمد طاقمها طرده بدعوى أن ملابسه متسخة ويعانى من تبول لا إرادى. «الوطن» شاركت فى تشييع جثمان الضحية، حيث خرجت الجنازة من مسجد «التوفيقى» بحى العرب، لدفنه فى مقابر العائلة، وقال شقيق الضحية، جمال عبدالناصر درويش: «ظروفنا المادية صعبة جداً وأسكن فى دار للمسنين، ونحن 3 أشقاء ذكور وبنتان ووالدنا كان فرد شرطة وسمى الذكور بأسماء الرؤساء جمال عبدالناصر وأنور السادات والقذافى لحبه فيهم، وتوفى منذ فترة، شقيقنا أنور لم يكن له سكن وكان يمضى أيامه فى شقق أشقائى متنقلاً بينهم، ودخل المستشفى قبل وفاته لمدة 3 أيام وتم تصويره من قبل نشطاء حقوق الإنسان ثم أخرجته إدارة المستشفى، وبعد أن شعر بدوار سقط على الأرض فأصيب، ونقله الأهالى إلى المستشفى فشاهده مدير المستشفى وأمر التمريض والأمن بطرده خارج المستشفى لملابسه المتسخة وتبوله اللاإرادى وبالفعل أخذه اثنان من الأمن على الكرسى المتحرك وألقوا به خارج المستشفى».
واتخذ رواد مواقع التواصل الاجتماعى من تلك الواقعة مادة لكيل الاتهامات للمستشفى ووصل الأمر إلى نشر البعض ادعاءات بأن الضحية تعرض للضرب والسحل من قبل طاقم المستشفى، فضلاً عن اتهامهم للمدير بالإهمال الذى أدى إلى وفاة الضحية، فيما استنكرت زوجة شقيق المتوفى، تصرف إدارة المستشفى فى التعامل مع الفقراء الذين هم أولى بالخدمة الصحية من أى مواطن ميسور الحال، وتابعت متهكمة: «إدارة المستشفى تريد من المريض أن يدخل ببدلة لتهتم به فهى تأخذ بالمظهر»، وطالبت بمجازاة مدير المستشفى وبحق شقيق زوجها لأنه رغم ظروفه كان طيب القلب.
وأوضح مجدى فاروق، زوج شقيقة المتوفى، أن الضحية مكث فى المستشفى 3 أيام وحينما زاره نشطاء حقوق الإنسان للاستماع إلى شكواه تعمدت إدارة المستشفى طرده بناء على تعليمات المدير، وأضاف محتداً: «ضربوه وسحلوه ثم وضعوه على كرسى متحرك وطردوه خارج المستشفى حتى توفى، لو كان إسرائيلياً كانوا سيهتمون به.. ولو كان كلباً لوجد رعاية واهتماماً».
وروى اللواء زكى صلاح، مدير أمن بورسعيد، تفاصيل الواقعة لـ«الوطن»، مشيراً إلى أن قسم شرطة الشرق، تلقى إخطاراً من المستشفى الأميرى بوصول أنور السادات مصطفى محمد درويش، 47 عاماً، بدون عمل، مقيم بحى الزهور، جثة هامدة نتيجة توقف عضلة القلب وتم إيداع الجثة بمشرحة المستشفى، تحت تصرف النيابة العامة، وأضاف أنه عقب ورود الإخطار انتقلت الشرطة إلى مكان الواقعة والتقى الضباط بشقيق الضحية ويدعى مصطفى مصطفى محمد درويش، 65 عاماً بالمعاش، وبسؤاله أوضح أن المتوفى يعانى من اضطراب نفسى منذ فترة ويسير هائماً فى الشوارع والطرقات، ولم يتهم أحداً كما لم يشتبه فى وفاته جنائياً.
وأضاف أنه تقدم للشهادة فى المحضر المحرر بالواقعة كل من ميرهان إبراهيم أبوالريش، 20 عاماً، ممرضة بالمستشفى ومقيمة بحى الزهور وتامر عزمى عبدالغنى غريب، 34 عاماً، مراقب صحى بمديرية الشئون الصحية ومقيم بحى المناخ، وقررا أنهما أثناء وجودهما بالمستشفى شاهدا الضحية يدخل المستشفى فى حالة إعياء وشبه إغماء إلا أن العاملين بالمستشفى رفضوا علاجه وفحصه طبياً وقاموا بوضعه على «كرسى متحرك» وأخرجوه من المستشفى دون تقديم الرعاية الصحية له وتوفى بعد لحظات من طرده، واتهما إدارة المستشفى والأطباء بالإهمال والتقصير وعدم تقديم الرعاية الصحية اللازمة مما نتج عنه وفاة المريض.
من جانبه أعلن الدكتور عادل تعيلب مدير مديرية الشئون الصحية ببورسعيد، أنه أصدر قراراً بإحالة الواقعة للتحقيق العاجل فور وصول الصور إليه وعلمه بالواقعة وبعد تداولها على الفيس بوك وأنه لم يتم إسعافه من قبل الأطباء والتمريض حتى لفظ أنفاسه الأخيرة, فيما أعلن الدكتور شريف أبوجندى، مدير مستشفى بورسعيد العام، على صفحته بالفيس بوك «أن المريض تردد على المستشفى منذ 5 أيام ودخل الطوارئ وتم علاجه وصوره بعض النشطاء على صفحاتهم بالفيس بوك، وحضر إلى المستشفى جثة هامدة وقمت بكتابة تقرير وأحلت الأمر برمته إلى النيابة العامة وسوف تظهر الحقيقة كاملة».