مدير "التربية الخاصة" بـ"التعليم": عدم دراية الكثير من معلمي الصم بطبيعة دراستهم حقيقة
هالة عبد السلام
أكدت الدكتورة هالة عبدالسلام، رئيس الإدارة المركزية لشؤون التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم، أن المؤهلات التي تحظى بها مدارس التربية الخاصة عامة، والصم بصفة خاصة، موجودة من قديم الأزل في مصر، إلا أن الوزارة تسعى، في هذه الأثناء، لتطويرها، والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، وأن يكون لها الدور الأبرز في مساندة الطلاب من ذوي الإعاقة السمعية.
وأضافت عبدالسلام، في حوارها لـ"الوطن"، أن تأهيل المعلمين داخل مدارس الصم ربما توقف خلال السنوات الخمس الأخيرة للظروف الصعبة التي مرت بها مصر كلها في تلك الأثناء، موضحة أن الوزارة لديها مبادرة من شأنها إحداث تغيير كامل وملموس في واقع الطلاب من ذوي الإعاقة بصفة عامة، وإلى نص الحوار.
■ كيف يتم تأهيل مدارس الصم لاستقبال الاطفال من ذوي الإعاقة السمعية؟
المؤهلات الموجودة كلها موجودة من قديم الأزل منذ أن تم إنشاء مدارس التربية السمعية في مصر، ولكن القضية التي تشغلنا حاليا هي تطوير تلك المؤهلات بالمدارس، ومنها على سبيل المثال غرفة السمعيات، إضافة إلى أننا نحاول التواصل مع مختلف الجهات والتي من أبرزها وزارة الاتصالات لتوفير مزيد من أجهزة الكمبيوتر والسابورات الذكية التي تساعد الطلاب على مزيد من الفهم، والاعتماد على التكنولوجيا لتسهيل استقبال الطلاب للمعلومة، ولكننا نستطيع أن نقول أن المدارس مؤهلة إجمالا، بدليل أنها تستقبل الطلاب ويتعلمون فيها لغة الإشارة ويجيدون التعامل من خلالها مع المجتمع.
■ بماذا تفيد غرفة السمعيات طلابا من ذوي الإعاقة السمعية؟
أفضل من يجيب عن هذا السؤال هم المسؤولون في إدارة خاصة بالوزارة تسمى بـ"إدارة التربية السمعية"، ولكن يمكن القول بأن الطفل يتعلم في هذه الغرفة أساسيات لغة الإشارة والأبجدية الإشارية والتخاطب، علاوة على إمكانية استخدامها في تخفيف العبء على الطالب والمعلم، ويمكن استخدام وسائل حديثة تربط الطالب بالمجتمع كله، وأستطيع أن أضرب مثالا بزيارتي لمدرسة "أمل الصم" بالساحل، حينما شاهدت أحد الطلاب يكتب لي كلمة "بحبك"، على الكمبيوتر لأشاهدها دون الحاجة للتحدث بلغة الإشارة.
■ متى دخلت التكنولوجيا الحديثة لمدارس الصم؟
في الحقيقة يعد ذلك التقليد جديدا على مدارس الصم، لأن التكنولوجيا بدأت تطرق أبواب تلك المدارس بداية العام الدراسي "2015 - 2016"، وبات ذلك التقليد معمولا به في كل مدارس التربية الخاصة.
■ هناك العديد من الشكاوى التي وردت من الطلاب وأولياء أمورهم تفيد بعدم قدرة المعلمين على التواصل معهم داخل المدارس وافتقادهم للتحدث معهم بلغة الإشارة، ما ينتج عنه عدم تأهيلهم لاستكمال تعليمهم بشكل صحيح.. فما قولك في ذلك؟
للأسف الشديد ليست هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها ذلك الكلام، وأبلغني عدد من المعلمين، خلال جولاتي بالمحافظات، أنه لم يتم تدريبهم على التعامل مع الصم منذ أن بدأوا في مباشرة عملهم، خاصة وأن التدريب توقف تماما خلال السنوات الخمس الأخيرة نظرا للظروف الصعبة التي مرت بها مصر من عدم الاستقرار وعدم وجود الإستراتيجية الواضحة للأمور، وهذا الأمر، وإن كان يدعو للضيق، فهو يدعو أيضا للتفاؤل، لوجود طفرة في تدريب معلمي التربية الخاصة جميعهم بدءا من هذا العام، فقد انتهت الوزارة من تدريب 3500 معلم من التابعين لإدارة التربية الخاصة
■ وما هي الخطوات التي اتخذتها الوزارة في سبيل تدريبهم؟
تواصلنا مع وزارة الاتصالات من أجل تعليم المعلمين بمدارس الصم أحدث أنواع التكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى تعليمهم كل ما يتعلق بلغة الإشارة من أجل تنمية قدراتهم على شرح كافة المعلومات للطلاب من الصم، فضلا عن مبادرة شاملة ستطلقها الوزارة خلال الفترة المقبلة، من شأنها إحداث تغيير حقيقي في عملية تعليم ذوي الإعاقة بصفة عامة، والصم بصفة خاصة.
■ وماذا عن التحاق الطلاب من ذوي الإعاقة السمعية بالجامعات بعد إتمامهم مراحل تعليمهم الثلاث؟
لا يوجد ما يمنع أي طالب من ذوي الإعاقات السمعية من دخول أي جامعة حكومية إذا ما استطاع الحصول على المجموع الذي يؤهله لذلك في الثانوية العامة، بل والحصول على وظيفة مناسبة لهم، وهناك مؤتمر توظيفي حضرته الوزارة مع بعض خريجي مدارس التربية السمعية، وهناك العديد من الشركات التي طلبت توظيفهم، بالإضافة إلى أن الوزارة تتواصل مع عدد من الجامعات الحكومية لتنسيق عملية استقبالهم للمؤهلين من الطلاب الصم بشكل مريح دون أي تعسف معهم.
■ ما هي الأنشطة التي يمارسها الطلاب من الصم داخل مدارسهم؟
أجرينا دورة لكرة القدم للطلاب من ذوي الإعاقات السمعي في الفترة من 16 إلى 19 يونيو الماضي، في أول دورة كروية لمدارس الصم في تاريخها.
■ وماذا عن باقي الأنشطة؟
بالطبع هناك العديد من الأنشطة داخل مدارس الصم، مثل النشاط المسرحي مثلا، وأكبر دليل على هذا الكلام هو ذلك الطالب الذي ظهر في أحد البرامج التليفزيونية مع النجم محمد صبحي، ومثل معه المسرحية الخاصة بذوي الإعاقة، وأعتقد أن ذلك الطالب الأصم كان الأفضل بين الممثلين.
■ ما هي الأولوية الأبرز التي ستعملين على تنفيذها بخصوص مدارس الصم في الفترة المقبلة؟
توليت منصبي كرئيس للإدارة المركزية للتربية الخاصة منذ عام تقريبا، وحلمي الوحيد بالنسبة لمدارس الصم ألا يدخل هذه المدارس من لا يجيد التعامل معهم، لأن هناك شكاوى عديدة وردتني من الطلاب داخل تلك المدارس، أن هناك موجهين يدخلون للطلاب ويحاولون التعامل معهم دون أن يعرفوا شيء عن لغة الإشارة، ولكن لا داعي للتفتيش فيما فات، ودعونا نحاول أن نغير واقع هؤلاء الطلاب ونتيح لهم مزيدا من الفرص داخل ذلك المجتمع.