بالصور| "الفسطاط".. رحلات "مدارس الغلابة" تنعش الحديقة
حديقة الفسطاط
تذكرة الحديقة 3 جنيهات.. وألعاب الأطفال تنتشر بداخلها
بالقرب من البوابة الرئيسية لحديقة "الفسطاط" جلس طه أحمد، ينتظر أطفاله الثلاثة، المنهمكين في التنقل بين الألعاب المختلفة لـ"الملاهي" الموجودة داخل الحديقة، تجاوره حقيبتين كبيرتي الحجم، وضع فيهما القليل من الطعام والمشروبات.
تفتح حديقة الفسطاط، التي تستقر بالقرب من حي السيدة عائشة، أبوابها للزوار في العاشرة صباحًا، وحتى العاشرة مساءً، ولا تمنع دخول الأطعمة أو المشروبات، فقط "الدراجات" هي الوحيدة في قائمة الممنوعات، غير أن داخل الحديقة، توجد مساحة مخصصة لهذه الرياضة.
بصحبة أسرته المكونة من زوجته وأختها وثلاثة أطفال، حرص طه على دخول الحديقة للمرة الأولى، "سعرها رخيص" وخدماتها الجيدة، منحت الحديقة أفضلية لدى طه، ليزورها بصحبة أطفاله: "الأسعار هنا رخيصة والخدمة كويسة الملاهي باتنين أو تلاتة جنيه"، وهو الأمر الذي شجعه لزيارة الحديقة مرة أخرى في أقرب وقت.
يعمل طه، الذي لم يتجاوز الأربعين عامًا بعد، موظفًا في نفق الأزهر، ولم تمنعه بعد المسافة بين مسكنه والحديقة من زيارتها، وهو يرى أن الحديقة المكان المناسب للتنزه بالنسبة للأطفال، لكنها قد تكون غير مناسبة للعائلات، فالأماكن المخصصة للجلوس قليلة، كما أن الحديقة تعتبر الوجهة الأولى للرحلات المدرسية، بحسب حديث طه لـ"الوطن".
على مساحة خضراء تبلغ حوالي 10 كيلو متر مربع، تمتد حديقة "الفسطاط"، التي أدخل إليها مؤخرًا أكثر من 20 لعبة جديدة للأطفال، بالإضافة إلى "الطفطف"، ورخص ثمن تذكرة الدخول والبالغ 3 جنيهات، كل هذه عوامل جعلت من الحديقة قبلة رحلات المدارس الحكومية، فأول ما يمكن ملاحظته عند بوابة الحديقة، هو تكدس "أتوبيسات" المدارس، القادمة من مناطق مختلفة من أنحاء الجمهورية.
تحت ظل إحدى الأشجار، جلس شعبان السيد، مدرس اللغة العربية في إحدى مدارس العياط بالجيزة، يتناول وجبة خفيفة، ويراقب التلاميذ، فهو المشرف على الرحلة من قبل مدرسته، يتحدث لـ"الوطن" عن أن حديقة الفسطاط، هي المفضلة لمدرسته، في أغلب برامج الرحلات، بسبب أنها صالحة للأطفال في المرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى رخص ثمنها، فالرحلة بالتنقلات والطعام لا تتجاوز قيمتها الـ50 جنيهًا.. "أحيانًا المدرسين بيدفعوا من جيبهم كمان"، بحسب شعبان.
تنافس المساحات المخصصة للألعاب، وركوب الدراجات والملاهي، المساحة الخضراء في الحديقة، فيما تختفي "الكافيهات"، التي تستقر في نهاية الحديقة، حيث يقل عدد الزوار، الذي يشكل التلاميذ والأطفال الجزء الأكبر منهم، بينما يواصل مدرس اللغة العربية حديثه: "الجنينة دي تقريبًا معمولة للأطفال، هنا في ملاهي وتأجير عجل، وجناين ومساحات خضرا، وساحات مخصصة للألعاب المختلفة، المراحل التانية تروح حديقة دولية أو أي مكان تاني".
بالقرب من البوابة الرئيسية يستقر عدد من البائعين، أحدهم يبيع ألعاب الأطفال، وآخر "غزل البنات" وثالث "حمص الشام" والأخير "كشك" صغير، هؤلاء هم كل الباعة الموجودين في الحديقة، وبينما يقترب أحد الزبائن من "الكشك" يتحدث صاحبه "سيد" أن الأسعار هناك لا تختلف عن الأسعار خارج الحديقة.
يؤكد سيد أن المشروبات الغازية والعصائر والمياه، هي أكثر الأشياء التي يقبل على شرائها زوار الحديقة، بالإضافة إلى ألعاب الأطفال المختلفة.