«رشا» كانت عايزة تشوف أمها.. أبوها رفض وضربها لحد ما ماتت: «قتلتها يا حمادة»
الضحية
لم تشفع لها توسلاتها ولا صرخاتها، كان غضب الأب عارماً أعماه عن إدراك فظاعة ما يفعل، اسمها «رشا» ١٠ سنوات واسمه «حمادة» ٣٦ سنة، لم تردعه براءتها ولا هزالها، انهال عليها بالضرب وكأنه فقد عقله وراح يسدد لها اللكمات، الواحدة تلو الأخرى، وهى تصرخ لكن بدا أن صرخاتها وتوسلاتها لم تصل لأذنيه، تلاشى صوتها شيئاً فشيئاً وهى تردد «خلاص يا بابا، الحقنى، هموت» ولفظت الصغيرة أنفاسها بعد أن عجزت عن تحمل آلامها.
الجريمة البشعة شهدتها قرية الرياض التابعة لمركز أبوكبير بالشرقية وهزت أحداثها أرجاء القرية، حيث استيقظ الأهالى على نبأ العثور على جثة «رشا» 10 سنوات، ملقاة بجوار منزل والدها، لتتبادر الأسئلة لأذهانهم، ووسط حالة من التخبط والحيرة ردد البعض أنها ربما خرجت للهو وتوفيت، وآخرون رددوا أنها ربما قُتلت ولكن لم يخطر ببال أحد أن يكون والدها هو من قام بقتلها وإلقائها خارج المنزل.
خال الضحية: من يومين كانت بتبكى وسألتها: «مالك؟».. وبعد كده لقينا جثتها
«اعتاد أن يضربها وشقيقها الذى يصغرها بعامين، ومتخيلناش إن الموضوع ممكن يوصل للقتل، وإنه يموت أحد أطفاله بإيده» بتلك الكلمات بدأ «على رضوان» خال الطفلة حديثه قائلاً «تزوجت شقيقتى من المتهم منذ 12 عاماً وأنجبا الطفلة «المجنى عليها» وطفلاً آخر عمره 8 سنوات»، وتابع «طوال تلك السنوات نشبت العديد من الخلافات بين شقيقتى والمتهم وبدأت تزداد اليوم تلو الآخر وقام المتهم بتطليقها مرتين وبعد المرة الثانية تم الاتفاق على أن يحسن معاملتها حرصاً على مستقبل طفليهما وأبدى موافقته وتعهد بأن تكون الحياة بينهما مستقرة إلا أنه بعد فترة قصيرة تجددت الخلافات والمشاجرات حتى انفصلا للمرة الثالثة»، وأردف «بعد انفصالهما بشكل تام واستحالة الحياة بينهما مرة أخرى أصر المتهم على أن يعيش الطفلان معه، ومنعاً لحدوث مشكلات أو تضخيمها وافقت شقيقتى شرط أن يسمح لها برؤيتهما»، مشيراً إلى أنه فى البداية كان يعاملهما بشكل جيد ومع مرور الوقت ورغبة الطفلين فى العيش مع والدتهما بدأ الاعتداء عليهما بالضرب لمنعهما من التوجه لها، لافتاً إلى أنه كان يتم احتواء الأمر فى كل مرة دون أن يخطر بذهن أحد أنه يمكن أن يسوء الوضع لتتوفى فى النهاية الطفلة.
وعن تفاصيل الحادث قال «خال الطفلة» إن ابنة شقيقته قبل الحادث بيوم كانت تقف بجوار منزلهم منخرطة فى حالة من البكاء، وعندما توجه لها وسألها عما يبكيها أجابت أن والدها تعدى عليها بالضرب لطلبها الذهاب لوالدتها، لافتاً إلى أنه قام بتهدئتها ووعدها باصطحابها لمنزل والدتها، وبالفعل توجه لشقيق والدها وطالبه بأن تذهب معه لرؤية والدتها وسمح لهما بذلك، مشيراً إلى أنها توجهت لوالدتها وجلست معها بعض الوقت قامت خلالها بمداعبتها وإطعامها ثم حضر شقيق والدها واصطحبها لمنزل والدها مرة أخرى ثم فوجئنا فى اليوم التالى بأن الأهالى يخبرونهم بالعثور عليها جثة هامدة بجوار المنزل، وأردف الرجل الثلاثينى قائلاً: عندما توجهنا لمنزل والدها أخبرنا أنها خرجت من المنزل ثم فوجئ بالعثور عليها جثة هامدة، وعندما وجدوا آثار اعتداء بالضرب على الطفلة رفضوا دفنها حتى يتم توقيع الكشف الطبى عليها، وبالفعل أكد الطبيب أن وفاتها نتيجة الاعتداء عيها بالضرب وخنقها حتى توصلت الشرطة إلى أن والدها هو مرتكب الواقعة، الذى برر أمام رجال المباحث بأن ما حدث بسبب غضبه لبكائها ومطالبتها بالذهاب لوالدتها مدعياً أنه لم يكن يقصد.
كان اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطاراً من اللواء هشام خطاب، مدير مباحث المديرية، يفيد تلقى مركز شرطة أبوكبير بلاغاً من مستشفى فاقوس العام باستقبال المدعوة «رشا. ح. ع»10 سنوات، ومقيمة الرياض، مركز أبوكبير، جثة هامدة.
وقال الأب «حمادة. ع» 36 عاماً، عامل لحام، إنه عثر على نجلته ملقاة جثة هامدة بجوار المنزل، وبتوقيع الكشف الطبى عليها بمعرفة مفتش الصحة أفاد بوجود خدوش حول الرقبة من الناحيتين اليمنى واليسرى وخدوش أعلى الظهر من الناحية اليمنى خلف الإبط، ولا يمكن الجزم بسبب الوفاة، وتم التحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى فاقوس العام تحت تصرف النيابة العامة.
بإجراء التحريات السرية بمعرفة ضباط مباحث المركز برئاسة العميد أحمد عبدالعزيز رئيس مباحث المديرية تم التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة والد المجنى عليها لقيامه بالتعدى عليها بالضرب والخنق لمنعها من التوجه لوالدتها مطلقته، ما أدى إلى وفاتها، وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات اعترف بارتكاب الواقعة لذات السبب، تحرر المحضر رقم 8951 إدارى المركز لسنة 2016 وأخطرت النيابة التى تولت التحقيق، بإشراف المستشار وليد جمال، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الشرقية، وتم حبسه 15 يوماً على ذمة التحقيق.