مرض «البطانة المهاجرة» عند السيدات الحل بالهرمونات والمنظار
![مرض «البطانة المهاجرة» عند السيدات الحل بالهرمونات والمنظار](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/99391_660_2834418_opt.jpg)
أ. د. صبحى أبولوز أستاذ النساء والتوليد طب عين شمس
** توجد البطانة المهاجرة أو ما يسمى الإندومتريوزز على الغشاء البريتونى المبطن للحوض وعلى جانبى الرحم وحول قناة فالوب والمبيضين وعنق الرحم، وقد توجد هذه الأنسجة على جدران الأمعاء أو حول السرّة أو حتى أحياناً على الأعضاء التناسلية الخارجية، وفى بعض الحالات فى المثانة والحالبين، ووُجدت أنسجة البطانة المهاجرة فى جدار البطن، وفى الجروح السابقة مثل جرح الولادة القيصرية وجرح الزائدة الدودية، وعلى الحجاب الحاجز أو داخل الرئتين وأنسجة العين والمخ.
** أعراض الإندومتريوزز أو البطانة المهاجرة
- الآلام الطمثية، وما قبل الطمث، التى تكون أشد من آلام الطمث الطبيعية: ويتميز الألم المصاحب للبطانة المهاجرة فى معظم الحالات بآلام تبدأ مع بداية الدورة وتزيد بزيادة كمية الدم فى الأيام التالية من الدورة.
- آلام أثناء العلاقة الزوجية فى حالة وجود خلايا البطانة المهاجرة حول الأربطة المتصلة بعنق الرحم أو الميل الخلفى للرحم أو النسيج الموجود بين قناة المهبل وجدار المستقيم.
- آلام أثناء التبرُّز مع نزول دم فى البراز إذا كانت تحيط بالمستقيم أو قناة مجرى الشرج، أو حتى آلام ونزول دم مع البول إذا كانت الأنسجة حول أو داخل المثانة.
- تأخر الحمل، حيث يمثل حوالى 70% من حالات الإصابة بالمرض، فإذا كانت على المبيض تسبب ما يُسمى الأكياس الدموية (أكياس الشوكولاتة).
وقد تؤثر هذه الأكياس على التبويض وتضعف المبيض أو قد يزيد حجم الكيس، ويؤدى إلى ضمور وقلة المخزون من البويضات وتفاقم مشكلة العُقم، وإذا ما كانت أنسجة البطانة حول الرحم والأنابيب والمبيضين فهى تُسبِّب التصاقات داخل الحوض، مما يزيد من العقم والألم والتوتر والاكتئاب.
** أسباب مرض البطانة المهاجرة:
- الاستعداد الوراثى.
- الخلل الهرمونى.
ولكن أكثر الآراء تميل إلى نظرية الهجرة الفعلية للبطانة، سواء عن طريق ما يُسمى بالحيض المرتد أو الرجعى (حيث يعتقد برجوع دم الحيض فى الأنبوبين إلى الحوض بدلاً من خروجه من فتحة عنق الرحم) أو عن طريق انتقال البطانة من مكانها إلى المكان الآخر، أثناء عمليات فتح البطن أو حتى أشعة الصبغة أو المنظار الرحمى، فتتحرّك خلايا بطانة الرحم إلى مناطق أخرى فى الجسم وتلتصق بأجزاء أخرى مثل المبايض، المثانة، الأمعاء.
** تشخيص المرض:
يعتمد تشخيص مرض البطانة المهاجرة على عدة أشياء، تبدأ من التاريخ المرضى للمريضة.
- فحص المريضة إكلينيكياً أو بالموجات فوق الصوتية للحوض، حيث يُلاحظ إما وجود أكياس دموية على المبيضين أو وجود حبيبات أو تكتلات داخل الحوض.
- وأحياناً ما يُستخدم الرنين المغناطيسى للتأكد من وجود الأكياس الدموية على المبيضين.
- لقياس مخزون التبويض، تحليل «AMH».
- قياس هرمونات التبويض ثالث يوم نزول الدورة وهرمون البرولاكتين، وتحليل «CA125».
** طرق العلاج المختلفة:
** العلاج:
- تتوقف طريقة علاج مرض البطانة المهاجرة على أعراض المرض وسن المريضة ودرجة تقدّمها، وكذلك رغبة المريضة فى الحمل من عدمه.
ويعتبر أحد الحلول المثالية للبطانة المهاجرة، هو محاولة المساعدة لحدوث الحمل، حيث تُعتبر فترة التسعة أشهر للحمل وما قد يليها من فترة توقُّف الدورة أثناء الرضاعة فترة جيّدة لحدوث ضمور فى أنسجة البطانة المهاجرة.
وكثيراً ما نلجأ فى التحفيز على حدوث الحمل أو استخدام تقنية أطفال الأنابيب إلى تفادى مشكلات الالتصاقات وضعف التبويض المصاحبين للبطانة المهاجرة من خلال:
- العلاج الهرمونى الذى يعتمد على إعطاء هرمونات تضعف بطانة الرحم وتحد من نشاطها بشكل مباشر، مثل أقراص منع الحمل بشكل متصل لمدد تصل إلى ستة أشهر أو أكثر لوقف الدورة وتقليل الأعراض المتصلة بنزولها، أيضاً الأدوية التى تحتوى على هرمون «البروجيستيرون» التى تُدخل الجسم فى حالة مشابهة للحمل، وما يصحبه من ضمور فى البطانة.
كذلك من العلاجات الهرمونية الشائعة بعض أنواع الحقن التى تثبط نشاط هرمونات الغدة النخامية فى المخ المسئولة عن تحفيز التبويض فى المبيض، مما يتبعه من تثبيط للتبويض ووضع الرحم والمبيضين فى حالة خمول تشابه ما يحدث فى مرحلة سن اليأس لفترة مؤقتة. ولنفس السبب فقد يُعطى عقار «الدانازول» وهو أحد مشتقات هرمون الذكورة التى تضعف البطانة سواء بشكل مباشر أو عن طريق تثبيط هرمونات الغدة النخامية.
- الجديد هو استخدام عقار «داينوجست» البروجستيرونى «DIENOGEST 2MG».
- استخدام المسكنات للألم ومضادات «البروستاجلاندين».
- الجراحة فى حالات البطانة المهاجرة، وتتمثل فى مناظير البطن التى تستخدم لكىّ الأنسجة المنزرعة من البطانة المهاجرة، سواء عن طريق الليزر أو عن طريق الكىّ الحرارى، أيضاً تُستخدم المناظير لاستئصال الأكياس الدموية من على المبيضين، وأحياناً فى فك الالتصاقات البسيطة للحالات التى ترغب فى الحمل. أما فتح البطن فيبقى خياراً جراحياً أخيراً فى الحالات التى لا يصلح لها المناظير، ويُستخدم فى حالات الأكياس الدموية الكبيرة.
وفى الحالات المزمنة يصبح استئصال الرحم والمبيضين ضرورياً.
أخيراً يبقى ألا نهمل التشخيص المبكر والتنبؤ بوجود المرض فى أطواره المبكّرة، وكذلك دور تعديل نمط الحياة من ممارسة الرياضة.
كذلك نوعية الغذاء مثل الاهتمام ببعض أنواع العناصر الطبيعية والفيتامينات.