الدين لله والتفجيرات للجميع: «الجمعة» مسجد.. و«الأحد» كنيسة
الانفجار أثر على حوائط الكنيسة
لم يعد ثمة مجال للحديث عن فتنة طائفية تصنعها الأحداث الإرهابية، ففى أقل من ثلاثة أيام فقط تحققت الوحدة الوطنية على طريقة الإرهابيين، بين تفجير الجمعة الماضى، الذى وقع بالقرب من مسجد السلام بعدما زرع الإرهابيون قنبلتهم فى حديقته، إلى تفجير الأحد، الذى وقع بالكنيسة البطرسية فى محيط الكاتدرائية، ليثبت الجناة بالدليل القاطع أن الدين لله والتفجير للجميع، لكن السؤال الذى ظل يتردد: «الأمن فين؟» فما بين استهدافه فى الحادث الأول، وغيابه فى الحادث الثانى، تشارك الجميع حالة من غياب الشعور بالأمن.
الإرهاب والتقصير الأمنى لا يفرقان بين مسلم ومسيحى
المزيد من التفاصيل أشاعت المزيد من الرعب، ففى التفجير الأول بدا المجرمون على علم تام بمواعيد قوات الشرطة، وفى الثانى تمكنوا بسهولة شديدة أن يدخلوا إلى الكنيسة بكيلوات من المواد المتفجرة تتراوح بين ستة إلى ثمانية، الأمر الذى أثار تساؤلات الكثيرين: «إزاى؟». إيمان المصرى، الشابة التى تقطن بالقرب من إحدى الكنائس بمنطقة شبرا الخيمة تابعت الأنباء بقلق، فعلى الرغم من الحديث المتواصل عن تأمين دور العبادة والعناية بها، لا تلمح الشابة تأميناً يذكر: «مفيش غير راجل كبير بييجى من النقطة كل كام يوم يبص بصة وشايل بندقية شاكة إنها أصلاً بندقية صيد، وغفير قايم نايم فى الكنيسة من جوا يعنى لو اتزرعت قنبلة هيبقى أول بيت يتفجر مع الكنيسة»، لم تعد إيمان ترغب فى سماع المزيد عن «الإرهاب الغادر الذى لا دين له»، بل ترغب ككثيرين فى سماع إجابة واضحة عن سر غياب الأمن: «فين وزارة الداخلية. مش عاوزة صور تتحط مع شريطة سوداء، عايزة حماية وأمن».
قصور أمنى بلا شك، واختراق داخل بعض الأجهزة الأمنية، هكذا فسر اللواء جمال مظلوم، الخبير الأمنى، ما جرى بالحادثين الأخيرين، فهو لم يقلل من جهود الأجهزة الأمنية من ناحية، مدللاً عليها بالضربات الاستباقية فى كل من أبى زعبل وبنى سويف، لكنه لم ينف فى الوقت ذاته وجود تقصير.