أسرة حارس الكنيسة البطرسية تروي الدقائق الأخيرة قبل استشهاده
والدة الشهيد
طالبت أسرة الشهيد نبيل حبيب الذي لقي حتفه في الحادث الإرهابي، الذي استهدف تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة، وكان يعمل حارسا هناك، ويقيم مع أسرته، ومسقط رأسه بقرية "تندا"، التابعة لمركز ملوي بجنوب المنيا، بسرعة القصاص من مرتكبي الحادث.
وقال "صابر ميلاد عبدالله - 47 سنة - عامل بالكاتدرائية"، إن الانفجار وقع حوالي الساعة 10 صباحًا في الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية، و"كنت خارج الكاتدرائية، وسمعت صوت الانفجار فهرعت إلى الكنيسة، حيث يعمل الشهيد نبيل حبيب ابن عمي وشقيقه ظريف حارسان بها، وعندما دخلت وجدت نبيل غارقًا في دمائه ومنبطحًا على وجهه، وكنا نجمع الأحشاء التي تمزقت من شدة الانفجار، ونبيل توفي داخل المستشفي بعد نقله بحوالي ثلث الساعة، كما أن التأمين على الكنيسة لا يكفي، ولابد من تكثيف الإجراءات الأمنية حولها".
أما "رضا سمير عبدالله - عامل بالكاتدرائية"، وابن عم "نبيل"، والذي حمله إلى المستشفى، "كنا نجلس بعد القداس الأول وفي إنتظار القداس الثاني بالكاتدرائية، وفجأة سمعنا صوتًا مروعًا، فأسرعنا للخارج، فإذا بانفجار في الكنيسة البطرسية، هرعت إلى مكان الانفجار، وجدت نبيل ملقي علي الأرض على وجهه خلف باب الكنيسة، وبه بعض الأنفاس ظللت أصرخ لإنقاذه، وعندما مللت حملته بين يدي، وأوقفت ميكروباص ونقلته إلى المستشفى، ولكن روحه كانت قد صعدت إلي السماء، وظل نبيل ينظر لي طوال الطريق، وكان يريد أن يقول لي شيئًا، ولكنه كان عاجزًا عن الكلام، وعندما وصلنا للمستشفى لاحظنا إهمال كبير وبعدها تمت معاملتنا معاملة جيدة، ومكث حيًا بالاستقبال ما يقرب من ثلث ساعة وبعدها فارق الحياة".
وخيم الحزن والصمت على والدة الشهيد نبيل، التي يتجاوز عمرها 80 عامًا، وامتنعت عن النطق منذ سماعها الخبر، الذي سمعت به بعد يوم من الحادث، وخرجت عن صمتها لحظة لتبكي قائلة: "لم أكن أعلم أنها آخر مكالمة لي معه، ولم أرى ابني نبيل منذ عامين ولم أودعه في جنازته، وكنت أدعو له دائمًا بالعمر الطويل، لكن ربنا كان شايل له حاجة أفضل فاختاره عنده".
ويقول "أشرف حبيب عبد الله - 38 سنة"، شقيق الشهيد نبيل، كانت آخر مكالمة مع "نبيل" قبل حدوث الانفجار بحوالي ربع الساعة، عندما تلقيت منه اتصال، و"كان يطمئن علينا وعلى أمه، فهو كان يعمل حارس أمن بالكنيسة البطرسية، ونبيل منذ 15 يومًا، كان يدعو أن ينال الشهاده داخل الكنيسة، ويقول ياريت أموت شهيد".
فيما يؤكد "جمال حبيب"، شقيق "نبيل"، "نحن مع الكنيسة في كافة الإجراءات، التي سوف تتخذها، ولن نخرج عنها ونسلم الأمر لها، كما أن حادث الهرم كان قبل حادث الكنيسة بيوم واحد، ولم يأتوا بالفاعل وظلت الحكومة صامتة، وقبلها أكثر من حادث، اللي مش عاوز يشتغل في البلد دي يقعد في بيته"، وأطالب بالقبض علي الجناة والقصاص العادل حتى ترتاح الدماء في مثواها".