خبراء: الأسماء الحركية للإرهابيين تهدف للتمويه وتضليل «الأمن».. و«الإرهابى» الواحد له أكثر من اسم و«كنية»
مختار نوح
أوضح خبراء أن التضارب بين «كُنية» منفذ تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية أو «اسمه الحركى»، فى البيان الذى أصدره تنظيم «داعش» حول العملية، وبين الكُنية أو «الاسم الحركى» الذى أعلنته أجهزة الأمن المصرية لمنفذ التفجير، لا يعنى أنهما شخصان مختلفان، مشيرين إلى أن تلك ليست إلا أسماءً حركية للتمويه قد يحمل الشخص الواحد أكثر من اسم منها، تختلف من كل بلد إلى آخر، بل فى أكثر من مكان داخل الدولة نفسها.
«نوح»: وسيلة لإخفاء هوياتهم الحقيقية.. و«عبدالوهاب»: لحماية خلاياهم من الضربات الأمنية.. و«المقرحى»: الكُنى تختلف باختلاف الأماكن
وقال مختار نوح، القيادى الإخوانى المنشق، لـ«الوطن»: «الكنية لدى الجماعات الجهادية والتكفيرية تُستخدم فى عملية التمويه عن قوات الأمن لعدم معرفة هوياتهم الحقيقية، كما كانوا ينظرون إليها كذلك على أنها تبرّك بالصحابة الكرام، حيث تجد من يسمى نفسه أبوحفص وأبومحمد وأبوذر».
وقال أمل عبدالوهاب، القيادى السابق بتنظيم الجهاد المحظور: «الجماعات الدينية والجهادية اعتبرت فى البداية إطلاق الكنية للمدلول الدينى أكثر من أى شىء آخر، وقالوا إنها سُنة، ولم يكن هناك قيادة جهادية، إلا وتجدها ذات كُنية أو أكثر، فمنهم من يطلق على نفسه أبودجانة المصرى، وأبوحفص السورى، وأبومحمد العدنانى، وأبوكنانة المصرى، وفيما بعد استخدمت هذه «الكُنى» كنوع من أنواع التمويه لإخفاء الأسماء الحقيقية عن الأمن، حتى لا تُصاب خلاياهم بضرر بالغ، بسبب معرفة أسمائهم الحقيقية وتعرّضها لضربات أمنية».
وأضاف: «فى ظنى أن التنظيمات الجهادية والإرهابية الحالية ضعيفة للغاية، فى مجالات التنظيم والتخطيط والتمويه والتنفيذ، لذلك يتم استخدامهم من قِبَل الدول المعادية لتنفيذ مخططات مشبوهة داخل دولهم، وأن هناك اضمحلالاً فى العمل التنظيمى داخل الجماعات الإرهابية».
وفى السياق نفسه، قال سامح عيد، الباحث فى الجماعات الدينية: «جميع الجماعات الدينية تستخدم هذه الكنى كسنة نبوية، فتكنى الرجل بكنية عربية قديمة، ثم تحولت إلى عادة لديها، حتى لا يعرف أعضاء المجموعة الواحدة بعضهم بعضاً، إذا تم ضبط أحد منهم، فأثناء التحقيق والضغط الأمنى لن يجدوا عند العنصر المتطرف سوى كنى كأبوعبدالله وأبوعائشة وأبودجانة، ولن يمكنهم التوصل إلى أصحابهم الحقيقيين، ولا إلى القبض على باقى أعضاء المجموعة مهما حاول الأمن». من جانبه، قال اللواء فاروق المقرحى، مساعد وزير الداخلية الأسبق لـ«الوطن»: «جميع الجماعات الدينية تستخدم تلك الكنى، وهى موضوعة للتمويه على الأمن بشكل خاص».
وأضاف: «لكل عضو بالجماعة أكثر من كُنية، وتختلف باختلاف المكان، فيكون الشخص أبوعبدالله فى سوريا، وأبودجانة فى مصر، وأبومحمد فى العراق، رغم أنه شخص واحد، لذلك جاء بيان (داعش) بكنية مختلفة لـ(محمود شفيق) الذى فجّر الكنيسة البطرسية، عما أعلنته الأجهزة الأمنية المصرية». وأوضح «المقرحى» أن أول من ابتدع هذه البدعة كان جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمها الخاص الذى أسسه عبدالرحمن السندى والخمسة الذين بدأوا معه، مشيراً إلى أن عضو الجماعة المنتمى إلى التنظيم الخاص الآن يكون له كنية فى مدينة نصر، وأخرى فى الزماك، وثالثة لمنطقة أخرى، وهكذا، للتمويه على الأمن.
وقال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق: «الجماعات الإرهابية بدءاً من السبعينات وحتى الآن، تستخدم تلك الكنى، ومن أوائل من استخدموا هذه الكُنى آنذاك (شكرى مصطفى)، ثم من قتلوا الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، وأشهرهم محمد عبدالسلام فرج وطارق الزمر وعبود الزمر، وكذلك من نفّذوا العمليات الإرهابية فى الأقصر وغيرها».
وأضاف: استخدام الكنية هنا سببه أيضاً حالة التخوين العامة لدى هذه الجماعات، تجاه بعضها البعض، وتجاه أفرادهم الداخليين، وبالتالى فهم يستخدمون هذه الأسماء لتصعيب الأمر على الأمن حال القبض على أحد أفراد خلاياهم العنقودية، وهو ما حدث أيضاً فى حالة الخلية الأخيرة فى الكاتدرائية، فعندما تم القبض على الشخصيات التى أسهمت فى التفجير، وتم توجيه السؤال حول المسئول عن الخلية، قالوا «أبودجانة المصرى».
وتابع: «الكنى تتغير بتغير المكان، فلا يتم استخدام الكنية نفسها للشخص نفسه فى بلدان مختلفة، بل يتم تغيير الكُنى، فتجده فى مصر أبودجانة المصرى، وعند رحيله فى ليبيا يتحول إلى أبوشعيرات الليبى، وفى سوريا أبوعبدالله السورى، فتلك كُنى ما أنزل الله بها من سلطان، وهذا نظام معمول به داخل جميع التنظيمات الإرهابية، ومنها «بوكو حرام» و«النصرة» و«داعش» و«الإخوان» ذاتها؛ والتنظيم الخاص لجماعة الإخوان كانت به كُنى كثيرة، وكلها مناهج واحدة، وأيضاً كانت هناك أسماء أخرى، مثل الدكتور والمهندس والشيخ.