الفرحة تعم مسقط رأس «حبارة».. والأهالى: «دم ولادنا غالى»
جنازة «حبارة» فى قريته
شهدت «جزيرة أولاد فضل»، التابعة لمركز أبوكبير بالشرقية، مسقط رأس الإرهابى عادل حبارة، وقرية «الأحراز» التابعة لذات المركز، مسقط رأسه، فرحة بين الأهالى عقب تنفيذ حكم الإعدام بحق حبارة منفذ مذبحة رفح، التى راح ضحيتها 25 شهيداً من رجال القوات المسلحة، مؤكدين أنه يستحق هذا الحكم الذى تأخر كثيراً من وجهة نظرهم.
وعقب تنفيذ حكم الإعدام فى الإرهابى، تسلم شقيقه الجثمان متوجهاً به إلى مقابر قرية «المنسترلى» التابعة لمركز الزقازيق، بحضور عدد قليل من أفراد عائلته، وأكد مصدر أمنى، بمديرية أمن الشرقية، فى تصريح لـ«الوطن»، أن أسرته قررت عدم دفنه فى مقابر قرية الأحراز، مسقط رأسه، ودفنه بمقابر «المنسترلى»، مشيراً إلى أن المديرية دفعت بعدد من تشكيلات الأمنى المركزى وقوة من شرطة شمال الشرقية وفرضت القوات حصاراً حول المقابر حتى تم الانتهاء من دفن الجثمان.
دفن الجثمان فى مقابر «المنسترلى» وسط حراسة أمنية.. وسكان القرية يعزفون عن تقديم العزاء لأسرته
«الوطن»، انتقلت إلى منزل «حبارة» فى جزيرة أولاد فضل، الذى انتقل إليه بعد تكثيف الشرطة لملاحقته ومحاولة القبض عليه، حيث سارع الأهالى بفتح المنزل المكون من طابقين، عقب تنفيذ حكم الإعدام، وقال «أحمد. ع»، 45 عاماً، من أهالى القرية، إن إعدام حبارة انتظره الشعب المصرى بجميع طوائفه وليس أهالى الشهداء، مطالباً بتشديد الأحكام القضائية لأقصى عقوبة وسرعة تنفيذها بحق كل إرهابى يتورط فى قتل رجال الجيش والشرطة والمدنيين، منتقداً تأخر الأحكام القضائية فى مثل هذه الحالات التى تعد حالات استثنائية يجب أن يكون الردع فيها سريعاً.
«إحنا فرحانين والله عشان أخيراً كل الضحايا رجع لهم حقهم سواء كانوا جنود مذبحة رفح الثانية أو مخبر أمن الدولة اللى قتله حبارة ويتّم عياله بخلاف ما سببه للأهالى بعد ثورة 25 يناير من رعب وخوف، كان عامل زعيم عصابة بـ«دقن» وبيحرّم ويحلّل على كيفه وماكنش بيمشى فى البلد غير بالسلاح هو ورجالته ويتحكم فى كل شىء، اللى كان عنده مشكلة مع حد كان يروح يحلها، وكان لو سمع صوت أغانى فى بيت حد يجبره على قفلها، وكان بيروح على الشباب اللى بيتاجر فى المخدرات فى المقابر ويأخذ منهم المخدرات ويحرقها فى ميدان أبوكبير».. بتلك الكلمات لخص المواطن «أحمد جمال» أحد أهالى القرية حياة حبارة وطريقة تعامله مع الأهالى.
فيما سادت حالة من الهدوء قرية الأحراز، مسقط رأس الإرهابى المعدوم، وسيطرت حالة من الحزن والحسرة على منزل عائلة «حبارة»، التى أغلقت أبواب منزلها الكائن بأحد الشوارع الفرعية الضيقة فى القرية، ولم يتردد عليه أى من الأهالى لتقديم واجب العزاء ولم يوجد فى المنزل سوى والدة الإرهابى المعدوم، وتدعى أزهار على إبراهيم زيدان، 60 عاماً.
وقال طارق، شقيق حبارة، إن مشاكل شقيقه مع الشرطة بدأت قبل قيام الثورة بثلاثة أعوام، حيث تتبعه مخبر أمن الدولة بمركز أبوكبير بعد أن أطلق لحيته وارتدى الجلباب الأبيض، وبعدها بفترة طلب منه المخبر لقاء عميد بأمن الدولة وحينما التقاه سأله عن مكانه فأكد له أنه فى ليبيا، مضيفاً «أخبرت عادل هاتفياً بما حدث، وسارع بالعودة بعدما هاتفته بأسبوع، وذهب للعميد، بدون أن يعرف المخبر ليبدى حسن نيته وعدم تورطه فى أى عمل غير قانونى، ومن ساعتها والمخبر حطه فى دماغه»، وتابع: «فى يوم من الأيام عادل كان بيصلح الموتوسيكل بتاعه راح مخبر أمن الدولة وأمين شرطة تعديا عليه فضربهما بسلاح أبيض «مطواة»، واعترف بذلك بعدما قُبض عليه، ورُحّل إلى سجن الوادى الجديد وحُكم عليه بالحبس لمدة عام، لكنه هرب بعد فتح السجون وتهريب المساجين خلال ثورة يناير، فعاد لمنزله بمدينة أبوكبير فطاردته الشرطة بعد هربه من كمين أمنى وأصيب بطلق نارى فى قدمه، وتعدى على ضابط، وحكم عليه بالحبس 10 سنوات غيابياً، وفر هارباً، ثم عاد مرة أخرى واتُهم بقتل مخبر وحُكم عليه بالإعدام غيابياً وترك البلدة نهائياً».