المتهمون أقروا بانضمامهم لتنظيم مسلح يعتنق أفكار «القاعدة»
أحد أعضاء هيئة الدفاع عن «حبارة» فى إحدى جلسات المحاكمة
تضمن ملف قضية الإرهابى عادل حبارة عدداً من الأدلة أوردتها النيابة فى قرار اتهامه بارتكاب جريمة قتل الجنود فى مذبحة رفح الثانية عام 2013، التى راح ضحيتها 25 شهيداً من المجندين، حيث أوردت النيابة فى تلك القضية قائمة بأدلة ثبوت ارتكاب «حبارة» والمتهمين معه لتلك الجريمة، من بينها إقرار المتهمين بانضمامهم لتنظيم مسلح يعتنق أفكار «تنظيم القاعدة» القائمة على تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، وأنه فى غضون عام 2011 أنشأ أحد المتهمين جماعة تنظيمية بمحافظة الشرقية تتولى تنفيذ أعمال عدائية ضد قوات الجيش والشرطة والأقباط بمشاركة المتهم عادل حبارة، الذى انتقل إلى سيناء لاستكمال نشاطه الإرهابى بسبب كثرة الملاحقات الأمنية له.
مجند نجا من القتل: طرحونا أرضاً ثم أطلقوا النار على رؤوسنا.. والأمن: «حبارة» بدأ نشاطه فى الشرقية
واحتوت قائمة أدلة الثبوت أن «حبارة» وعناصر جماعته أعدوا وخططوا لقتل 28 مجنداً بالأمن المركزى، فتتبع «حبارة» وعدد من المتهمين خط سير سيارات المجنى عليهم التى استقلوها بعد مبيتهم بموقف مدينة العريش، ثم ارتكبوا جريمتهم، وأفادت تحريات قطاع الأمن الوطنى، التى شهد بها أحد ضباطه، أن تلك الجماعة تعمل على تكوين عدة خلايا عنقودية، وتعمل كل خلية منها بمعزل عن الأخرى تلافياً للرصد الأمنى، وأن المتهم الثانى عادل محمد إبراهيم محمد -وشهرته عادل حبارة- كان على اتصال ببعض عناصر تنظيم القاعدة فى الخارج لإطلاعهم على نتائج الإعداد البدنى والعسكرى لعناصر الجماعة، وأن تلك الجماعة اعتمدت فى تمويلها على الدعم المالى المقدم من المتهم الثانى عشر، محمد إبراهيم سعيد محمد، الذى كان يتولى مسئولية إدارة جمعية خيرية تحمل اسم «مفاتيح الخير»، ويتخذها ستاراً لتمويل الجماعة من أموال التبرعات، هذا بجانب حيازة المتهمين أسلحة نارية بقصد استخدامها فى تنفيذ العمليات العدائية بالبلاد، وارتكاب عناصر التنظيم أعمالاً عدائية تجاه قوات الشرطة والمواطنين.
وأكدت التحريات أن المتهم الثانى «حبارة» قام بالإعداد والتخطيط لواقعة قتل عدد ثمانية وعشرين من جنود الأمن المركزى بشمال سيناء، حيث علم عشية يوم 18/8/2013 بمبيت المجنى عليهم بموقف مدينة العريش -اضطرارياً- لظروف حظر التجول، وتوجههم صبيحة يومهم التالى إلى مقر قطاع «الأحراش» للأمن المركزى بمدينة رفح، فأعد والمتهمون وآخرون مجهولون عدتهم من أسلحة آلية وذخائر، كما دبروا وسيلة انتقالهم، وانتقلوا ملثمى الوجوه لموقع خط سير السيارتين اللتين استقلهما المجنى عليهم، وكمنوا لهم بأحد جانبى الطريق «العريش - رفح»، وما إن أبصروهم حتى استوقفوهم عنوة وتعدوا عليهم بالضرب وأجبروهم على النزول من السيارتين وصفّوهم بجانب الطريق منكّسى الوجوه، وبطحوهم أرضاً وأطلقوا وابل أعيرة نارية من أسلحتهم الآلية صوب المجنى عليهم، فأودوا بحياة خمسة وعشرين مجنداً منهم، ونجا بعض الجنود لعدم إحكام التصويب عليهم وتداركهم بالعلاج بعد وفاة زملائهم.
وتضمنت الأدلة شهادة أحد المجندين الناجين، الذى قال إنه عقب انتهاء إجازته وعودته إلى جهة عمله تقابل والمجنى عليهم من زملائه السبعة والعشرين من المجندين بمحطة سيارات المرج فى طريق عودتهم إلى جهة عملهم بقطاع الأحراش للأمن المركزى بمدينة رفح، حيث استقلوا سيارة حتى مدينة القنطرة، وعقب مرورهم من كمين أبوطويلة باغتهم عدة أشخاص ملثمى الوجوه حاملين أسلحة وبنادق آلية وقنابل، وقطعوا طريقهم وأجبروا سائقى السيارتين على التوقف، ثم توجهوا موزعين أنفسهم ناحية كل من سائقى السيارتين واستولوا على مفاتيحهما، واستعلموا منهما عن تبعيتهما للقوات المسلحة أو الشرطة المدنية، وما إن تيقنوا من ذلك حتى أخرجوهم من السيارتين عنوة وصفّوهم منكّسى الرؤوس على وجوههم وبطحوهم أرضاً وأطلقوا صوبهم أعيرة نارية من بنادقهم الآلية باتجاه رؤوسهم، ما أدى إلى وفاة خمسة وعشرين منهم ونجاته.