التحقيقات مع «جاسوس الموساد» تكشف: عائلته تبرأت منه وأهدرت دمه.. وإسرائيل منحته أجهزة متطورة
كشفت التحقيقات، التى تجرى مع المتهم المقبوض عليه ضمن شبكة تجسس تعمل لصالح الموساد الإسرائيلى، بواسطة المخابرات العامة والمخابرات الحربية، العديد من المفاجآت، أبرزها أن المتهم الأول بدأت علاقته بالمسئولين فى إسرائيل عن طريق ممارسته الاتجار بالبشر، خاصة الأفارقة، وتهريب بعض المستلزمات كالسجائر والتجارة فى المخدرات، على الشريط الحدودى.
وأوضحت التحقيقات أن المتهم من إحدى العائلات القبلية، التى رفضت ممارساته وأهدرت دمه، وأعلنت أنها ستساعد الأجهزة الأمنية والسيادية فى ضبط بقية المتهمين، وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن المتهم حصل على مبالغ مالية ضخمة، فى كل مرة زار فيها إسرائيل، لضمان ولائه، وأنه ذهب إلى إسرائيل أكثر من مرة، بدعوة من مسئولين أمنيين هناك.
وكشف مصدر أمنى رفيع المستوى لـ«الوطن» أن التحقيقات مع المتهمين تجرى بواسطة المخابرات العامة والحربية، نظرا لخطورة القضية، ولأنها تتعلق بالأمن القومى المصرى والسيادة المصرية، وبها معلومات تخص القوات المسلحة، مؤكداً أن هناك لجنة فنية من خبراء القوات المسلحة والأجهزة السيادية، ويشارك فيها مدنيون، لفحص الأجهزة المضبوطة، ويفرغ الفريق كافة المحتويات التى وجدت بحوزة المتهم، موضحاً أن اللجنة أكدت أن هذه الأجهزة تستخدم لأول مرة، وصممت خصيصا لعمليات تجسس وتنصت، ومتصلة بشكل مباشر مع الأجهزة الأمنية فى إسرائيل.
وقال إن المتهمين استخدموا هذه الأجهزة الحديثة، وحصلوا عليها من جهاز الموساد بإسرائيل، كما أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أمدت المتهمين بأجهزة لاسلكية متطورة، تعمل بشفرات، والتحكم فيها يكون من داخل إسرائيل. وأكد المصدر أن التحقيقات كشفت أن المتهمين تلقوا رسائل مشفرة من الموساد وأجهزة أمنية فى إسرائيل، واستقبلوها على الأجهزة، موضحاً أن المتهمين كانوا يتعاملون بشكل مباشر مع الموساد، ويتلقون التعليمات منه.
وأضاف المصدر أن المتهم تلقى تدريبه على يد ضباط الموساد، كى يضمنوا ولاءه وعدم افتضاح أمره، واستغرقت فترة التدريب وقتا كبيرا، كما أجروا اختبارات له واجتازها كلها بنجاح، كما دربوه على كيفية استخدام كافة الأجهزة التى منحوها له. وأكد أن مسئولى الموساد طلبوا منه معلومات تخص القوات المسلحة، وأن المتهم أعد تقارير عن أكمنة القوات المسلحة والشرطة، وقدراتها التسليحية، كما أنه كان يراقب ما تقوم به الجماعات المسلحة والجهادية فى سيناء، وكان يتابع عمليات غلق الأنفاق أيضاً، ويعد تقارير بكل هذه الأشياء، ويرسلها لإسرائيل مدعمة بالصور.
وكشف المصدر أن المتهم كان يحضر كافة التظاهرات فى ميدان التحرير وأماكن أخرى، وحضر بعض التظاهرات عند قصر الاتحادية، وكان يرفع تقارير عن هذه التظاهرات وما يحدث بها لجهات أمنية فى إسرائيل، بجانب ما يحدث فى مصر من تطورات مهمة، وكان يصور تلك المظاهرات، موضحاً أنه أثناء القبض على المتهم فى أحد الأكمنة عثر داخل هاتفه المحمول على عدد من الرسائل، التى تؤكد تعامله مع جهات خارجية، وكذلك مكالمة هاتفية.
وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية ستكثف وجودها فى سيناء، وأن هناك تنسيقاً بينها وبين الأجهزة السيادية، وذلك لحين القبض على بقية المتهمين، كما دفعت بعدد من المدرعات المتطورة المزودة بكاميرات مراقبة إلى سيناء، وستكون هناك أكمنة ثابتة ومتحركة بشكل مستمر، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية ستلقى القبض على بقية المتهمين فى أقرب وقت، قبل أن يتمكنوا من الهرب.