السودانيون يستجيبون لدعوات العصيان المدنى.. والمعارضة تعلن التصعيد
الشرطة السودانية تستعد للتظاهرات خلف الأسلاك الشائكة
شهدت مدن السودان استجابة لدعوات العصيان المدنى، أمس، التى أطلقها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى ودعمتها قوى سياسية، احتجاجاً على ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية والوقود والدواء. وتفاوتت الاستجابة لدعوات العصيان بأحياء العاصمة «الخرطوم»، لكنها تبقى عموماً قريبة من تلك التى حظى بها العصيان الأول الذى شهدته البلاد أواخر أكتوبر الماضى، وفق وكالة «الأناضول» التركية. وفى جسر «النيل الأبيض» الذى يربط مدينة «أم درمان» بمدينة «الخرطوم» كانت حركة المرور أقل من المعتاد وكذلك فى شارعى «الموردة» والعرضة» وهما من الشوارع الرئيسية فى المدينة التى تقطنها الكتلة الأكبر من سكان العاصمة. لكن فى مدينة «الخرطوم» خاصة فى أحيائها الشرقية والجنوبية كانت نسبة الاستجابة أقل مما كانت عليه عند العصيان الماضى. وكان اللافت فى تلك الأحياء انتظام طلبة المدارس خلافاً للمرة الأولى، حيث تعطلت الدراسة فى جزء كبير من المؤسسات التعليمية بالعاصمة، علماً بأن طلبة المدارس يؤدون هذه الأيام امتحانات الفصل الدراسى الأول.
خلو قاعات المحاضرات بالجامعات.. وخبير بالشئون الأفريقية: الدعوة رسالة للحكومة بضرورة الإصلاح حتى لو كانت الاستجابة ضعيفة
وقال موقع «بى بى سى»، أمس، إن حركة السير بدت فى شوارع العاصمة شبه عادية، أمس، بينما تزاول معظم المحال التجارية أعمالها فى الأسواق والأماكن العامة. وفتحت المدارس والجامعات والمرافق الخدمية ومؤسسات القطاع العام والخاص أبوابها، فيما كانت الاستجابة لدعوات العصيان فى الجامعات جزئية مع خلوّ قاعات المحاضرات من الطلاب فى عدد من الجامعات. وأطلق ناشطون وقوى سياسية معارضة نداء للسودانيين للعصيان المدنى قرروا له الأمس ويصادف إعلان استقلال السودان من بريطانيا فى 19 ديسمبر 1956، لكن دعوات أمس ارتفعت حدتها هذه المرة لتنادى بإسقاط حكومة الرئيس عمر البشير.
ولمنع تكرار أحداث عنف مثلما حدث فى مرات سابقة، استدعت السلطات السودانية خلال الأسابيع الأخيرة أكثر من 10 من قيادات المعارضة وحذرتهم من الدعوات إلى أى تحركات احتجاجية، كما حوكم عدد من المحتجين بتهم أبرزها تنظيم تجمعات فى «الخرطوم». وفى مقابلة مع مجلة «بزنس إنسايدر» البريطانية، قال زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان، التى تقاتل الحكومة السودانية: «نحن نحارب من أجل سودان جديد». وأضاف، موجهاً حديثه إلى الحزب الحاكم: «نريد أن نقول لهم إننا إذا كنا نريد إسقاط النظام الحاكم، ومن ثم إذا واجهونا فى الشوارع، وأنا أتحدى أن ينزل أحد (من الحزب الحاكم) إلى الشوارع، وأنا أعلم أنك لن تنزل لأنك تعلم ما حدث فى الماضى». وتابع المعارض السودانى: «هذا النظام لن يسقط من خلف لوحات المفاتيح والواتساب».
وقالت مدير الوحدة الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتورة أمانى الطويل، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «الدعوة إلى العصيان وسيلة احتجاج سلمية لجأ لها السودانيون بعد فشل مؤتمر الحوار الوطنى فى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وبسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التى نتجت عن تعويم العملة هناك وأيضاً للاحتجاج على الفساد». وأضافت الخبيرة السياسية فى الشئون الأفريقية: «حتى لو كانت الاستجابة محدودة لدعوات العصيان بالأمس، فإنها بمثابة رسالة للحكومة السودانية وللحزب الحاكم ودعوة للحكومة لمواجهة الفساد وتحقيق المصالحة والعدالة الاجتماعية ورفع مستوى الحريات العامة ومواجهة المحسوبية السياسية». وقالت «الطويل»: «آمل أن يستجيب الرئيس السودانى».